البرد الشديد يميت أطفال غزة أمام صمت الضمير العالمي على جرائم الإبادة المستمرة
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد وعدم وجود مأوى، ومستلزمات الشتاء عالقة في المنطقة منذ أشهر بانتظار الموافقة على الدخول إلى غزة.
غزة – أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات في صفوف النازحين الذي اضطروا للعيش داخل الخيام بعدما دمرت إسرائيل منازلهم إلى 7 بينهم 6 أطفال.
وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة، إن 7 فلسطينيين توفوا في الأيام الأخيرة بسبب موجات الصقيع بينهم 6 أطفال وممرض.
وفي بيان، حذر المكتب الحكومي من ارتفاع عدد الوفيات بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الجيش الإسرائيلي منازلهم وباتوا يسكنون الخيام جراء الإبادة الجماعية منذ قرابة 15 شهرا.
وأضاف “كُنا قد حذّرنا أكثر من مرة من خطورة قدوم المُنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع بالتزامن مع الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية، ويتعرض للتشريد والتهجير”.
وأشار إلى وجود خطر حقيقي يهدد حياة النازحين مع استمرار الهطول الغزير للأمطار وموجات الصقيع، لافتا إلى أن الخيام التي “أرغمهم الاحتلال على النزوح إليها مهترئة ولا تقي من برودة الشتاء لا موجات الصقيع القاسية”.
وأدان الثوابتة “الممارسات الإجرامية (الإسرائيلية) التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة”.
وحمل إسرائيل والإدارة الأمريكية “والدول التي دعمت وشاركت بالإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا”، المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بـ”ضرورة التدخل العاجل للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية وتداعياتها الخطيرة على الواقع الإنساني في قطاع غزة”.
وناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بـ”ضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة”.
ويتأثر قطاع غزة بمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة ضرب الأراضي الفلسطينية منذ مساء الأحد.
يأتي ذلك مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع ضمن إمعان الجيش بالإبادة الجماعية، ما يسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميا.
وأعلنت بلدية غزة الاثنين أن النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه، في بيان نشرته البلدية على صفحتها بموقع فيبسوك ”تشهد مدينة غزة منخفضا جويا شديدا يحمل
أمطارا وعواصف تشكل خطرا على الخيام التي ينزح فيها المواطنون”.
من لهم غير الله
وأفاد النبيه بأن “هناك طفحا لمياه الصرف الصحي والأمطار لعشرات البيوت ومراكز الإيواء، ولكننا لا نستطيع التعامل معها جميعا بسبب الدمار الهائل والإمكانيات المحدودة وعدم توفر المعدات والمواد اللازمة”.
ومضى قائلا “لا يزال خطر فيضان بركة الشيخ رضوان محتملا، ما لم يتم البدء الفوري بتوريد مولد كهربائي وإصلاح مضخاتها وخط تصريف المياه نحو البحر”.
وطالب المنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل ومساعدتنا في تخفيف معاناة المواطنين وتقديم الحد الأدنى من الخدمات في هذه الظروف الصعبة للغاية.
وهطلت أمطار غزيرة فجر الاثنين على مناطق متفرقة من قطاع غزة مما تسبب في غرق مئات الخيام، في مخيمات النزوح بالمياه.
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أمضى النازحون خاصة في مناطق دير البلح ومواصي خان يونس جنوب القطاع، ليلة قاسية داخل خيامهم التي ابتلعتها مياه الأمطار وعصفت بها الرياح.
ودفعت الظروف الإنسانية الكارثية، نحو مليوني نازح منذ السابع من تشرين الأول 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية، بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أفاد بأن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد وعدم وجود مأوى، مشيرا إلى أن “البطانيات والمراتب وغيرها من مستلزمات الشتاء عالقة في المنطقة منذ أشهر بانتظار الموافقة على الدخول إلى غزة”.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل قوات الاحتلال مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
مأساة النزوح مستمرة مع غطرسة نتنياهو