أحمد الشرع يلتقي ممثلين للكنائس المسيحية من أجل ترسيخ صورة سوريا لكل السوريين
واشنطن تجدد دعمها للسوريين وتؤكد على أنهم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء وطنهم بعد عقود من طغيان نظام الأسد المخلوع.
دمشق– التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الثلاثاء في دمشق وفدا يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق تسود الأقليات في سوريا ومساع للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونشرت صور على حساب “القيادة العامة” على تطبيق تلغرام تظهر الشرع مرتديا بزة وربطة عنق يجتمع بالعديد من ممثلي الكنائس المسيحية من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت.
وأحيت المدن السورية ليلة رأس السنة الميلادية باحتفالات واسعة النطاق وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك بعد أسابيع قليلة من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
ففي العاصمة دمشق، تجمعت حشود في ساحة الأمويين الرئيسية لمشاهدة عرض كبير للألعاب النارية.
وفي مختلف المدن مثل حمص وحلب ودرعا والسويداء، تزينت الشوارع والساحات
بالأضواء والألوان احتفاا بهذه المناسبة.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة لضمان السلامة خلال الاحتفالات، وحذرت وزارة الداخلية من إطلاق النار أثناء الاحتفالات وتوعدت بعقوبات على المخالفين.
وتسعى السلطات الجديدة في البلاد المتعددة الأديان الى طمأنة الأقليات التي تشعر بالقلق بعد الأحداث الأخيرة التي أعقبت حوالى 14 عاما من الحرب الأهلية.
وانتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن مع هروب الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول إثر هجوم مباغت شنّته فصائل معارضة مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية.
وتظاهر مئات المسيحيين في دمشق الأسبوع الماضي بعد انتشار مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه مقاتلون ملثمون وهم يضرمون النار بشجرة عيد الميلاد في مدينة سقيلبية التي تقطنها غالبية من المسيحيين الأرثوذكس في وسط سوريا.
ودان مسؤول محلي في هيئة تحرير الشام العمل التخريبي الذي ارتكبه مقاتلون أجانب من جماعة جهادية، وفقا لمنظمة غير حكومية.
وأعلنت واشنطن، الأربعاء، “دعمها للسوريين لتحقيق مستقبل مشرق”، معتبرة أنهم أمام “فرصة تاريخية” لإعادة بناء وطنهم بعد عقود من “طغيان” نظام الأسد المخلوع.
جاء ذلك في منشورين نشرتهما السفارة الأمريكية بدمشق عبر منصة “إكس”، قالت فيهما إن السوريين يملكون “فرصة نادرة” لإعادة بناء وطنهم.
وأضافت “مع دخولنا عام 2025، نقف مع الشعب السوري، ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا للعام المقبل”.
ترحيب دولي بموقف الإدارة الجديدة من المسيحيين السوريين
وأردفت “الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع السوريين لمساعدتهم على اغتنام هذه الفرصة التاريخية”، وفق البيانين.
وختمت بالقول “نتمنى لكم ولأحبائكم السلام والأمل والسعادة في العام المقبل، سنة جديدة سعيدة”.
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لتلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء خلال زيارته لبنان أن باريس تأمل أن تشهد سوريا “انتقالا سياسيا يضم كل المجموعات على تنوعها”.
وقال بارو متحدثا من قاعدة لجنود قوة الامم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في دير كيفا في جنوب لبنان “ما ننتظره في شكل رئيسي هو أن يتمكن السوريون من معاودة الإمساك بمصيرهم بأيديهم”.
وأضاف “من أجل ذلك، ينبغي أن يبدأ في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الاسد الاجرامي، انتقال سياسي يضم كل المجموعات في سوريا على تنوعها، ويكفل احترام أدنى الحقوق والحريات الأساسية”.
الى ذلك، التقى أحمد الشرع الإثنين وفدا من قوات سوريا الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء، مشيرا إلى أن المحادثات كانت “إيجابية”.
وهذه أول محادثات يجريها الشرع مع قادة أكراد منذ الإطاحة ببشار الأسد مطلع كانون الأول، وعقدت في وقت تجري معارك بين المقاتلين الأكراد وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
دبلوماسيا، اعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره المصري بدر عبد العاطي شددا خلاله على دور بلديهما في “تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة”.
احتفاء وطني وأخوي