أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

كيف أصبح الحظر الأوروبي عنوانًا لفشل إدارة الخطوط الجوية العراقية؟

موقع بريطاني: الخطوط الجوية العراقية لا تزال على القائمة السوداء للمفوضية الأوروبية بسبب افتقارها لمعايير السلامة.

بغداد ــ الرافدين
أكد تقرير لموقع “فلايت غلوبال” البريطاني صدر الأربعاء الموافق 18 كانون الأول للعام الحالي أن الخطوط الجوية العراقية لا تزال تعاني من عجز كبير في تطبيق معايير السلامة، مما يحول دون رفع الحظر الأوروبي المفروض عليها منذ عام 2015.
وكشف التقرير أن التأجيل المستمر لتقييم السلطات الأوروبية قد يؤدي إلى تأخير أي تطور ملموس حتى عام 2025، مما يضع سمعة الشركة ومستقبلها في موقف حرج مما يعكس فشل حكومة محمد شياع السوداني في معالجة الأزمة.
ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية والمحلية بشأن سوء إدارة شركة الخطوط الجوية العراقية وتدهور خدماتها.
ولطالما كانت الخطوط الجوية العراقية، المعروفة بـ”الطائر الأخضر”، واحدة من أفضل شركات الطيران في المنطقة قبل عام 2003 إلا أن حكومات ما بعد الاحتلال جلبت تغييرات سلبية أدت إلى انهيار البنية التحتية وفساد إداري واسع النطاق.
وتحولت الخطوط الجوية العراقية إلى ضحية لنظام المحاصصة السياسية ما جعلها عرضة للفساد وسوء التخطيط، ونتيجة لذلك تحولت إلى واحدة من أسوأ شركات الطيران في المنطقة.
وعلى الرغم من الوعود الحكومية بشأن تحسين أوضاع الخطوط الجوية العراقية إلا إنها لم تتجاوز مرحلة التصريحات الإعلامية.
واعترف مستشار لجنة الخدمات النيابية هاتف الركابي، أن العراق يعاني من عقوبات الطيران بسبب أخطاء شركة الخطوط الجوية العراقية وسوء إداراتها المتعاقبة.
وأضاف أن غياب الالتزام بشروط السلامة الأوروبية كان السبب الرئيسي وراء استمرار الحظر.
من جانبه قال النائب عامر عبد الجبار، إن هناك جهات سياسية متنفذة سعت لإفلاس الخطوط الجوية العراقية لإنشاء شركة طيران أخرى.
وأضاف أن هناك مخططًا كان يهدف إلى السيطرة على الخطوط الجوية العراقية وإقامة شركات طيران جديدة من قبل بعض الجهات السياسية، مشيرًا إلى أن هذه الجهات كانت مهتمة بمعرفة أرباح الشركة من أجل الاستيلاء على قطاع الطيران.
وفي حادثة لاقت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، انتقد اليوتيوبر الأجنبي الشهير جوش كاهيل الخدمات على متن الخطوط الجوية العراقية، واصفًا رحلته بأنها “كارثية”.
وتحدث عن تأخيرات طويلة وسوء معاملة من الطاقم، ونقص في الخدمات الأساسية مثل الطعام والشراب، مما يزيد الضغط على الشركة التي كانت يومًا ما تعتبر معيارًا للجودة.
وشكى مسافرون عراقيون من تكرار المعاناة خلال سفرهم على متن الخطوط الجوية العراقية بسبب تدهور الخدمة والتي تفضح غياب التخطيط وسوء الإدارة الذي أصبح السمة المميزة للشركة.
وتعكس أزمة الخطوط الجوية العراقية صورة أوسع للأزمات التي يعاني منها العراق منذ عام 2003 فاستمرار الحظر الأوروبي وفشل جهود الإصلاح يكشفان عن ضعف التخطيط والإدارة وسوء استغلال الموارد.
وبينما يطالب المسافرون بإصلاحات جذرية وتحسين الخدمات، يبقى الطريق طويلًا لاستعادة سمعة “الطائر الأخضر” كأحد أفضل شركات الطيران في المنطقة حيث تحتاج الشركة إلى خطة شاملة تتجاوز الشعارات والوعود الجوفاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى