جراح عراقي يترك أسرته في لندن لإنقاذ طفلة بترت يدها بغزة
وزارة الصحة في غزة: الجراح العراقي البريطاني محمد الطاهر عمل على مدار 5 أشهر خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة بدون كلل أو ملل لإنقاذ الجرحى. واختتم عملياته بعملية نوعية أعاد خلالها يد طفلة إلى الحياة عقب بترها بسبب قصف الاحتلال لمنزلها.
غزة- بجراحة نوعية ومعقدة وسط ظروف صحية سيئة، نجح جراح عراقي مقيم في لندن منذ سنوات في تجديد الفرحة بقلب طفلة فلسطينية (9 سنوات) وسط قطاع غزة، عبر إعادة توصيل يدها المبتورة والتي عُثِر عليها بصعوبة من تحت الركام بعد 3 أيام من قصف إسرائيلي عنيف.
وحفظت عناية الله اليد المبتورة تحت الركام، مما مكّنت الطبيب العراقي استشاري جراحة الأعصاب الطرفية، محمد الطاهر من مؤسسة “فجر سينتيفيك” الخيرية الدولية التي تعمل على علاج ضحايا الحروب في العالم، من إعادة توصيلها في جراحة نوعية ومعقدة استمرت ساعات رغم ضعف الإمكانيات الطبية في القطاع.
وفي فيديو نشرته وزارة الصحة قال الطاهر إنه وصل إلى مستشفى الأقصى وسط القطاع إصابات كثيرة جراء استهداف قوي في المنطقة.
والطاهر طبيب بريطاني من أصول عراقية مختص في جراحة الصدمات والأطراف العلوية ومتطوع ضمن فريق أوروبي طبي في غزة. ترك عائلته في لندن ليقوم بالخدمات الصحية والعمليات الجراحية في المستشفى الأوربي جنوب غزة مجانا.
وقال الجراح العراقي إنه خلال تفقده لقسم الاستقبال والطوارئ، وجد طفلة بعمر (9 سنوات) بُترت يدها وأصيبت بشكل شديد في المعدة، فسارع بسؤال والدها عن مكان الطرف (اليد المبتورة)”، ليخبره الأب أنه بقي تحت الركام.
وتابع الطاهر “سألتهم هل يمكنكم إحضار الطرف لي”، مضيفا أن الوالد “استغرب وقال: نحاول”.
بعد فترة، استطاعت عائلة الطفلة إحضار الطرف المبتور حيث أجرى له الجراح العراقي عملية تشريح ليجده قابلا لإعادة التوصيل.
وحول ذلك قال الجراح “الجو كان شديد البرودة، وكانت اليد باردة، وعندما شرّحتها وجدتها مهيّئة للتوصيل من جديد”.
ورغم نجاح العملية التي استغرقت ساعات، إلا أن هناك مخاوف من إصابة الطرف بالتهابات، خاصة في ظل تلوثه بمواد كيماوية جراء انفجار الصاروخ، بحسب ما أشار إليه الجراح.
وخلال الأيام السابقة، شهد قطاع غزة غارات إسرائيلية مكثفة على أنحاء مختلفة، ما أسفر عن وقوع مجازر راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.
وتزامنت تلك الغارات، مع أجواء شديدة البرودة وموجات صقيع وأمطار غزيرة ضربت القطاع، ما تسبب بوفاة عدد من الفلسطينيين وغرق وانجراف مئات خيام النازحين.
وحتى الاثنين، لقي 8 فلسطينيين، 7 منهم أطفال، مصرعهم جراء البرد الشديد وموجات الصقيع، بحسب وزارة الصحة بغزة.
وفي تقرير لها، قالت وزارة الصحة إن الجراح العراقي الطاهر عمل على مدار 5 أشهر خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة بدون “كلل أو ملل” لإنقاذ الجرحى.
وتابعت “اختتم عملياته بعملية نوعية أعاد خلالها يد طفلة إلى الحياة عقب بترها بسبب قصف الاحتلال لمنزلها”.
وأشار الطاهر إلى أن ما تبقى من مرافق صحية في شمال غزة “تفتقد للحد الأدنى من الأدوات والمستلزمات الجراحية”.
ودعا الكوادر الطبية ذات التخصصات الجراحية المختلفة حول العالم للقدوم إلى القطاع، في سبيل إنقاذ حياة الجرحى.
كما ناشد المؤسسات الدولية والأممية بالعمل على إدخال المستلزمات الطبية لإنقاذ الجرحى.
ومن المقرر أن يغادر الطاهر، قطاع غزة بعد 5 أشهر من العمل دون انقطاع.
والاثنين، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، من مخاطر موجات الصقيع المتواصلة على حياة النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون مأساة مستمرة بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 15 شهرا.
جاء هذا التحذير بعد إعلان وزارة الصحة في القطاع وفاة رضيع (35 يوما) متأثرا بالبرد الشديد ما رفع عدد الوفيات منذ كانون الأول الماضي إلى 8 بينهم 7 أطفال.
ويعيش النازحون الفلسطينيون داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ظروفا إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلا عن نقص حاد في الملابس والأغطية السمكية ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.
ولجأ هؤلاء إلى الخيام بعدما دمرت إسرائيل منازلهم وأجبرت معظمهم على ترك مناطق سكنهم والتوجه إلى المناطق التي تقع جنوب القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.



