أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

غسيل الأموال القذرة يتحول إلى “حوالات سود” تتسبب بارتفاع سعر الدولار في العراق

تهريب الدولار برًا بواسطة حقائب تحت حماية وإشراف متنفذين بعد سحب الدولار من السوق المحلية بوسيلة تعرف بـ "الحوالات السود".

بغداد- الرافدين
لم تتوقف عمليات تهريب العملة إلى خارج العراق على الرغم من إعلان حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني والبنك المركزي العراقي عن مجموعة من الإجراءات لمنع عمليات التهريب. مما تسبّب بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق العراقية ووصوله 153 ألف دينار لكل 100 دولار وسط تلويح نواب باستضافة محافظ البنك المركزي علي العلاق واستجوابه في البرلمان.
ورغم رقابة وزارة الخزانة الأمريكية على النظام المصرفي في العراق إلا أن عمليات تهريب العملة إلى خارج العراق تتم بطرق مختلفة كمنصة بيع العملة “نافذة بيع العملة” والتي تعرف بـ”نظام الصرف الصحي للفساد العراقي”.
أو أن يتم تهريب الدولار برًا بواسطة حقائب تحت حماية وإشراف متنفذين في الحكومة والميليشيات الولائية، بعد سحب الدولار من السوق المحلية وليس عبر نافذة بيع الدولار الرسمية، حتى باتت تعرف هذه العملية بـ ” الحوالات السود”، مما جعلها ظاهرة لم تخضع للسيطرة حتى اللحظة.
فضلًا عن عمليات أخرى شهدها العراق لسحب الدولار بسعره الرسمي وبيعه بسعر السوق الموازي، عبر استغلال الدولار الممنوح للمسافرين، والعودة للعراق وبيعه لتحقيق أرباح كبيرة.

تهاوي قيمة الدينار العراقي بسبب أنشطة أذرع إيران في العراق

وكانت الولايات المتحدة قد تدخلت منذ بداية العام 2023 للحد من تهريب الدولار من العراق، ما أدى إلى ارتفاع سعره في السوق المحلية لمستوى قياسي بلغ 170 ألف دينار لكل 100 دولار، بسبب تراجع مبيعات البنك المركزي العراقي من الدولار.
من جانبه وصف عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر، أمس الأربعاء، تذبذب سعر صرف الدولار في السوق الموازي بـ”المؤقت”، فيما بين أن الارتفاع لو استمر سنتجه لاستضافة محافظ البنك المركزي العراقي.
وقال كوجر إن “الارتفاع إذا استمر خلال الفترة المقبلة، سيكون هناك رأي آخر لمجلس النواب”، مضيفًا أن “اللجنة المالية، وفي حال استمرار الارتفاع، ستتجه لاستضافة محافظ البنك المركزي في مجلس النواب”.
ووفقًا للباحث الاقتصادي نبيل الشمري فإنه يؤكد أن “الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتفاع أسعار الدولار في السوق المحلية رغم ثباتها بالأسعار الرسمية المعلنة من قبل البنك المركزي، تتمثل في اتباع أسلوب إرسال الأموال خارج العراق بأسلوب غير قانوني خارج النظام المصرفي”.
وسبق أن أكد الشمري، أنّ هناك مبالغ حولت خارج العراق عن طريق وسائل نقل متعددة، منها “الحوالات السوداء” التي تُنقل من خلالها الأموال إلى دول جوار بشكل مباشر، ثم تنتقل إلى وجهات أخرى حول العالم.

عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر: إذا استمر ارتفاع الدولار خلال الفترة المقبلة سنتجه لاستضافة محافظ البنك المركزي في مجلس النواب.

ويصنف العراق في قائمة الدول المستوردة لأغلب منتجاتها، في اعتماد كبير على الدولار الذي يُعد عملة ثانية في البلاد، ما يعني أن أي تغييرات في سعر الصرف، تنعكس بشكل مباشر على السوق والحركة التجارية.
وبسبب الاعتماد الكبير على استيراد البضائع تحول البلد على مدار عقدين إلى معبر لعمليات تهريب كبيرة “للدولار” تحت غطاء الاستيراد الذي بات بحسب مراقبين “ثقبًا أسودًا” لاستنزاف الأموال الصعبة وتحويلها إلى دول مثل لبنان وإيران عن طريق “مزاد بيع العملة”، في خطوة منظمة تهدف إلى كسر الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية على إيران ودعم حزب الله في لبنان.
ويستمر سعر صرف الدولار في العراق بالارتفاع منذ أشهر على وقع عمليات التهريب المنظمة إلى أن وصل اليوم الخميس إلى نحو 153 ألف دينار مقابل كل 100 دولار في السوق الموازي بعد أشهر من استقراره عند عتبة 150 ألف دينار.
ومع تزايد السخط في الشارع العراقي على ارتفاع سعر الصرف وعجز الحكومة عن خفضه للسعر الرسمي (132 ألف دينار لكل 100 دولار) يحمل عراقيون حكومة محمد شياع السوداني مسؤولية ما وصلت إليه ظروفهم المعيشية من عجزهم عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، لعدم إيفاء الحكومة ببرنامجها الذي ألزمت نفسها به عند تشكيلها بعد أن تعهدت بإعادة التوازن للوضع الاقتصادي.

عمليات سحب العملة وتهريبها للخارج مستمرة تحت أنظار ومسمع حكومة السوداني
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى