أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

السوداني لإيران: إذا أردتم بقاء حكم المذهب للعراق ساعدوني بحل الميليشيات الولائية

عمار الحكيم يعبر عن خشيته من أن تلقى أحزاب وميليشيات إيران في العراق نفس مصير بشار الأسد الهارب إلى روسيا ويقول في ندوة حوارية بالنجف: لا نريد تكرار سيناريو العملة السورية والتومان الإيراني مع الدينار العراقي ونشيل فلوسنا بالكواني.

بغداد- الرافدين

عبرت رسائل عاجلة ومتزامنة من زعماء أحزاب وقوى سياسية بما فيهم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني إلى إيران، بأن الوقت يضيق أمامهم حيال التحذيرات الغربية والدولية المطالبة بتفكيك الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي.
وكشف مصدر إعلامي مقرب من أن السوداني سيحمل رسالة أساسية في زيارة إلى طهران، متعلقة بمصير الميليشيات الولائية.
وقال المصدر إن السوداني بعد الضغوط الأمريكية علية من قبل وزير الخارجية أنتوني بلينكن والممثل الأممي في العراق محمد الحسان، سيحمل رسالة إلى طهران تفيد بأنه “إذا تريدون أن تبقوا على حكم المذهب للعراق عليكم بمساعدتي بحل الحشد الشعبي أو على الأقل دمجه بالجيش”.
ويحاول السوداني الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران. ويحافظ على وضعه في رئاسة حكومة الإطار التنسيقي ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال قيادي في الإطار التنسيقي إن المرشد الإيراني علي خامنئي في آخر اجتماع مع زعماء الميليشيات في المنطقة حضره من العراق زعيم ميليشيا بدر هادي العامري وميليشيا العصائب قيس الخزعلي ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، قال للوفود إنه يجب دعم الوضع الحالي في العراق والالتزام بقرارات الإطار التنسيقي.
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور طهران في الأسبوع الأول من العام الجديد 2025 في حين لم تصدر الحكومة في بغداد أي تأكيد أو نفي رسمي بشأن هذه الزيارة.
ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية، المقربة من الحرس الإيراني، أشار بقائي إلى أن الزيارة ستشمل إجراء محادثات مكثفة مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
وأضاف أنها تأتي في إطار تعزيز التشاور المستمر بين البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن التطورات الإقليمية الجارية.
من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الحالي حيدر السلامي أن زيارة السوداني لطهران ستشهد مناقشة ملفات عدة ذات أهمية بالغة، أبرزها الأوضاع في سوريا، ومشكلة الغاز المستورد، وضبط سلاح الفصائل المسلحة.
ويتزامن ذلك مع اعلان رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم والقيادي في الإطار التنسيقي بأنه تلقى معلومات من واشنطن تفيد بأن الميليشيات ستتعرض للاستهداف، معرباً عن اعتقاده بأن إيران ستحصل على محفزات اقتصادية مقابل تقليص بعض أنشطتها في المنطقة.
وقال الحكيم الذي قضى أكثر من عشرين عاما في إيران وقاتل ضمن القوات الإيرانية ضد بلده المفترض العراق “هناك موقف سيتخذ ضد الفصائل، وهذا ما وصلنا من الإدارة الأمريكية وبعض قوى الإطار التنسيقي التي تمتلك فصائل مسلحة، وهذا الاستهداف لا يكون لأنهم من الإطار التنسيقي، بل لأنهم ضمن الفصائل، وهذا ما يظهر ويبدو حتى هذه اللحظة.”
وأضاف خلال ندوة حوارية في مدينة النجف “الفهم الذي حصل بشأن حصر السلاح الذي قصدته المرجعية في بيانها الأخير هو سلاح الميليشيات”.
وعبر عن خشيته من أن يلقى مع أحزاب وميليشيات إيران في العراق نفس مصير الرئيس السوري بشار الأسد بقوله “لا نريد تكرار سيناريو العملة السورية والتومان الإيراني مع الدينار العراقي ونشيل فلوسنا بالكواني (الأكياس)”.
وزعم الحكيم أن دول المنطقة تريد الحفاظ على ما أسماه “حكم الشيعة للعراق” بذريعة أن أي فوضى فيه تعني إخلالاً بأمن المنطقة بالكامل.
وسبق أن تصاعد الجدل الذي أثارته زيارتان قام بهما ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، التقى في الأول المرجع علي السيستاني وفي الثانية ابنه محمد رضا.
وأثيرت أحاديث بشأن نقل الحسان رسائل دولية متعلقة بحل ميليشيات الحشد، لأن السيستاني من أمر بتشكيله في “فتوى الجهاد الكفائي”.
وزاد من تأكيد وجود هذه الرسائل بأن الحسان التقى بعدها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ومن ثم سافر إلى إيران المسيطرة على غالبية الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد حث رئيس الحكومة في بغداد محمد شياع السوداني في زيارة مفاجئة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول أمريكي رافق بلينكن في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، تأكيده بأن واشنطن لن تسمح للميليشيات الولائية باستغلال الوضع الهش في سوريا.
وطلب بلينكن من السوداني منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعًا لطهران في سوريا أو حزب الله في لبنان.
والحكومة الحالية محسوبة على “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
والحشد الشعبي مكون من ميليشيات طائفية شكلت بدعم وتدريب فيلق القدس الإيراني وتعلن غالبية تلك الميليشيات ولاءها المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وارتكبت ميليشيات الحشد جرائم قتل على الهوية في العراق ومجازر موثقة بحق المدنيين بذريعة قتال تنظيم “داعش” في المدن العراقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى