أخبار الرافدين
طلعت رميح

أعلى مراحل الانحطاط

هل رأى أحد منكم هذا المشهد؟
لقد اعادوه مرارا وتكرارا.. حتى ظن البعض أن التكرار يصيب الناس بالتعود على رؤية البشاعة.
هو شاهد وليس مشهد، شاهد على كل من رأى أو سمع.
وعلى من لم ير أو يسمع، ذلك انه ليس مشهدا.. هو تلخيص لمسيرة البشر، هو شاهد على أعلى مراحل انحطاط البشر
أرأيتموه..
أسمعتم عنه..
اسالوا عنه..
لا تخرجوا من الدنيا قبلها
أجساد المغدورين.. التي نهشتها الكلاب.. رأته.
ما كان لها إلا أن ترى لتشهد على انحطاط البشر
هي رأت وسمعت وسجلت لتكون شاهد
إن قلنا إنها لا ترى ولا تشهد فذلك لا يصح فما جرى ليس مسبوقا.. لابد ان تكون أجسادهم اهتزت وانتفضت.
لا شك أن الأجساد رأت وتألمت. وأن كان يقال إن الأجساد حين تخرج منها الأرواح لا ترى ولا تسمع ففي تلك الحالة لا بد انها رأت وسمعت. فما جرى هو طفرة في انحطاط البشر.
اما الأرواح فكانت تحلق.. تراقب وترى وتسجل على اهل النار.
أرواح هؤلاء لا شك تقول ما كان لنا أن نبقى في أجساد تنهشها الكلاب، ما جرى هو أعلى مراحل الانحطاط.
ألم يكن يكفي أن نقول إن البشر قد خلعوا عنهم انسانيتهم حين اعتبروا أن انتاج الأسلحة النووية والهيدروجينية والكيماوية هو التقدم والتطور الذي تتنافس عليه الدول.
ألم يكن كافيا أن تتبارى دول على أرض تدور بغير عمد في التباهي على غيرها بانها الأكثر تطورا في انتاج أسلحة تشوي الأجساد وتزهق الأرواح.
ألم يكن كافيا تباري البشر وافتخارهم باختراع طائرات تقصف وتدمر وصواريخ فتاكه وقنابل تحرق الأجساد.
انحطاط بعض البشر أبى ألا أن يصل أبشع مراحل الانحطاط.
أنقول هي شريعة الغاب!
لا.. لا، بل الحيوانات في الغابة أرقى.
أنقول إن ما مضى كان عصورا للتخلف، أبدا
البشرية لا تصعد على سلم التحضر.. هي تنزل على سلم الانحطاط الى الدرك الأسفل.
كلاب تنهش أجساد بشر
كلاب تنهش أجساد شهداء
لا.. لا.. الكلاب الحقيقية هي تلك التي منعت دفن الشهداء، هي التي أصرت أن تسجل على نفسها انها وصلت إلى اعلى مراحل الانحطاط.
انحطاط البشر لتصبح أقل من الحيوانات
لكم الله يا اهل غزة
لكم الله يا شعب كله شهداء
لكم الله يا شهداء.. احياء
ليست الصهيونية وحدها من تصعد.. عفوا من تهبط على سلم الانحطاط، كل من رأى وسمع ولم يفعل شيئا.. هبط على نفس السلم.
هل رأى أحد منكم هذا المشهد؟
من رأى أو لم ير.. عليه أن يرى وعليه أن يحاسب نفسه، فقد وصل الانحطاط إلى مدى لم يشهده تاريخ البشر.
في بداية الخليقة علم الغراب الانسان أن يدفن الموتى. وبعد كل تلك العصور يظهر بشر يقتلون البشر ويمنعون أن يقوم بشر بدفن بشر.. هم الصهاينة. هم أبناء تلك الحضارة الغربية التي تتباهى بالرقي والتحضر.
لقد أرادوا للشهداء أن تأكل أجسادهم الكلاب.
ونسوا أن الديدان ستأكل أجسادهم تحت الأرض.
هم أرادوا أن يخيفوا الأحياء بمصير أجسادهم.
رسالتهم أن من يقاوم وأن من يبقى في غزة ستنهش جسده الكلاب.
لكن الكلاب وشريعة الغاب.. هم هؤلاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى