البرد الشديد يميت رضيعة في مخيم بخان يونس أمام أنظار الضمير العالمي
محمود الفصيح والد الرضيعة: نعيش أوضاعا مأساوية داخل خيمة من القماش لا تصلح للسكن، بينما ينام الأطفال على الرمال الباردة دون وجود فراش أو مستلزمات تقيهم برد الشتاء.
غزة- توفيت، الأربعاء، رضيعة فلسطينية متأثرة بالبرد الشديد داخل خيمة نزوح في منطقة “المواصي” غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان، بأن الرضيعة الفلسطينية “سيلا محمود الفصيح” بعمر أسبوعين، توفيت الأربعاء متأثرة بالبرد القارس بمنطقة “مواصي خان يونس”.
وهذه الرضيعة الثانية التي تتوفى جراء البرد الشديد في خيام النزوح، حيث توفيت الرضيعة “عائشة عدنان سفيان القصاص” فجر الجمعة، داخل خيمة في مواصي خان يونس.
وقال والد الرضيعة محمود الفصيح، في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم استيقظوا صباح الأربعاء فوجودا اللون الأزرق يطغى على الرضيعة “سيلا” فيما نزف الدم من فمها وأنفها.
وأضاف، إنهم توجهوا بها لعيادة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، حيث أبلغهم الأطباء هناك أن “قلب الطفلة توقف من البرد”.
وأشار إلى أنهم يعيشون أوضاعا مأساوية داخل خيمة من القماش لا تصلح للسكن، بينما ينامون على الرمال الباردة دون وجود فراش أو مستلزمات تقيهم برد الشتاء.
وتعقيبا على ذلك، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، في منشور على “إكس”، إن الرضيعة “سيلا محمود الفصيح تجمدت من برد الخيام في مواصي خان يونس وفارقت الحياة”.
والمواصي مناطق رملية تمتد على طول الخط الساحلي من جنوب غرب دير البلح (وسط القطاع) مرورا بجنوب غرب خان يونس وحتى غرب رفح.
ويشكو النازحون في هذه المنطقة المفتوحة المطلة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط من الأجواء الباردة جدا خلال فصل الشتاء.
ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، حيث تتفاقم مع فصل الشتاء.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن إسرائيل تقتل طفلا كل ساعة في غزة، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لحل الأزمة الإنسانية في القطاع.
جاء ذلك في بيانين صدرا عن “أونروا”، الاثنين والثلاثاء، حول جريمة قتل الأطفال واستمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية جماعية.
وأضافت الأونروا، في بيان الاثنين “لا مكان للأطفال، فمنذ بداية الحرب تم الإبلاغ عن مقتل 14500 طفل في غزة بحسب منظمة (الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسف”.
وتابعت “يُقتل طفل كل ساعة، هذه ليست مجرد أرقام، إنها حياة قُطعت”.
وأكدت الأونروا عدم وجود مبررات لقتل الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأوضحت أن كل من نجا “من الأطفال أصيب بندوب جسدية ونفسية”.
وأشارت إلى أن الأطفال الفلسطينيين محرومون من التعليم حيث يقضي “الفتيان والفتيات في غزة وقتهم في البحث بين ركام الأنقاض”.
وحذرت قائلة: “الوقت ينفد بسرعة لهؤلاء الأطفال، إنهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.