الدكتور زوبع الراوي: الجهات الدولية تفرض على العراق شركات أجنبية لإزالة الألغام
المختص بإزالة الألغام الدكتور زوبع الراوي يؤكد في محاضرة بمجلس الخميس الثقافي بهيئة علماء المسلمين في العراق على أهمية توعية الأنام بمخاطر الألغام ومعضلة وتأثير مخلفات الحروب على البيئة والمجتمع.
عمان- الرافدين
قال الدكتور زوبع الراوي إن العراق يُصنّف على رأس البلدان التي تحوي كمًّا هائلاً من الألغام والمخلفات الحربية في المنطقة العربية، وأن تأثير ذلك على البيئة والمجتمع، والتجمعات البشرية؛ يولّد مخاطر وتحديات كبيرة جدًا، وأشار في محاضرة بمجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق بمقرها بالعاصمة الأردنية عمان، إلى أن الجهات الدولية ذات العلاقة بإزالة الألغام تفرض على العراق شركات أجنبية لتؤدي مهمة إزالة المخلفات الحربية والألغام التي أنتجت خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والاقتصادي.
وسلط الدكتور الراوي المختص في مجال إزالة الألغام في محاضرة بعنوان “توعية الأنام من مخاطر الألغام.. معضلة وتأثير مخلفات الحروب على البيئة والمجتمع”؛ الضوء على التوعية بمخاطرها وتأثيرها على البيئة والمجتمع
واهتمت محاضرة الدكتور الراوي بالحديث عن تأريخ الألغام وطبيعتها، من حيث النشأة، والاستخدام، والأنواع، والتأثير، سواء في أثناء الحروب أو ما بعدها.
وأوضح بأن مخاطر الألغام والمخلفات الحربية تتزايد خطورتها بعد انتهاء الحرب في مناطق الصراع، وتتزايد صعوبة ما يتعلق بها من شؤون الإزالة والتطهير، وحماية المدنيين منها.
وسبق أن أقرت دائرة شؤون الألغام في العراق بأن الكثير من مشاريع تطهير الأراضي العراقية من الألغام ما زالت تنتظر إطلاق التخصيصات المالية التي من المفترض أنه تم إقرارها ضمن الموازنة.
وأضافت أن المتبقي من المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية في العراق هي أكثر من 2100 كيلومتر مربع في عموم البلاد وأن نصف هذه المساحة تقريبًا في البصرة، ثم في محافظات ميسان وذي قار والمثنى، كما يوجد نحو 200 كيلو متر مربع ملوثة بالألغام في محافظات كردستان العراق.
ويتأثر العراق بشدة من الألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة لحرب الخليج عام 1991، والحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وعقدين من الصراع بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وعلى الرغم من مرور خمس سنوات على الموعد المحدد لحسم ملف الألغام المضادة في العراق، وفق اتفاقيات دولية، ما تزال مخلفات الحروب تحصد الضحايا في البلاد خاصة في محافظة البصرة والمناطق الحدودية.
ويصنف العراق حسب الإحصاءات والتقارير الدولية والمحلية المعنية، كأكثر دول العالم تلوثًا بالألغام ومخلفات الحروب غير المتفجرة، والتي هي بمثابة قنابل موقوتة تحصد أرواح عراقيين كثر أو تتسبب لهم بعاهات مستديمة.
وسلط المحاضر الضوء على تجربته في اليمن في مجال نزع الألغام وتطهير الأراضي من المخلفات والقنابل غير المنفجرة.
واستعرض في هذا الصدد صورًا وشهادات ومواقف امتدت على مدى أكثر من خمس سنوات، مؤكدًا أن ضرار الألغام وبقايا مخلفات الحروب في المدن وأماكن السكّان تخلف أضرارًا تكاد توازي ما تسببه أسلحة الدمار الشمال من حيث إزهاق الأرواح، والتسبب بالإعاقات، والأمراض، علاوة على ما تستهلكه من موارد وأموال على الصعيد الاقتصادي والصحي وغير ذلك.