ثمانية أقوال في الفرق بين لفظي “الرسول” و”النبي” تنتهي إلى الاتفاق على تغاير اللفظين

عمان- الرافدين
قال الدكتور منير مصطفى القوشجي إن أصل وظيفة الإنسان في هذه الحياة، هو توحيد الله عز وجل، وإن السبيل إلى بيان كيفية التوحيد أولًا، وتقويم الانحراف عن الصراط المستقيم ثانيًا؛ لا يكون إلا عن طريق إرسال الأنبياء.
وأكد القوجي في محاضرة بعنوان “مصطلحا النبي والرسول عند المفسرين، والفرق بينهما” ضمن مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق؛ على أن التوحيد هو رسالة الأنبياء جميعًا، كما قال الله جل جلاله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [سورة النحل: 36]، وأن من آثار هذا التوحيد: إظهار التسليم والانقياد لله تعالى، وهو ما فعله الأنبياء (عليهم السلام) أنفسهم، ثم بلّغوا الناس أن يوحدوه جل في علاه ويستسلموا له.
وبيّن في المحاضرة التي جرت في مقر الهيئة بالعاصمة الأردنية عمان، أن شرائع الأنبياء تختلف باختلاف العصور التي بُعثوا فيها، وجاء ذلك في قوله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) [المائدة: 48]، وأن ثبات التوحيد واختلاف التشريع لطف من الله عز وجل للبشر، لأن حاجاتهم مختلفة من زمن لآخر، ووسائل معيشهم مختلفة كذلك، فتطرأ على حياتهم أمورٌ قد يكون حكمها غير مناسب لزمانهم أو مكانهم.

وتناول الدكتور منير القوشجي في المحاضرة، معنى (النبي) و(الرسول) في اللغة والاصطلاح، مستدلاً بما جاء على ألسنة أصحاب المعاجم، والقواميس اللغوية، وبما أورده المفسرون وأهل العلم من بيان المعاني والدلالات ذات الصلة بهذين المصطلحين، ثم سلط الضوء على الاختلاف الحاصل في تحديد المعنى الاصطلاحي لهما، من حيث كونهما متغايرين أو مترادفين، أو ما ذهب إليه بعض العلماء من كونهما مترادفين تارة ومتباينين تارة أخرى حسب السياقات التي يردان فيها، لافتًا إلى أن الخوض في هذه المسألة اجتهادي، إذ ليس في المسألة نص قطعي الدلالة يحسمها، لا من الكتاب ولا من السنة.
واستعرض المحاضر مؤلف كتاب (القول المحصول من التحقيق في معنى النبي والرسول) آراء القائلين بوجود فرق بين لفظي (الرسول) و(النبي)، وهي على ثمانية أقوال، تنتهي جميعها إلى الاتفاق على تغاير اللفظين، لكن مع الاختلاف في تحديد موجب هذا التغاير، علاوة على استعراضه أقوال العلماء الذين ذهبوا إلى بأن المصطلحين مترادفان، وأقوال من وضع المصطلحين في مرتبة ثالثة بين الأولى والثانية، وساق في هذا الشأن أدلة وآراءً من مصادر متنوعة.