أخبار الرافدين
الثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدينعربية

مسؤول في الأمم المتحدة يدعو العالم إلى دعم سوريا والاستجابة للحظة الأمل التي يعيشها السوريون

مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر: السوريون يحتاجون بالدرجة الأولى الى الخدمات الأساسية من كهرباء وطعام ومأوى، والى الخدمات الحكومية من تعليم واستشفاء، عدا عن احتياجات إعادة الإعمار والتنمية.

دمشق– الرافدين
شدّد مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر على ضرورة زيادة الدعم المخصص لسوريا “على نطاق واسع”، داعيا المجتمع الدولي الى الاستجابة لـ”لحظة الأمل” التي يعيشها السوريون، بعد إطاحة بشار الأسد.
وبعد نحو 14 عاما من نزاع مزّق البلاد ودمّر مقدراتها وشرّد أهلها، يحتاج سبعة من إجمالي عشرة سوريين حاليا الى المساعدة من أجل تلبية احتياجاتهم الرئيسية، وفق الأمم المتحدة.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية على هامش زيارته سوريا، قال فليتشر “أريد زيادة الدعم الدولي على نطاق واسع، لكن ذلك يعتمد الآن على الجهات المانحة”، وسط نقص حاد “تاريخي” يشوب التمويل المخصص لسوريا.
وتبدو الاحتياجات “هائلة” في أنحاء سوريا، وفق فليتشر الذي قال إنه لمس خلال محادثاته في دمشق وحلب وحمص “حاجة حقيقية الى ضمان حماية حقوق النساء والفتيات”. ولفت الى أن السوريين يحتاجون بالدرجة الأولى الى الخدمات الأساسية من كهرباء وطعام ومأوى، والى الخدمات الحكومية من تعليم واستشفاء، عدا عن احتياجات إعادة الإعمار والتنمية.
وقال “يحاول الشعب السوري العودة إلى وطنه، حين يكون ذلك آمنا، من أجل إعادة بناء بلدهم، وإعادة بناء مجتمعاتهم وحياتهم”، معتبرا أن “الفرصة سانحة الآن… وعلينا أن نقف الى جانبه ونستجيب لهذه اللحظة المفعمة بالأمل”.
وأضاف “أخشى أن تُغلق هذه النافذة، إن لم نفعل ذلك بسرعة”.
وتابع “علينا أن نجد طريقة لإقناع الناس بأنهم يستطيعون العودة والبدء في إعادة بناء حياتهم… هناك قائمة طويلة من الأولويات، ولكن يتعين علينا أن نكون طموحين في ما نقوم به، وأن نكون طموحين في ما نطلبه من المانحين”.
وخلال نحو 14 عاما من نزاع دام، اضطر نصف عدد سكان سوريا الى ترك منازلهم والنزوح الى مناطق اخرى أو اللجوء الى الخارج.
ومع طول أمد الأزمة السورية بغياب تسوية سياسية للنزاع وانصراف المانحين الى أزمات أخرى، تراجع الدعم الدولي المخصص لسوريا. وخلال العام الحالي، أطلقت الأمم المتحدة نداء تمويل بقيمة أربعة مليار دولار من أجل الاستجابة للأزمة السورية، جرى توفير ثلثها فقط.
على هامش زيارته سوريا، التقى فليتشر ممثلين عن السلطة الجديدة التي تقود البلاد، بينهم قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الاعمال محمّد البشير.


توم فليتشر: نحتاج ان يرى العالم ماذا يحدث هنا. فهو لم يقدم مساعدة للشعب السوري منذ أكثر من عقد من الزمن
وقال فليتشر إن ضمان إيصال المساعدات من دون قيود وتعقيدات بيروقراطية الى جميع المناطق في سوريا شكّل “نقطة بحث أساسية” خلال نقاشاته في دمشق، لافتا الى حصوله على “تطمينات قوية” بهذا الصدد.
وأوضح “نحتاج الى الوصول دون عوائق أو قيود إلى الأشخاص الذين نعمل لخدمتهم. نحتاج إلى فتح المعابر حتى نتمكن من إيصال كميات هائلة من المساعدات… نحتاج إلى ضمان أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الوصول إلى حيث يحتاجون دون قيود وبأمان”.
وتابع “تلقيت أشد التطمينات الممكنة من أعلى الهرم في حكومة تصريف الأعمال لناحية منحنا الدعم الذي نحتاجه. وسيكون ذلك محل اختبار في الفترة المقبلة”.
ولطالما فرضت دمشق قيودا على حركة المنظمات الإنسانية وتوزيع المساعدات في المناطق التي كانت خارجة عن سيطرتها، وحيث تركّز العدد الأكبر من النازحين جراء الحرب.
ورأى فليتشر ان المرحلة المقبلة ستشكل “اختبارا لنا جميعا: هي اختبار للأمم المتحدة التي لم تتمكن من تقديم ما كنا نريده منذ أكثر من عقد من الزمن… فهل يمكننا توسيع نطاق عملنا؟ وكسب ثقة الناس؟ وتنسيق جهودنا بشكل أكثر فاعلية؟”.
وأضاف “هي أيضا اختبار للسلطة الجديدة: هل ستضمن لنا بيئة أكثر تساهلا مما كانت عليه في ظل نظام الأسد؟”، مضيفا “أعتقد أننا نستطيع العمل في إطار هذه الشراكة، لكنها اختبار هائل لنا جميعا”.
وتابع فليتشر الذي التقى ممثلين عن المجتمع المدني ومنظمات انسانية في مدينتي حمص وحلب “الشعب السوري يطالبنا بإيصال المساعدات، وهو محق” في مطالبته.
وقال فليتشر “نحتاج ان يرى العالم ماذا يحدث هنا. فهو لم يقدم مساعدة للشعب السوري منذ أكثر من عقد من الزمن”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى