أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيالثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدين

عزلة حكومة الإطار التنسيقي الإقليمية تدفعها للتقرب من الإدارة السورية الجديدة

فشل محمد شياع السوداني في تحريض دول الاقليم على الإدارة السورية يدفعه للتقرب من أحمد الشرع عبر إيفاد رئيس المخابرات حميد الشطري إلى دمشق.

دمشق- الرافدين
شعرت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني بالعزلة السياسية في موقفها من الثورة السورية وإدارتها برئاسة أحمد الشرع في الوقت الذي تحصل فيه دمشق على دعم إقليمي ودولي متصاعد.
ووجدت حكومة السوداني بعد أسبوعين من الثورة السورية أنها وإيران تدوران في موقف معزول برفض القبول بالواقع الجديد في سوريا.
وبادرت بغداد وطهران في موقف سياسي متماثل إلى قطع تصدير النفط إلى سوريا بمجرد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي دفع السعودية إلى الإسراع بسد النقص في تصدير النفط إلى دمشق.
وحاول السوداني التحريض على قيادة الثورة السورية بإدارة أحمد الشرع في زيارات مكوكية واتصالات هاتفية شملت كلا من الأردن والسعودية وتركيا والأمارات، بيد أن موقف هذه الدول المتسارع للترحيب بالثورة السورية وأرسال كبار المسؤولين إلى دمشق وإبداء الدعم السياسي والاقتصادي، جعل من حكومة الإطار التنسيقي تشعر أنها وحيدة في الدوران في فلك الموقف الإيراني.
فيما قال لبنان إنه يتطلع إلى “أفضل علاقات الجوار” مع سوريا بعد أن فتحت الإطاحة ببشار الأسد الطريق أمام حقبة جديدة في العلاقات المتوترة في كثير من الأحيان بين الجارتين.
وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية على منصة إكس أن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب نقل الرسالة، وهي الأولى إلى الإدارة الجديدة في دمشق، إلى نظيره السوري أسعد حسن الشيباني خلال اتصال هاتفي.
وتزامن ذلك مع تصريح المرشد الإيراني على خامنئي المحرض على الثورة السورية بدعوته لإشعال الفتنة في البلاد، الأمر الذي دفع الجامعة العربية إلى تحذير طهران، رافضة التصريحات الايرانية المُزعزعة للسلم الأهلي في سوريا، بعد إطاحة حليفها بشار الأسد.
وتوقّع خامنئي ما أسماه “ظهور مجموعة من الشرفاء الاقوياء” في سوريا مشيرا إلى أنه “ليس لدى الشباب السوري ما يخسره”. وهو الموقف الذي طالما أعلنته أحزاب وميليشيات إيران في العراق في دعمها لنظام الأسد والدفاع عنه قبل سقوطه.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن سوريا تواجه مستقبلا غامضا بعد الإطاحة
بالرئيس السوري بشار الأسد الذي حكم بلاده لفترة طويلة.
وأضاف عراقجي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، “من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك.”
وأوضح بأن “من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان.


كرم نعمة: لا يمكن أن نتحدث عن “الحذر” التي تزعم به حكومة الإطار التنسيقي من التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، بينما المعادل الموضوعي لما يسمونه الحذر هو هزيمة سياسة التحريض التي لجأ إليها السوداني ضد الشرع في زيارات واتصالات مع دول المنطقة

