المتطرف بن غفير يستفز مشاعر ملايين المسلمين باقتحام المسجد الأقصى بحماية عناصر الاحتلال
الأردن وفلسطين يحذران من مخاطر مخططات الاحتلال التي تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وتصعيد إجراءاته لتهويد الأقصى كما يحصل في الحرم الإبراهيمي الشريف، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة هذه الاقتحامات وتحمل مسؤولياته لحماية الأماكن المقدسة.
القدس- نددت فلسطين، الخميس، باقتحام بوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى وأداء طقوس دينية، واعتبرته استفزازا غير مسبوق لملايين الفلسطينيين والمسلمين.
جاء ذلك في بيانات صادرة عن وزارتي الخارجية والأوقاف، وحركة “حماس”، تعليقا على الاقتحام الرابع من نوعه الذي يقدم عليه بن غفير في الأقصى منذ توليه منصبه قبل عامين.
وأدانت الخارجية في بيان “اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال في ظل دعوات تحريضية متصاعدة لتوسيع الاقتحامات للمسجد”، و “تصريحاته بشأن قيامه بأداء طقوس تلمودية داخل المسجد”.
وعدّت الخارجية الاقتحام وأداء طقوس دينية “استفزازًا غير مسبوق لملايين الفلسطينيين والمسلمين”.
وحذرت من “مخاطر مخططات الاحتلال التي تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وكذلك تصعيد إجراءاته لتهويد الأقصى كما يحصل في الحرم الإبراهيمي الشريف”، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة هذه الاقتحامات وتحمل مسؤولياته لحماية الأماكن المقدسة.
بدورها، نددت وزارة الأوقاف الفلسطينية بالاقتحام، واعتبرت أنها “خطوة تضرب بعرض الحائط مشاعر المسلمين في أنحاء العالم كافة وليس في فلسطين وحدها”.
وقالت في بيان إن “اقتحام بن غفير يأتي ضمن سلسلة اقتحامات الاحتلال ومستعمريه المتواصلة للأقصى، حيث ينفذون السجود الملحمي، بالإضافة إلى أدائهم صلوات تلمودية داخله احتفالاً بما يسمى عيد الحانوكاه، مع إدخالهم أدوات الصلاة بشكل دائم”.
وفي وقت سابق الخميس، اقتحم بن غفير، المسجد الأقصى في القدس الشرقية وسط حراسة مشددة من الشرطة ودون إعلان مسبق، في استفزاز جديد في إطار محاولات تهويد المسجد.
وقال مسؤول بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأناضول “اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى بحراسة شرطية كبيرة”.
وتزامن الاقتحام مع اليوم الأول من عيد الأنوار اليهودي “الحانوكاه” الذي يستمر حتى الأسبوع المقبل، ويشهد عادة اقتحامات واسعة من قبل مستوطنين للمسجد.
فيما زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان نقلته إذاعة الجيش، أن “لا تغيير على الوضع القائم” في المسجد الأقصى.
والوضع القائم هو الوضع الذي ساد قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي المسؤولة الحصرية عن إدارة شؤون المسجد والصلاة في المسجد هي للمسلمين وحدهم.
ولكن منذ العام 2003 سمحت الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب منذ 1لك الحين بوقف الاقتحامات باعتبارها انتهاك للوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، باتت الشرطة الإسرائيلية تغض الطرف عن انتهاكات المستوطنين خلال اقتحاماتهم الأقصى.
وبعد أن كانت الشرطة تمنع المستوطنين من أداء طقوس تلمودية وصلوات خلال اقتحاماتهم، باتت تسمح لهم بصلوات علنية يوثقها المستوطنون بمقاطع فيديو ينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد مدينة القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وأدان الأردن، الخميس، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية وسط حراسة مشددة، معتبراً ذلك “خطوة استفزازية مرفوضة ومدانة”.
وفي بيان أدانت وزارة الخارجية “إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، صباح اليوم على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي”.
وعدت الخارجية الاقتحام “خطوة استفزازية مرفوضة ومدانة وانتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، ولالتزامات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في القدس المحتلة”.
وأكدت الخارجية على “رفض المملكة المطلق وإدانتها قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته”.
وأشارت إلى أن ذلك “خرق فاضح للقانون الدولي، ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني”.
وشددت على أن “لا سيادة لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.
وبينت أن “استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والانتهاكات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً دولياً واضحاً يلزم إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وقف انتهاكاتها تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واحترام حرمتها”.
وأردفت بأنه يتطلب من المجتمع الدولي أن “يوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وخصوصاً في ظل استمرار إسرائيل في حربها العدوانية على قطاع غزة وما تخلفه من كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وجددت الخارجية الأردنية على “أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً (الدونم ألف متر مربع) هو مكان عبادة خالص للمسلمين”.
ولفتت إلى أن “إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه”.
ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس بموجب القانون الدولي الذي يعتبر الأردن آخر سلطة مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل عام 1967.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي آذار 2013، وقع العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين.