أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

الكاردينال ساكو أمام السوداني والحكيم: عليكم العودة إلى الدولة الحقيقية، دولة القانون والعدالة

بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو: العراق يعيش في وضع صعب بسبب التغييرات الإقليمية والدولية وذلك يتطلب الشعور بالمسؤولية وحل المشكلات والعودة إلى الهوية الوطنية.

بغداد- الرافدين
أجمعت شخصيات دينية واجتماعية عراقية مسيحية على أن التصريحات الإعلامية لرئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني وبعض السياسيين وزعماء الميليشيات الذين استولوا على أملاك المسيحيين في العراق، لا تغير حقيقة الوضع المتردي واضطهاد المسيحيين والاستيلاء على أملاكهم في العراق.
وقالوا إن السوداني كعادته يلفق حقائق الواقع عندما زعم “الحكومة سخّرت كل إمكانياتها من أجل حفظ استقرار المسيحيين في العراق، وتقديم التسهيلات لعودة من كان منهم في الخارج ليسهموا في بناء بلدهم”.
وتفند مزاعم السوداني تقارير الكنسية التي أكدت على أن أربعين عائلة مسيحية عادت للموصل فقط وبعد عشر سنوات من استعادتها من تنظيم داعش.
وتساءلوا “أين كلام السوداني من استيلاء ريان الكلداني زعيم ميليشيا بابليون المنضوية في الحشد الشعبي على أملاك المسيحيين والتحدث باسمهم من دون تخويل من الكنيسة”.
وقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو، أن العراق يعيش في “وضع صعب” بسبب التغييرات الإقليمية والدولية التي خلقت وضعا جديدا، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب الشعور بالمسؤولية وحل المشكلات والعودة إلى الهوية الوطنية.
وقال ساكو، في كلمة ألقاها بمناسبة قداسَ ليلة الميلاد المجيد، الذي أقيم في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد حضره رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إن “المنابر الدينية وجدت للصلاة وتوجيه الناس نحو الأخوة والسلام وخدمة للمحبة والرحمة وليس إلى العسكرة، فرجل دين هو رجل الله ويحمل رسالة الله ولا يحمل شيئاً آخر، ومع أن له كلمة في السياسة أمام الظلم، لكن لا يعني أن يتحول إلى جهة سياسية”.
ويشير كلام الكاردينال ساكو إلى المنابر الطائفية التي أشاعت الضغينة والكراهية بين العراقيين والعودة إلى مرويات تاريخية ملفقة لتقسيم المجتمع.
وترتبط أغلب هذه المنابر بأحزاب وميليشيات طائفية مساهمة في تشكيل حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
ودعا إلى العودة إلى “هويتنا الوطنية العراقية الجامعة بالمواطنة الكاملة والمصالحة الحقيقية والمشاركة الإيجابية في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لخير الجميع لا لخير فئة معينة”، مؤكداً ضرورة “العودة إلى الدولة الحقيقية، دولة القانون والعدالة”.
وختم ساكو “نحتاج إلى دولة تحقق طموحات شعبها وتراعي تنوع المجتمع دينيا وقوميا، وهذا الإصلاح سيشجع المهاجرين على العودة إلى بلدهم والمساهمة بمهارتهم في بنائه وازدهاره”.
وتعرض المسيحيون في العراق لعنف واضطهاد وتهجير من ميليشيات مسلحة سيطرت على منازلهم خصوصا في مدينة الموصل.
واستولى متنفذون على عقارات ومنازل المسيحيين في بغداد ومدن أخرى بتسهيل من السلطات الحكومية أو لامبالاة.
وقال بول ثابت مكو، أسقف ألقوش الكلداني لوكالة “فيدس” إنّه بعد استعادة الموصل عام 2017، عاد عدد قليل جدا من المسيحيين إلى ديارهم للاستقرار.

الكاردينال لويس روفائيل ساكو: المنابر الدينية وجدت للصلاة وتوجيه الناس نحو الأخوة والسلام وخدمة للمحبة والرحمة وليس إلى العسكرة
وأضاف “نحن نتحدث عن 30 إلى 40 عائلة، وغالبا ليست مكتملة وتقتصر على كبار السن. تأتي العديد من العائلات وتذهب من أماكن أخرى، فهي لا تمثل وجودا مستقرا يمكن ملاحظته “.
وقبل احتلال العراق كان في الموصل أكثر من مائة ألف مسيحي، اندمجوا في نسيج اجتماعي حيث تعايشت الأديان في مدينة بقيت تسمى بـ “مدينة الكرام” حتى عام 2003.
وعبر الأسقف بول ثابت مكو عن اعتقاده بأن أكثر من 90 بالمائة من المسيحيين الذين فروا من الموصل لا يخططون للعودة.
وقال “ما رأوه وعانوه خلق جدارا نفسيا. تم طرد البعض، وشعر آخرون بالخيانة. لا نعرف ما إذا كان الوضع سيتغير. اليوم، يعيش الكثيرون في عنكاوا، منطقة أربيل التي يسكنها المسيحيون، ويشعرون بأمان أكبر، وهناك المزيد من فرص العمل. إنهم لا يعتقدون أنهم سيعودون إلى مدينة تغيرت كثيرا عما كانت عليه عندما عاشوا هناك. لم يتعرفوا عليها”.
إلى ذلك ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية أن اضطهاد المسيحيين منتشر في العراق الذي وصفه التقرير بأنه يحتل المرتبة الـ16 عالميا كأثر البلدان خطورة بالنسبة للمسيحيين.
وقال رئيس منظمة “الاهتمام المسيحي الدولي” جيف كينغ إن هناك مستويات مختلفة للاضطهاد المسيحيين في العراق، تتراوح ما بين الضرب والخطف أو حتى الموت يعتمد على مستوى الطائفية المتفشية.
وقال إن “الإيذاء لا يزال مستمر وكل هذا الإرث من الضرر ينتظر ان يتم إصلاحه”.
واحتل العراق المرتبة 16 الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للمسيحيين، وفقا لقائمة منظمة “الباب المفتوح” العالمية التي تصنف الدول حسب مستوى حدة الاضطهاد داخل حدودها.
وقال الكاتب العراقي فاروق يوسف “في دولة يُراد لها أن تكون شيعية متشددة مثل العراق، لا يمكن أن يكون لأتباع الديانات الأخرى أن يستمروا في البقاء على أرضها”.
وعبر عن توقعه بأن الصابئة المندائيين لم يعد لهم أثر في العراق وسيلحق بهم المسيحيون في وقت قريب.
وشدد على أن الأحزاب الطائفية الحاكمة لا تعير أهمية لمعنى للمواطنة. ولم تعد كل أساليب الطمأنينة التي يغلب عليها الطابع التهريجي الدعائي كفيلة بردم الفجوة التي حدثت بين المسيحي العراقي ومواطنته التي صار يشعر بالهلع بسبب تغييبها.
وأضاف “لقد حدث ما يشبه التجريف السكاني من أجل إعداد بيئة مستعدة للقبول بعراق يلغي تعدديته الدينية والعرقية استعدادا لقيام الحاكمية الشيعية، وهي العبارة التي صارت تتردد على ألسنة رجال الدين على المنابر وفي وسائل الاتصال الاجتماعي. من الصعب تخيل عراق من غير مسيحيين، غير أن مسيحيين من غير عراق معناه أن البشرية ستضم شعبا جديدا إلى قائمة شعوبها التائهة”.

الأسقف بول ثابت مكو يؤكد بأن أكثر من 90 بالمائة من المسيحيين الذين فروا من الموصل لا يخططون للعودة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى