أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

زيف مزاعم حكومة الإطار يوقعها مجددًا في مأزق أزمة انقطاع الكهرباء

المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء الحالية، أحمد موسى: إيران فاجأتنا بتمديد فترة قطع تجهيز الغاز لـ 15 يومًا أخرى، ولم تحدد لغاية الآن موعدًا لاستئناف ضخ الغاز إلى محطات الطاقة الكهربائية.

بغداد – الرافدين
كشفت أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكررة في العراق فشل حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني الإعلامية بتحسين واقع الكهرباء في البلاد، بعد قطع الغاز الإيراني المستورد والانخفاض الحاد بدرجات الحرارة في ظل سخط شعبي من تكرار هذه الأزمة دون حلول حقيقية.
وأكّد خبراء في الطاقة والاقتصاد عدم وجود سياسة نفطية واستراتيجية واضحة لدى الحكومات المتعاقبة خلال السنوات السابقة من أجل تفادي الأزمات المتكررة.
وعلى الرغم من تخصيص مبالغ خيالية من موازنات العراق الانفجارية طوال السنوات الماضية على ملف الطاقة الكهربائية، وإبرام عقد مع إيران لتزويد العراق بالغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أن واقع الكهرباء في العراق لم يتغير.
وقال رئيس مركز العراق للطاقة، فرات الموسوي، إن “المشكلة في العراق بدأت بعد انقطاع الغاز الإيراني حيث كانت مدة العقد خمس سنوات و50 مليون متر مكعب قياسي، وبدأت الكمية تنحسر إلى أن وصلت للانقطاع وذلك لحاجة إيران للغاز بسبب العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة ولم تعد قادرة على إعطاء العراق هذه الكمية”.
وذكر الموسوي، أن عدم وجود سياسة نفطية واستراتيجية واضحة خلال السنوات السابقة للحكومات التي تعاقبت على حكم العراق فاقمت المشكلة، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل خلية أزمة طاقة لغرض حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
ومع انخفاض درجات الحرارة في البلاد، وقلة التجهيز، أكد الموسوي فقدان أكثر من 9 آلاف ميكا واط من الطاقة الكهربائية على الرغم من تخصيص ميزانيات كبيرة على هذا الملف
من جانبها بررت وزارة الكهرباء الحالية عبر متحدثها الرسمي أحمد موسى، ضياع ثمانية إلى تسعة آلاف ميغاواط من الطاقة المنتجة في البلاد خلال الأسبوع الماضي نتيجة أعمال الصيانة الدورية لبعض المحطات، والنقص الحاصل بتجهيز الغاز المستورد.
وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، أوضح موسى، أن إيران فاجأتنا بتمديد فترة قطع تجهيز الغاز لـ 15 يومًا أخرى، فيما لم تحدد لغاية الآن موعدًا لاستئناف ضخ الغاز إلى محطات الطاقة الكهربائية.
وأضاف أن بغداد غرمت إيران على الإخلال بالعقد، معترفًا بأنه إجراء لن ينفع العراقيين الذين باتوا يعانون من تدهور قطاع الطاقة.

زياد الهاشمي: العراق “غير المعاقب” يعتمد في غازه على إيران “المعاقَبة”، نموذج عمل غير اقتصادي يعرض أمن الطاقة العراقي لمخاطر مستمرة، ويتطلب تغييرًا عاجلًا وواسعًا

