واشنطن تبلغ الزعيم السوري أحمد الشرع بإلغاء المكافأة المالية المعروضة لاعتقاله
مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف تؤكد على أن واشنطن لن تسمح لايران في المشاركة بصناعة مستقبل سوريا.
دمشق- الرافدين
عقد قائد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الجمعة في دمشق “لقاء إيجابيا” مع وفد دبلوماسي أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وفق ما كشف مصدر من السلطة الجديدة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر من دون الكشف عن هويته ردا على سؤال بشأن اللقاء “نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابيا، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله”.
وأبلغت ليف زعيم الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الجمعة أن واشنطن ألغت المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، بينما رحبت بـ”الرسائل الإيجابية” التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدا بمحاربة الارهاب.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في مؤتمر صحافي شاركت فيه قناة “الرافدين” بعد لقاء الشرع في دمشق “بناء على محادثاتنا، أبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريا منذ سنوات عدة”.
وأضافت ليف التي شاركت في أول زيارة رسمية لوفد أميركي إلى دمشق منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية الدامية “رحبنا بالرسائل الإيجابية” للشرع بعد أن أطاحت هيئة تحرير الشام التي يقودها برجل سوريا القوي بشار الأسد.
وتابعت “نريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ، أفعال وليس فقط أقوال”.
وأشارت ليف إلى أنها أكدت للشرع أيضا أهمية “التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية”.
وأكدت “نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقيا ودينيا”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن دبلوماسيين كبارا من إدارة الرئيس جو بايدن موجودون في دمشق الجمعة للقاء السلطات السورية الجديدة بقيادة القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وهو أول اجتماع مباشر ورسمي بين واشنطن والحكام الجدد لسوريا.
والدبلوماسية الأمريكية البارزة في شؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنستين الذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأمريكية في سوريا، هم أول دبلوماسيين أمريكيين يسافرون إلى دمشق منذ أن أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير
ستارمر إن بلاده بحاجة للتحدث مع قادة سوريا الحاليين للتأكد من أن “ما سيأتي بعد ذلك سيكون أفضل”، وذلك بعد أن التقى مسؤولون بريطانيون مع فصائل المعارضة التي تولت السلطة في البلاد.
في وقت قال الاتحاد الأوروبي إنه سيزيد حضوره الدبلوماسي في العاصمة السورية دمشق، وإنه على اتصال مع الإدارة الجديدة هناك.
جاء ذلك على لسان رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في مؤتمر صحفي، مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عقب قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
في غضون ذلك شدد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع على أن «الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر»، مؤكداً أن بلاده «لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان».
وقال الشرع في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية جرت في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، الخميس، إن «ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة… أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء».
وتأتي زيارة الوفد الأمريكي في الوقت الذي تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجية مع هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع، ومناقشة إمكانية رفع اسم الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية. وتأتي زيارة الوفد الأمريكي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة في الأيام الماضية.

كرم نعمة: إيران تمر بأخطر لحظة من عدم اليقين في تاريخها الحديث. فقد سُحِقَت ميليشياتها بالوكالة في سوريا وهربت صوب العراق، فيما يعيش حزب الله اللبناني العصر الأكثر كآبة سياسية في تاريخه، ويبقى الحوثيون مجرد ظاهرة صوتية سيتوقف صراخها عاجلا أم آجلا
وقال المتحدث باسم الوزارة إن المسؤولين الأمريكيين سيناقشون في اجتماعاتهم مع ممثلي هيئة تحرير الشام مجموعة من المبادئ مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.
وسيعمل الوفد أيضا على الحصول على معلومات جديدة عن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي سقط في الأسر خلال رحلة صحفية إلى سوريا في أغسطس آب 2012، ومواطنين أمريكيين آخرين فُقدوا في عهد نظام الأسد.
وقال المتحدث باسم الوزارة “إنهم سيتواصلون بشكل مباشر مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء وأعضاء الجاليات المختلفة والأصوات السورية الأخرى حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم”.
وأضاف المتحدث أنهم “يخططون أيضا للقاء ممثلي هيئة تحرير الشام لمناقشة مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في العقبة بالأردن”.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في دمشق عام 2012.
وفي لحظة فارقة بالنسبة للشرق الأوسط، سيطرت فصائل من المعارضة السورية على دمشق في الثامن من كانون الأول، مما أجبر الأسد على الفرار بعد أكثر من 13 عاما من الحرب الأهلية لينتهي بذلك حكم عائلته الذي استمر عقودا.
وأثارت العملية الخاطفة تساؤلات حول ما إذا كانت المعارضة قادرة على ضمان انتقال منظم للسلطة.
وأطاحت قوات يقودها قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، بحكم عائلة الأسد وكلفت حكومة انتقالية بإدارة الأمور لبضعة أشهر. وكانت هذه الحكومة الانتقالية تحكم مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار معاونيه الإطاحة بالأسد بأنها فرصة تاريخية للشعب السوري الذي عاش لعقود تحت حكمه الظالم، لكنه حذر أيضا من أن سوريا تواجه فترة من الخطر والضبابية.
وطالب الكاتب السياسي الأمريكي توماس فريدمان إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن تشمر عن ساعديها، وإذا أصبح ماركو روبيو وزيراً للخارجية، فعليه أن يستقل أول طائرة وينطلق إلى سوريا ويستخدم أكبر قدر ممكن من النفوذ الأمريكي لتوجيه الحكومة السورية في الاتجاه الصحيح. فلا شيء يمكن أن يكون أكثر أهمية من هذا.

توماس فريدمان: عواقب نجاح سوريا على العراق وخيمة جدا لأنه يعيش ديمقراطية هشة ومعيبة إلى حد كبير. ومخترق بعمق من قِبَل إيران التي تهيمن على اقتصاده وكانت أكبر الخاسرين بسقوط بشار الأسد
وقال فريدمان المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز” تعلمنا بعض الدروس في سوريا لمحاولة تجنب سيناريو احتلال العراق. فلم يحل الجيش السوري ولم تدمر مؤسسات الدولة. لذا فهم يمتلكون كل شيء وهذا أمر جيد ومهم للغاية”.
وشدد على أن عواقب نجاح سوريا على العراق وخيمة جدا لأنه يعيش ديمقراطية هشة ومعيبة إلى حد كبير. ومخترق بعمق من قِبَل إيران التي تهيمن على اقتصاده وكانت أكبر الخاسرين بسقوط بشار الأسد.
فيما يرى الكاتب العراقي كرم نعمة أن العرب المتضررين من إيران حصلوا على نصف الجائزة بسقوط أحد أذرع طهران في المنطقة.
وقال “إن إيران تمر بأخطر لحظة من عدم اليقين في تاريخها الحديث. فقد سُحِقَت ميليشياتها بالوكالة في سوريا وهربت صوب العراق، فيما يعيش حزب الله اللبناني العصر الأكثر كآبة سياسية في تاريخه، ويبقى الحوثيون مجرد ظاهرة صوتية سيتوقف صراخها عاجلا أم آجلا”.
وأضاف أن تكون إيران في موقف دفاعي، فهذا هو الوقت المناسب للضغط على ميزة ما كان يسمى منطقة النفوذ. فقد حصلنا على نصف الجائزة بانهيار أحد أتباع طهران، لكننا نترقب الجائزة كاملة وأن تأتي من إيران هذه المرة، ليكون العراق وحده الرابح.
