الطقس البارد والصقيع يميت الأطفال الرضع وسط إبادة غزة
يعيش النازحون الفلسطينيون داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ظروفا إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلا عن نقص حاد في الملابس والأغطية السميكة ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.
غزة- أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، وفاة رضيع متأثرا بالبرد القارس ما يرفع إجمالي وفيات الظروف المناخية القاسية إلى 8 بينهم 7 أطفال، في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 15 شهرا.
وقالت الوزارة في بيان “وفاة الطفل يوسف أحمد أنور كلوب (35 يوما) نتيجة الظروف المناخية القاسية والبرد القارس الذي يعاني منه قطاع غزة”.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد المتوفين جراء البرد القارس ارتفع إلى 8 حالات.
والأحد، قالت “أونروا” في بيان: “أفادت التقارير بـوفاة 7 أطفال على الأقل بسبب البرد في القطاع”.
وتابعت “الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان في وفاة الأطفال حديثي الولادة في غزة، فيما يفتقر 7700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة”.
إلى ذلك أصيب عدد من الفلسطينيين، الاثنين، جراء إطلاق مسيرات إسرائيلية قنابل على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 15 شهرا.
وأفاد شهود عيان بأن طائرات إسرائيلية مُسيرة من نوع “كواد كابتر” أطلقت عدة قنابل على مدرسة تؤوي نازحين في المخيم الجديد شمال غرب النصيرات.
وقالوا إن عددا من الفلسطينيين أصيبوا جراء هذه القنابل التي سقطت عليهم دون سابق إنذار.
وأشاروا إلى حالة من الخوف والهلع في صفوف النازحين المتواجدين بهذه المدرسة.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية، استهدف الجيش الإسرائيلي 216 مركزا للإيواء والنزوح في مناطق مختلفة من قطاع غزة ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وفق آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي.
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا، نزح نحو ميلوني فلسطيني إلى مدارس ومراكز صحية وخيام بعدما دمر الجيش غالبية منازلهم أو أجبرهم على النزوح من مناطق سكنهم خلال عمليات التوغل البرية التي كان يجريها في مناطق مختلفة.
بدوره، قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، إن معاناة النازحين بالمدينة تتفاقم مع اشتداد موجات البرد والصقيع وهطول الأمطار بغزارة.
ليس لنا غير الله
ومع بداية العملية البرية، قسم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة إلى منطقتين جغرافيتين الشمال والجنوب، حيث يضم الشمال محافظتي غزة والشمال، بينما تضم المناطق الجنوبية محافظات الوسطى ورفح وخان يونس.
وفي الوقت الذي يشتد فيه حصار مناطق الشمال، يسمح الجيش بدخول مساعدات شحيحة جدا إلى المناطق الجنوبية بينها مواد غذائية ووقود (خاص بالمؤسسات الدولية) وغاز طهي، بما لا يكفي لتلبية احتياجات النازحين هناك.
وقال مهنا إن مخلفات المنازل المدمرة من الأخشاب قد تحتوي على مواد كيميائية سامة ناجمة عن انفجار القنابل والصواريخ الإسرائيلية، وعند حرق هذه المواد للتدفئة تنبعث عنها غازات ضارة تؤثر سلبا على صحة الإنسان التي تعاني أصلا ضعفا في المناعة جراء سوء التغذية بسبب المجاعة المتواصلة.
ووصف أوضاع النازحين “بالقاسية والمأساوية جراء غياب وسائل التدفئة والملابس في ظل عدم وجود أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية”.
ويعيش النازحون الفلسطينيون داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ظروفا إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلا عن نقص حاد في الملابس والأغطية السميكة ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.
ولجأ هؤلاء إلى الخيام بعدما دمرت إسرائيل منازلهم وأجبرت معظمهم على ترك مناطق سكنهم والتوجه إلى المناطق التي تقع جنوب محور “نتساريم” (جنوب القطاع).
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.