وتهكم الباحث الاقتصادي زياد الهاشمي على الفشل المتكرر لحكومة السوداني بقوله “العراق (غير المعاقب) يعتمد في غازه على إيران (المعاقَبة)، نموذج عمل غير اقتصادي يعرض أمن الطاقة العراقي لمخاطر مستمرة، ويتطلب تغييرًا عاجلًا وواسعًا.
وقال الهاشمي في تدوينة له على منصة إكس، إن إيران ورغم مساعيها في تغذية العراق بحاجته من الغاز “حسب المسؤولين الإيرانيين”، إلا أن التجربة أثبتت أن هذه الدولة غير قادرة على ضمان تدفقات مستمرة للغاز نحو العراق، بسبب شبكة ومنظومة الغاز الإيراني المتهالكة والتي تحتاج لعمليات اصلاح وصيانة مستمرة.
وأضاف أن الطلب الداخلي الإيراني على الغاز كبير جدًا، خاصة خلال مواسم الذروة في الشتاء بسبب الحاجة للغاز في التدفئة، ولاسيما في المناطق الشمالية من إيران، مما يؤدي إلى تقليص إمدادات الغاز نحو العراق وترك محطات الكهرباء بلا غاز والشعب العراقي بلا كهرباء.
وبين الهاشمي أن اعتماد العراق العالي على الغاز الإيراني يعد خطأً استراتيجيًا كبيرًا تسبب بأضرار اقتصادية مباشرة وغير مباشرة واسعة الأثر على العراق طوال سنوات، وجعل من أمن الطاقة العراقي رهينة بيد دولة جارة تعاني من عقوبات وضعف في بنيتها الغازية وضعف في قدرتها التصديرية.
وفي السياق حمّلت لجنة الطاقة والكهرباء النيابية، وزارة النفط تردي واقع الكهرباء في العراق، مشيرة إلى وجود جهات رقابية على عقود وزارة الكهرباء وسيتم استجواب وزيرها قريبًا.
وذكر عضو اللجنة كامل العكيلي، أن إنتاج العراق للطاقة الكهربائية تراجع من 29 ألفًا إلى 14 ألف ميكا واط بسبب انقطاع الغاز الإيراني.
وأضاف أن “وزارة النفط لم تعمل على الاستفادة من الغاز المصاحب المحلي عبر جولات التراخيص الأولى والثانية وبدأت بالأمر في الجولتين الأخيرتين لذلك هي من تتحمل تردي الواقع الكهربائي في العراق مع وزارة الكهرباء”.
وأشار إلى أنه تم جمع تواقيع نيابية لاستجواب وزير الكهرباء بداية الفصل التشريعي القادم ووافق عليه رئيس المجلس وهناك جهات رقابية تتابع عقود الوزارة”.
وتظاهر العشرات من المواطنين، الاثنين في بغداد، أمام مقر وزارة النفط احتجاجًا على استمرار أزمة الكهرباء في العراق، حيث ردد المحتجون شعارات تذكر بوعود أطلقها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السابق، حسين الشهرستاني، عام 2012، حول تحسن إنتاج الطاقة الكهربائية وتصديرها إلى دول الخارج، ومنها “وعدك وين حسوني وين الكهرباء فهموني”.
وتداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمتظاهرين عبروا عن استيائهم من اعتماد وزارة النفط على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الطاقة، وهو ما تسبب في تفاقم أزمة الكهرباء في مختلف أنحاء البلاد.
وتعاني البنية التحتية الكهربائية في العراق من التدهور والإهمال بسبب فساد الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة منذ 2003، فضلًا عن نهب أموال المشاريع الذي يحول دون تحقيق إنجاز حقيقي على أرض الواقع.
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران بما يتراوح بين ثلث و40 بالمائة من احتياجاته من الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة في فصلي الشتاء والصيف حين يبلغ استهلاك الطاقة ذروته.
ويواجه العراق مشكلة مزدوجة منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، ففيما يستورد الغاز بمليارات الدولارات سنويًا لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، فهو في المقابل يحرق يوميًا ما يمكنه من تأمين احتياجاته وتجنب إنفاق هذه المليارات وحماية البيئة من التلوث.
وسبق أن أكد مختصون بقطاع الطاقة والغاز استمرار التلكؤ في ملف الغاز المصاحب في العراق، جراء السياسات الخاطئة وتفشي الفساد، وسط توقعات بعدم نجاح البلاد باستثمار الغاز خلال السنوات المقبلة، والحاجة إلى سنوات طويلة للوصول إلى هذا الهدف.

المولدات الأهلية حرفة جديدة تكشف الفشل الحكومي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى