أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيالثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدينعربية

إيران ترسخ نفوذها السياسي والميليشياوي في العراق بعد انكسار أذرعها في سوريا ولبنان

موقع "بريكينج ديفنس" الأمريكي المتخصص بشؤون الدفاع ينقل عن مجموعة من الباحثين قولهم إن الأعين على العراق كقاعدة عمليات لتعزيز نفوذ إيران والتأثير على أوضاع سوريا من خلال الحدود المشتركة والميليشيات العابرة للحدود.

بغداد- الرافدين
قال خبراء عسكريون وباحثون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إن أعينهم على العراق بعد انكسار مشروع إيران في لبنان وسوريا.
وأجمع الخبراء في تحليل موسع نشره موقع “بريكينج ديفنس” الأمريكي المتخصص بشؤون الدفاع أن أعينهم كانت على نقاط اشتعال رئيسية أخرى يمكن أن تؤثر على توازن القوى في المنطقة لسنوات قادمة، من مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا إلى ما بعد انهيار خط ارسال الأسلحة الإيرانية عبر العراق وسوريا إلى حزب الله اللبناني.
وقال الخبراء إن استراتيجية إيران في الاطلالة على المتوسط ستتمركز على العراق حصرا، بعد أن قطعت أوصالها في سوريا ولبنان.
وستعمل إيران على تقوية نفوذها في العراق عبر قوى وأحزاب فضلا عن ميليشياتها بطريقة تتلاءم مع التغيرات الإقليمية الجديدة.
وقال كريستيان ألكسندر الباحث المقيم في الامارات في أكاديمية “ربدان” للأمن والدفاع، إن إيران بعدما فقدت حليفها في سوريا، فإنها قد تركز المزيد من اهتمامها على العراق.
وأضاف “مع سقوط حليفها في دمشق، فمن المرجح أن تعزز إيران موقعها في العراق، وتحتفظ بقاعدة عمليات وتمارس نفوذاً غير مباشر على سوريا من خلال الحدود المشتركة والميليشيات العابرة للحدود”.
ورجح أن تكثف الميليشيات أنشطتها على طول الحدود العراقية السورية من أجل ضمان استمرارية خطوط الإمداد والحفاظ على الاتصال ببقايا الفصائل الموالية لإيران في سوريا.
وكتب سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة الأوبزرفر “لقد أصيبت القيادة في إيران بالذهول إلى حد يكاد يكون مضحكاً بسبب الإطاحة المفاجئة بالأسد. ولكن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي لا يتعلم شيئاً أبداً، لن يتخلى عن محور المقاومة”.
وأضاف “إذا لم تتمكن من القيام بذلك علناً، فسوف تعمل طهران وميليشياتها سراً داخل سوريا وعبرها، بما في ذلك إعادة تسليح حزب الله”.


سيمون تيسدال: سوف تعمل إيران وميليشياتها سراً داخل سوريا وعبرها، بما في ذلك إعادة تسليح حزب الله

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد حث رئيس الحكومة في بغداد محمد شياع السوداني في زيارة مفاجئة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول أمريكي رافق بلينكن في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، تأكيده بأن واشنطن لن تسمح للميليشيات الولائية باستغلال الوضع الهش في سوريا.
وطلب بلينكن من السوداني منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعا لطهران في سوريا أو حزب الله في لبنان.
والحكومة الحالية محسوبة على “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
فيما نقل موقع “بريكينج ديفنس” عن علي باكير الباحث في معهد “المجلس الأطلسي” الأمريكي، والأستاذ في جامعة قطر قوله إنها “مسألة وقت فقط قبل أن يتضاءل نفوذ حزب الله، حتى داخليا في لبنان، وأن طهران قد تصبح مجبرة على التكيف مع الواقع الجديد وتصبح أكثر واقعية، أو أنها قد تسعى إلى محاولة التخريب إذا استطاعت، أو قد تختار شراء الوقت، وإعادة بناء موقعها الإقليمي، والمناورة حتى انتهاء ولاية دونالد ترامب، وعندها يمكن أن يعودوا بإستراتيجية إقليمية جديدة.
واستخدم حزب الله اللبناني سوريا إبان حكم الأسد لجلب أسلحة ومعدات عسكرية أخرى من إيران، عبر العراق. لكن في السادس من كانون الأول، سيطرت فصائل الثورة السورية على الحدود مع العراق وقطعوا ذلك الطريق، وبعد يومين سيطرت المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
ودخلت الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي بعد فترة من انطلاق الثورة السورية عام 2011 وبدعم من إيران إلى سوريا لتقاتل إلى جانب نظام الأسد.


كريستيان ألكسندر: إيران بعدما فقدت حليفها في سوريا، فإنها قد تركز المزيد من اهتمامها على العراق

وتبرر إيران وميليشيات في العراق الدخول مع نظام الأسد لقمع الثورة السورية انها تدافع عن “وحدة الطائفة” وفق توجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي.
وإلى جانب الدور الروسي الكبير في سوريا ودور حزب الله اللبناني، لعبت الميليشيات الطائفية المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي دورا كبيرا في دعم حكم الأسد وساعدته في استعادة الكثير من المناطق السورية وارتكبت جرائم القتل على الهوية بحق السوريين والقضاء على المعارضة السورية هناك.
وقال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، في تبرير الدفاع عن نظام الأسد “ليس من الحكمة أن تشتعل النيران في بيت جارك وأنت نائم مطمئنا دون أن تفكر فيما قد يحدث”.
واعترف الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم إن الجماعة المسلحة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا، وذلك في أول تصريحات له منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في هجوم كاسح للمعارضة.
وقال قاسم في خطاب بثته محطات تلفزيونية دون أن يذكر الأسد بالاسم “نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا، ولكن هذه الخسارة تفصيل في عمل المقاومة”.
وأضاف “يمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”.
وأعلن سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري، إن سفارة بلاده في العاصمة دمشق، ستستأنف أعمالها وأنشطتها قريباً.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للتلفزيون الإيراني الرسمي، الاثنين، علق فيه على مستجدات الأوضاع في سوريا.
وأضاف أكبري “أرسلنا موظفينا في سفارة دمشق إلى بيروت لمدة يوم أو يومين لتجنب أي مشاكل. وستبدأ سفارتنا في دمشق أنشطتها قريباً”.
يذكر أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أوقفت السفارة الإيرانية في دمشق أنشطتها وغادر موظفوها البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى