قوات الاحتلال تراكم سجلها الدموي بقتل الصحافيين لتغييب الحقيقة في غزة
قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق: الاحتلال الصهيوني بتهافته نحو ارتكاب الجرائم التي ينتهك فيها على نحو ممنهج حقوق الإنسان، وحرية الرأي، وحصانة الصحفيين، وحق الحصول على المعلومة؛ فإنه يسعى إلى تغييب الحقيقة وفرض الإسكات القسري على مصادرها.
عمان- الرافدين
قال قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق إن جيش الاحتلال الصهيوني ارتكب جريمة حرب أخرى تندرج في صفحات سجّله المثقل بالعار؛ باستهدافه -فجر الخميس السادس والعشرين من كانون الأول مركبة البث الفضائي التابعة لقناة “القدس اليوم” الفلسطينية، أثناء وقوفها أمام مستشفى “العودة” في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة؛ مما تسبب باستشهاد خمسة صحفيين من طاقم القناة تم انتشال جثثهم من بين النيران والدمار الهائل الذي أصاب المكان.
وذكر قسم الإعلام في الهيئة في بيان صحفي تأتي هذه الجريمة في سياق عدوان العدو المتواصل على القطاع الذبيح منذ ما يقرب من (450) يومًا، استشهد فيها أكثر من 200 صحفي ومراسل ومصور، دون احتساب الضحايا الآخرين من الأسرة الصحفية الذين باتوا ما بين مصاب أو معتقل أو مُبعد أو مُضيّق عليه في غزة وعموم فلسطين، ولا سيّما في مناطق الضفة الغربية، التي تشهد هذه الأيام تصعيدًا على أكثر من جبهة جعل الاحتلال فيها من الصحفيين ومكاتبهم ومعداتهم أحد أهدافه المباشرة.
وأضاف البيان إن الاحتلال الصهيوني بتهافته نحو ارتكاب هذا النوع من الجرائم التي ينتهك فيها على نحو ممنهج كلًا من: حقوق الإنسان، وحرية الرأي، وحصانة الصحفيين، وحق الحصول على المعلومة؛ فإنه يسعى إلى تغييب الحقيقة وفرض الإسكات القسري على مصادرها؛ ليحجب عن الرأي العام تفاصيل عدوانه ومآلات جرائم الإبادة التي يسلّطها على المدنيين والمستضعفين من أهلنا في قطاع غزة الذين يُستنزفون ويُبادون، ليُولِّد حالهم هذا أكداسًا جمّة من المسؤوليات التي تطوّق الجميع، ولا سيّما المجتمع الدولي الذي ما يزال في حالة يُرثى لها من الانقسام ما بين مجاهرٍ في دعم كيان الاحتلال أو متواطئ معه، وما بين مكتفٍ بالإدانات الجوفاء، التي تتحكم في إيقاعها توازنات ومصالح سياسية تحول دون تحقيق العدالة لأهل غزة وفلسطين، ولجم كيان الاحتلال عن عدوانه على الإنسانية، على الرغم من تماديه، وإدمانه على الكراهية والتطرف والقتل.
وأعلنت قناة “القدس اليوم” الفلسطينية أن خمسة من الصحافيين العاملين فيها قتلوا فجر الخميس في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركبة البث الخارجي التابعة للقناة في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.
ونعت قناة “القدس اليوم” في بيان “الصحافيين الشهداء الخمسة: فيصل أبو القمصان وأيمن الجدي وإبراهيم الشيخ خليل وفادي حسونة ومحمد اللدعة الذين ارتقوا في استهداف صهيوني لباص البث الخارجي”.
وأضافت القناة أن الخمسة قتلوا “أثناء تأديتهم واجبهم الصحافي والإنساني”، واصفة الحادث بأنه “جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال ضد الصحافيين” الفلسطينيين.
وبثت القناة مقطع فيديو يُظهر مصور القناة في وسط القطاع أيمن الجدي وهو يعلن انجابه مولوده الأول، قبيل ساعات من مقتله.
وقال شهود عيان إن صاروخا أطلقته طائرة إسرائيلية أصاب بشكل مباشر عربة البث الخارجي التي كانت متوقفة أمام مستشفى “العودة” في مخيم النصيرات، ما أسفر عن مقتل العاملين الخمسة واحتراق السيارة بالكامل.
من جهتها، قالت لجنة حماية الصحافيين في الشرق الأوسط، إنها “فجعت” بالتقارير التي تشير إلى مقتل خمسة صحافيين وعاملين إعلاميين داخل مركبة البث الخاصة بهم جراء غارة إسرائيلية.

وأضافت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “الصحافيون هم مدنيون ويجب حمايتهم على الدوام”.
وأظهر مقطع فيديو لموقع هجوم اليوم حطام مركبة فان بيضاء اللون مع ما يبدو أنه بقايا كلمة (برس) “صحافة” باللون الأحمر على الأبواب الخلفية.
وشارك العشرات من الأقارب والصحفيين في وقت لاحق اليوم في جنازات الصحفيين الخمسة الذين لُفت جثامينهم في أكفان بيضاء.
ووُضعت سترات زرقاء مضادة للرصاص مكتوب عليها كلمة (برس) “صحافة” فوق الجثامين المكفنة.
وقال عبد الله المقداد مراسل التلفزيون العربي خلال الجنازات “يدعي الجيش الإسرائيلي أو يبرر هذا الاستهداف بأنه في إطار استهدافه لعناصر يعملون في تنظيمات وخلايا فلسطينية، لكن على الأرض هؤلاء كانوا في مهمة عمل صحفية، كانوا يقيمون في مركبة صحفية، وكانوا يعملون أيضا على تغطية الحدث”.
وبكت نساء جانب الجثامين خلال أداء الرجال صلاة الجنازة قبل الدفن.
وقالت والدة الصحفي فادي حسونة الذي كان بين القتلى الخمسة “حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتقم منهم، هو اللي بيعمل الخبر وبيجول (يقول) للناس الجرايم هيك تسووا فيه؟”
وقال مسعفون في القطاع إن ثمانية أشخاص آخرين قتلوا وأصيب 20 في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة.
وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع نظرا لوجود كثيرين محاصرين تحت الأنقاض.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة قتلت ثمانية أشخاص آخرين، ليرتفع عدد القتلى اليوم الخميس إلى 21.
 
						