وطالب وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة بلاده.
وأضاف “نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم مسؤولية تبعات تصريحاتهم الأخيرة.
وندد الائتلاف الوطني السوري، بتصريحات إيرانية اعتبر أنها تهدف إلى “نشر الفوضى وزعزعة الأمن وخلق فتنة طائفية في سوريا”.
جاء ذلك في بيان للائتلاف، الذي يضم عدة قوى سياسية، نشره عبر منصة “إكس”.
وقال البيان “يندد الائتلاف الوطني السوري بتصريحات النظام الإيراني التي تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن وخلق فتنة طائفية في سوريا”.
واعتبر أن طهران “تستخدم فلول نظام الأسد البائد وعملاءها في احتجاجات طائفية واستهداف قوى الأمن السورية بعمليات إرهابية أدت إلى استشهاد وجرح عدد منهم”.
وأكد الائتلاف أن “هذه الفئة من عملاء إيران وفلول النظام البائد لا تمثل الطائفة العلوية، التي أكدت عبر أكثر من بيان لوجهاء وشيوخ الطائفة وقوفها مع بقية الشعب السوري، وتأييدها لمحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين”.
وشعر السوداني أن تحريض دول الإقليم على الشرع وخصوصا زيارته الى عمان ولقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ثم الرياض ولقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والاتصال الهاتفي مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، بائت بالفشل. الأمر الذي دفعه إلى ارسال رئيس المخابرات حميد الشطري إلى دمشق في بادرة لم تتأخر كثيرا، الأمر الذي فسره المراقبون بانصياع في نهاية الأمر للواقع السوري الجديد.
وقال السوداني، إن النظام السوري المخلوع لم يطلب منه التدخل العسكري، لافتا إلى أن “ماهر الأسد لم يدخل العراق بعد سقوط النظام”.
وتبدد مزاعم السوداني أن وزير الخارجية السوري السابق بسام الصباغ كان في بغداد في آخر مهمة وظيفية له كوزير للخارجية السورية، قبل هروب الرئيس بشار الأسد. وإن من بين آخر الاتصالات الهاتفية للأسد وقبل ثلاثة أيام من سقوطه كانت مع السوداني نفسه لطلب أرسال دعم قبل سقوط سلطته.
وسبق أن أكد مسؤول أمني عراقي في حكومة الإطار التنسيقي لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ ماهر الأسد وصل بطائرة في السابع من كانون الأول إلى بغداد حيث مكث لنحو خمسة أيام قبل أن يتوجه إلى روسيا ويلتحق بشقيقه بشار.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية في بغداد عن مصدر لم تسمه، وصفته بأنه “رفيع المستوى”، قوله إن “المباحثات التي أجراها الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، كانت أمنية، وركزت على الملفات المرتبطة بالأمن”.
غير أن كل المؤشرات تقول إن السوداني تسلم الرسائل الإقليمية والدولية بانها ستقف بوجه أي دور إيراني لزعزعة السلم الأهلي في سوريا وإثارة الفتنة الطائفية. وأن دول المنطقة لا تريد أن ترى “عراق محاصصات وميليشيات طائفية إيرانية في سوريا من جديد”.
وقلل مراقبون من قيمة مزاعم حكومة السوداني بأن المباحثات التي أجراها وفد بغداد مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق كانت “أمنية”.


رافد جبوري: الأهم بالنسبة للسلطة في العراق هو انها تحتاج لهذه الزيارة وهذه النظرة عن قرب للشرع. فقد فتح تحركه وإسقاطه للأسد بهذه الطريقة والسرعة الصاعقة باب التساؤلات والاحتمالات والمجهول عما سيجري العراق نفسه

ويرون أن عواقب نجاح سوريا على العراق وخيمة جدا لأنه يعيش ديمقراطية هشة ومعيبة إلى حد كبير. ومخترق بعمق من قِبَل إيران التي تهيمن على اقتصاده وكانت أكبر الخاسرين بسقوط بشار الأسد.
وقال الكاتب العراقي كرم نعمة لا يمكن أن نتحدث عن “الحذر” التي تزعم به حكومة الإطار التنسيقي من التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، بينما المعادل الموضوعي لما يسمونه “الحذر” هو “هزيمة سياسة التحريض” التي لجأ إليها السوداني ضد الشرع في زيارات واتصالات مع دول المنطقة.
وشبّه فشل سياسة التحريض للسوداني بالهزيمة التي يشعر بها المرشد الإيراني علي خامنئي عندما اعترفت صحيفة “كيهان” المعبرة عن آرائه بأن الشعور العميق بالألم الذي ينتاب الإيراني لفقدان إمبراطورية قاسم سليماني في سوريا ولبنان والعراق يشبه ما شعر به العالم الإسلامي بعد خسارة الأندلس.
وكتب كرم نعمة “ليس لأن إيران وحكومة السوداني فشلت في سياسة التحريض على الثورة السورية، وإنما لأن أحمد الشرع الذي حقق نجاحا مبكرا في الإطاحة بنظام الأسد أعاد اختراع نفسه للحصول على الدعم الدولي من أجل بناء سوريا الجديدة”.
فيما يرى مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في الولايات المتحدة، رافد جبوري “منذ بداية التحرك نحو الاطاحة بالأسد وقبل الوصول إلى دمشق توجه أحمد الشرع برسالة واضحة وودية إلى العراق، رغم أن الميليشيات العراقية التابعة لإيران لعبت دورا اساسيا في القتال ضد المعارضة السورية لسنوات طويلة”.
وكتب جبوري “الأهم بالنسبة للسلطة في العراق هو انها تحتاج لهذه الزيارة وهذه النظرة عن قرب للشرع. فقد فتح تحركه وإسقاطه للأسد بهذه الطريقة والسرعة الصاعقة باب التساؤلات والاحتمالات والمجهول عما سيجري العراق نفسه”.


عواقب نجاح سوريا على العراق وخيمة جدا لأنه يعيش ديمقراطية هشة ومعيبة إلى حد كبير. ومخترق بعمق من قِبَل إيران التي تهيمن على اقتصاده وكانت أكبر الخاسرين بسقوط بشار الأسد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى