فالح الفياض يعلن من جديد ولاء الحشد الشعبي لخامنئي وسليماني وإيران
رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض يعد بالعمل على امتلاك المزيد من السلاح وزعم أن عدد الميليشيات بات يربو على ربع مليون عنصر.
بغداد- الرافدين
بدد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، مزاعم حكومة محمد شياع السوداني عن تبعية الحشد إلى سلطة حكومة بغداد، وأعلن أن الحشد على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي طارئ، وأن جميع الميليشيات وفية لقاسم سليماني الذي كان له دور وأثر في كل مفصل من مفاصل الحشد الشعبي وجميع من ساعدنا ومنهم إيران.
وقال الفياض خلال كلمة ألقاها الجمعة في حفل أقيم في محافظة ديالى المحاذية للحدود الإيرانية لاستذكار مقتل سليماني ونائب رئيس ميليشيات الحشد أبو مهدي المهندس “مع كل تحد تتطلع الأنظار إلى الحشد الشعبي” في إشارة على أن ميليشيات الحشد ستواجه أي محاولة لتفكيكها.
ووعد الفياض بالعمل على امتلاك السلاح وزعم أن الحشد الشعبي بات يربو على ربع مليون عنصر.
وأشرف سليماني الذي قتل في غارة أمريكية قرب مطار بغداد مع نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، على التخطيط والتدريب لميليشيات الحشد في العراق وسوريا فضلًا عن حزب الله اللبناني.
وزعم الفياض في كلمته بأن ميليشيات الحشد “تدافع عن القانون والدستور وسنبقى كذلك”.
وأضاف هناك من “يحاول أن يخيفنا من المجهول ومن عدو غير مرئي، ومن آفاق تتحرك هنا وهناك”.
وقال “نحن نرقب ما يحصل حولنا في سوريا، وفي غيرها، ونحن في كامل الاستعداد لمواجهة أي طارئ”.
وغالبًا ما يتم تحريف حقيقة أن الحشد لا يشكل أي تهديد عسكري للعراق، لا سيما مع مضاعفة قواته وزيادة مماثلة في ميزانيته. ولكن، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان، أصبحت قوات الحشد الشعبي ماهرة للغاية في التلاعب في أروقة السلطة لاحتكار المناصب السياسية والقضائية والاقتصادية والإدارية.
وتأتي كلمة الفياض بعد أيام من تصريح رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بأنه “يرفض القبول بأي إملاءات أو ضغوط من الخارج لحل الحشد الشعبي”، بذريعة أنها مؤسسة رسمية صدرت بقانون عام 2014 حظي بمصادقة البرلمان.
وكان وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن قد حذر في زيارته الأخيرة إلى بغداد من عدم تفكيك الميليشيات وسيطرة الحكومة على سلاحها.
وتصاعد الجدل الذي أثارته زيارتان قام بهما ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، التقى في الأول المرجع علي السيستاني وفي الثانية ابنه محمد رضا.
وأثيرت أحاديث بشأن نقل الحسان رسائل دولية متعلقة بحل ميليشيات الحشد، لأن السيستاني من أمر بتشكيله في “فتوى الجهاد الكفائي”.
وزاد من تأكيد وجود هذه الرسائل بأن الحسان التقى بعدها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ومن ثم سافر إلى إيران المسيطرة على غالبية الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد حث رئيس الحكومة في بغداد محمد شياع السوداني في زيارة مفاجئة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول أمريكي رافق بلينكن في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، تأكيده بأن واشنطن لن تسمح للميليشيات الولائية باستغلال الوضع الهش في سوريا.
وطلب بلينكن من السوداني منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعًا لطهران في سوريا أو حزب الله في لبنان.
والحكومة الحالية محسوبة على “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
والحشد الشعبي مكون من ميليشيات طائفية شكلت بدعم وتدريب فيلق القدس الإيراني وتعلن غالبية تلك الميليشيات ولاءها المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وارتكبت ميليشيات الحشد جرائم قتل على الهوية في العراق ومجازر موثقة بحق المدنيين بذريعة قتال تنظيم “داعش” في المدن العراقية.
ويصنف العراق ضمن الدول الأعلى في عدد المختفين قسرًا، إذ غيبت الميليشيات والقوات الأمنية مئات الآلاف من المدنيين بدوافع طائفية وانتقامية وفقًا لتقارير دولية.
وتقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي عدد المغيبين في العراق منذ عام 2016 إلى 2020 بين 250 ألفًا ومليون شخص، ولا يُعرف على وجه الدقّة عدد العراقيين المغيّبين والمختفين قسرًا منذ عام 2003.
وأكدت لجان الأمم المتحدة أن جزءًا كبيرًا من عمليات التغييب قامت بها ميليشيات الحشد.
ونفذت ميليشيات الحشد توجهات إيران وقاتلت في سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد.
ومثل سقوط نظام الأسد في سوريا أكبر الهزائم للمشروع الإيراني في المنطقة الممتدة من العراق حتى سوريا ولبنان.
ويجمع سياسيون دوليون على أن المعركة القادمة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وكسر حزب الله في إيران ستكون نهاية الميليشيات الولائية في العراق.
وكتب سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة الأوبزرفر “لقد أصيبت القيادة في إيران بالذهول إلى حد يكاد يكون مضحكًا بسبب الإطاحة المفاجئة بالأسد. ولكن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي لا يتعلم شيئًا أبدًا، لن يتخلى عن محور المقاومة”.
وأضاف “إذا لم تتمكن من القيام بذلك علنًا، فسوف تعمل طهران وميليشياتها سرًا داخل سوريا وعبرها، بما في ذلك إعادة تسليح حزب الله”.
وقال رئيس المخابرات البريطانية السابق MI6 جون ساورز، إن ما يحصل اليوم بداية الفصل الأخير لمحور إيران في المنطقة.
وكتب ساورز في مقال بصحيفة “فايننشيال تايمز” “يبدو أن إيران أصبحت مذعورة، وتفتقر إلى الإرادة والقدرة العسكرية اللازمة للرد، وغير مستعدة للمجازفة بعدم الاستقرار في الداخل بينما تدخل مرحلة انتقالية غير مؤكدة”.