أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيالثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدين

الميليشيات الولائية تنصاع للتهديد الخارجية وتبتعد عن تمركزها قرب الحدود السورية

خبراء عسكريون وباحثون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط يؤكدون على أن عين إيران على ميليشياتها في العراق بعد انكسار مشروع إيران في لبنان وسوريا.

بغداد- الرافدين
انصاعت الميليشيات الولائية في العراقية إلى تهديدات خارجية حذرتها من الاقتراب من الحدود السورية، فضلا عن المخاوف التي دبت في أوساط زعماء الإطار التنسيقي الذي تنضوي فيه غالبية هذه الميليشيات.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان ياسر وتوت قوله إن العراق تلقى “تهديدات من قبل إسرائيل وحتى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب عمليات الفصائل ضد الكيان، وهذه التهديدات أيضاً كانت سببا رئيسيا في إيقاف العمليات”. وأضاف أن “سقوط نظام بشار الأسد في سورية كان عاملاً أساسياً في قرار إيقاف العمليات، حيث لم تعد الفصائل قادرة على تنفيذ هجمات من داخل الأراضي السورية مثلما كانت تفعل سابقا”.
ويأتي ذلك بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني في زيارة مفاجئة إلى بغداد على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول أمريكي رافق بلينكن في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، تأكيده بأن واشنطن لن تسمح للميليشيات الولائية باستغلال الوضع الهش في سوريا.
وطلب بلينكن من السوداني منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعا لطهران في سوريا أو حزب الله في لبنان.
والحكومة الحالية محسوبة على “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وتشعر إيران أن انكسارها في سوريا والعراق يجعلها تركز على أذرعها في العراق وعدم الدخول في مواجهة جديدة.
وقال خبراء عسكريون وباحثون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إن أعينهم على العراق بعد انكسار مشروع إيران في لبنان وسوريا.
وأجمع الخبراء في تحليل موسع نشره موقع “بريكينج ديفنس” الأمريكي المتخصص بشؤون الدفاع أن أعينهم كانت على نقاط اشتعال رئيسية أخرى يمكن أن تؤثر على توازن القوى في المنطقة لسنوات قادمة، من مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا إلى ما بعد انهيار خط ارسال الأسلحة الإيرانية عبر العراق وسوريا إلى حزب الله اللبناني.
وقال الخبراء إن استراتيجية إيران في الاطلالة على المتوسط ستتمركز على العراق حصرا، بعد أن قطعت أوصالها في سوريا ولبنان.
وستعمل إيران على تقوية نفوذها في العراق عبر قوى وأحزاب فضلا عن ميليشياتها بطريقة تتلاءم مع التغيرات الإقليمية الجديدة.

ياسر وتوت: سقوط نظام بشار الأسد في سورية كان عاملا أساسيا في قرار إيقاف العمليات، حيث لم تعد الميليشيات قادرة على تنفيذ هجمات من داخل الأراضي السورية مثلما كانت تفعل سابقا

وقال كريستيان ألكسندر الباحث المقيم في الامارات في أكاديمية “ربدان” للأمن والدفاع، إن إيران بعدما فقدت حليفها في سوريا، فإنها قد تركز المزيد من اهتمامها على العراق.
وأضاف “مع سقوط حليفها في دمشق، فمن المرجح أن تعزز إيران موقعها في العراق، وتحتفظ بقاعدة عمليات وتمارس نفوذاً غير مباشر على سوريا من خلال الحدود المشتركة والميليشيات العابرة للحدود”..
وكتب سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة الأوبزرفر “لقد أصيبت القيادة في إيران بالذهول إلى حد يكاد يكون مضحكاً بسبب الإطاحة المفاجئة بالأسد. ولكن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي لا يتعلم شيئاً أبداً، لن يتخلى عن محور المقاومة”.
وأضاف “إذا لم تتمكن من القيام بذلك علناً، فسوف تعمل طهران وميليشياتها سراً داخل سوريا وعبرها، بما في ذلك إعادة تسليح حزب الله”.

واستخدم حزب الله اللبناني سوريا إبان حكم الأسد لجلب أسلحة ومعدات عسكرية أخرى من إيران، عبر العراق. لكن في السادس من كانون الأول، سيطرت فصائل الثورة السورية على الحدود مع العراق وقطعوا ذلك الطريق، وبعد يومين سيطرت المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
ودخلت الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي بعد فترة من انطلاق الثورة السورية عام 2011 وبدعم من إيران إلى سوريا لتقاتل إلى جانب نظام الأسد.
وتبرر إيران وميليشيات في العراق الدخول مع نظام الأسد لقمع الثورة السورية انها تدافع عن “وحدة الطائفة” وفق توجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي.
وإلى جانب الدور الروسي الكبير في سوريا ودور حزب الله اللبناني، لعبت الميليشيات الطائفية المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي دورا كبيرا في دعم حكم الأسد وساعدته في استعادة الكثير من المناطق السورية وارتكبت جرائم القتل على الهوية بحق السوريين والقضاء على المعارضة السورية هناك.
وقال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، في تبرير الدفاع عن نظام الأسد “ليس من الحكمة أن تشتعل النيران في بيت جارك وأنت نائم مطمئنا دون أن تفكر فيما قد يحدث”.
واعترف الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم إن الجماعة المسلحة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا، وذلك في أول تصريحات له منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في هجوم كاسح للمعارضة.
وقال قاسم في خطاب بثته محطات تلفزيونية دون أن يذكر الأسد بالاسم “نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا، ولكن هذه الخسارة تفصيل في عمل المقاومة”.
وأضاف “يمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى