التحريض على الكراهية من قبل الاحتلال تدفع مستوطنين إلى حرق “مسجد بر الوالدين”
عصمت الخفش، وهو من سكان الحي وشاهد عيان: استفاق الفلسطينيون فجرا على إلقاء مجموعة من المستوطنين مواد حارقة في المسجد بعد كسر إحدى بواباته وخطوا عبارات عنصرية منها: الموت للعرب، نحرق المسجد ونبني مكانه كنيس.
القدس- اعتبر الفلسطينيون في بلدة مردا شمال الضفة الغربية المحتلة أن حرق مستوطنون فجر الجمعة “مسجد بر الوالدين” وخطهم شعارات عنصرية، إنذارا بمزيد من الاعتداءات وناتجا عن تحريض وحماية من الحكومة الإسرائيلية.
وفجر الجمعة اقتحم مجموعة من المستوطنين اليهود الحي الشرقي من البلدة (شمال سلفيت) وأضرموا النار في “مسجد بر الوالدين”، وخطوا شعارات عنصرية.
وأشار الشهود إلى أن النيران أتت على أجزاء كبيرة من المسجد، قبل أن يتمكن السكان من السيطرة عليها وإخمادها.
وذكروا أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على جدار المسجد بينها “الموت للعرب” إضافة لرسم نجمة داود السداسية.
وأظهرت مقاطع مصورة لكاميرات مراقبة تسلل 3 مستوطنين إلى المسجد، وخط الشعارات قبل إلقاء مواد حارقة بداخله.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 822 شهيدا ونحو 6 آلاف و500 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وقال عصمت الخفش، وهو من سكان الحي وشاهد عيان “استفاق الفلسطينيون فجرا على إلقاء مجموعة من المستوطنين مواد حارقة في المسجد بعد كسر إحدى بواباته”.
وأشار إلى أن “أضرارا كبيرة لحقت بالمسجد قبل أن يتمكن السكان من إخماد النيران”.
وعن كتابات باللغة العبرية، قال: “خطوا عبارات عنصرية منها: الموت للعرب، نحرق المسجد ونبني مكانه كنيس”.
وبين أن بلدته تعيش حالة من الحصار والاعتداءات المتواصلة منذ ما قبل السابع من تشرين الأول، وتزايدت بشكل كبير منذ حرب الإبادة.
واتهم الخفش المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي بحماية ودعم الجماعات المتطرفة من المستوطنين.
وذكر أن البلدة محاصرة بجدار سلكي وبوابات عسكرية، وأشبه ما تكون سجن كبير.
بدوره، قال رئيس مجلس قروي مردا فلاح بداح، إن “حرق المسجد ليس بالجريمة الجديدة، سبقه سلسلة اعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلة على دور العبادة، المستوطنون يحرقون الأخضر واليابس والأطفال”.
ووصف جريمة حرق المسجد بـ “الهمجية التي تعبر عن ثقافة وتطرف المستوطنين، وتنذر بمزيد من الاعتداءات”.
وأشار إلى أن “جيش الاحتلال مساند ومشارك في العملية حيث يحاصر البلدة من كافة الجهات، ويفرض عليها حصارا مشددا بذرائع وهمية”.
كما سلط الضوء على أن “الجيش يتواجد في محيط البلدة وعادة ما يقتحمها ويفتش المنازل ويحقق مع السكان”.
واختتم بداح حديثه بالقول “نعيش حالة عقاب جماعي من قبل الجيش، واعتداءات وانتهاكات من قبل المستوطنين”.