إيران تغرق العراق بالمخدرات وسط صمت حكومة السوداني
عضو فريق مكافحة المخدرات في العراق حيدر القريشي يكشف عن وجود سياسيين "متنفذين" و"عصابات" مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
بغداد – الرافدين
تستمر ميليشيات الإطار التنسيقي الولائية بإغراق العراق بالمخدرات عن طريق المنافذ الرسمية وغير الرسمية من جهة إيران، بعد مرور نحو أكثر من أسبوعين على تدمير مصانع الكبتاغون في سوريا عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.
ولم يتبق لشبكات تهريب وتجارة المخدرات سوى إيران كطريق لتهريب أطنان المخدرات والتجارة بها داخل العراق وخارجه إلى تركيا ودول الخليج.
وتشهد المنافذ الحدودية مع إيران تزايدًا ملحوظًا في عمليات تهريب المخدرات، وسط تقارير تؤكد تورط عدد من الميليشيات المسلحة في هذه الأنشطة غير القانونية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وعلى مدى السنوات الأخيرة، لا يمر أسبوع إلا وتعلن السلطات في العراق، ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تدخل من حدوده الغربية مع سوريا.
وكان نظام الأسد قد تورط في صناعة “الكبتاغون” باعتبارها “مورد الدخل الوحيد” الذي اعتمد عليه بعد العقوبات الدولية التي فرضت نتيجة قمع الثورة الشعبية عام 2011.
ودعمت عائدات “الكبتاغون” الأنشطة العسكرية لحزب الله اللبناني والمشاريع السياسية وتحالفه مع إيران ونظام الأسد.
من جانبها قالت كبيرة الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حنين غدَّار، إن “الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق بشار، كانت تعمل على ملف المخدرات، لكن خلف عائلة الأسد كان حزب الله اللبناني هو المحرك الأساسي لهذه التجارة في سوريا”.
وتوقعت غدَّار، أن تنتقل الصناعة إلى لبنان، بقيادة حزب الله، بعد غياب عائلة الأسد.
وبحسب عضو فريق مكافحة المخدرات في العراق حيدر القريشي، فلم تسجل السلطات العراقية خلال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الأسد، أي عملية تهريب من الأراضي السورية، محذرًا من وجود ثغرات لتهريب المخدرات من جهة سنجار والتي تسيطر عليها ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيا “البي كا كا” المصنفة إرهابيًا.
وكشف القريشي في تصريحات صحفية وجود سياسيين “متنفذين” و”عصابات” مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
ودخلت العراق وفقًا للقريشي، 18 مليون حبة “كبتاغون” في النصف الأول من العام الحالي، واعتقال أكثر من 6 آلاف تاجر ومهرب وناقل للمادة.
وتسيطر الميليشيات المسلحة على الحدود الإيرانية والسورية على حد سواء، فضلًا عن سطوتها الواسعة على المنافذ الحدودية الرسمية عبر وكلائها أو بتهديد الضباط التابعين للأجهزة الأمنية العاملين في تلك المنافذ.
وقال مصدر في هيئة المنافذ الحدودية رفض الكشف عن اسمه إن “القوات الأمنية الممسكة بالمنافذ هي قوات شكلية، فالمتحكم الرئيس هي الميليشيات والأحزاب السياسية، والدليل أنه لو أراد أي ضابط مهما كانت رتبته رفيعة الصدام مع تلك الميليشيات وعرقلة بضائع داخلة تعود لتلك المليشيات، فإنه إما يُقتل أو يتم نقله على الفور إلى دوائر أخرى”.
وكانت تقارير المركز الأوربي لمراقبة المخدرات والإدمان، قد أفادت بتورط بعض الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق بعمليات تهريب المخدرات.
وأعربت جهات مجتمعية وحقوقية عن قلقها من تزايد ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات في العراق، وتغاضي حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن دور الميليشيات التي تتحكم بتجارة المخدرات وتعمل على إغراق البلاد بها، بهدف تدمير المجتمع العراقي، وتكتفي بالاستعراضات الإعلامية لمكافحة هذه الظاهرة.
وحذر نواب في البرلمان من أن “المحافظات العراقية التي تمتلك منافذ حدودية دولية باتت أشبه بمحطات ترانزيت لدخول المخدرات وخروجها”.
وقال برلمانيون إن “التقارير الرسمية تؤكد وجود نسبة تعاطي كبيرة للمخدرات والمتاجرة بها في عموم محافظات العراق، وأن على الجهات الحكومية التحرك من خلال تدوير الإدارات في بعض المواقع الحساسة بالمنافذ الحدودية”.