موقع “أون هيرد” البريطاني: الغرب لا يزال لم يفهم أن العراق تحت سطوة إيران سيبقى الأسوأ
الكاتب البريطاني ديفيد باتريكاراكوس: اعتراف الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين على مدى السنوات الأخيرة بالخزي الذي يشعرون به بسبب غزو العراق الفاشل. ليس كافيا مع أنهم محقون في الشعور بالخجل، ولكن من الجنون الخطير أن نترك العراق لإيران، وخاصة من أجل العراقيين الذين ندعي أننا نهتم بهم كثيرا.
بغداد- الرافدين
رسم موقع “أون هيرد” البريطاني صورة متشائمة لمستقبل العراق بعد 21 عاما من احتلاله من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، مشددا على أن الغرب لا يزال لم يفهم أن ما ينتظر العراق أسوأ مما كان بعد فشل ما نتج عن عملية سياسية ووقوع العراق تحت السطوة الإيرانية.
وقال الكاتب ديفيد باتريكاراكوس بعد عودته من زيارة العراق “إننا نتحمل مسؤولية تجاه شعب العراق الذي غزونا بلده ودمرناه ونريد الآن تسليمه لإيران”.
وأضاف باتريكاراكوس مؤلف كتاب “الحرب في 140 حرفًا: كيف تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على إعادة تشكيل الصراع في القرن الحادي والعشرين”. إذا تركتا العراق مرة أخرى إلى إيران فأننا سندع المنطقة مرة أخرى تعيش الفوضى.
وشدد على أن اعتراف الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين على مدى السنوات الأخيرة بالخزي الذي يشعرون به بسبب غزو العراق الفاشل. ليس كافيا مع أنهم محقون في الشعور بالخجل، ولكن من الجنون الخطير أن نترك العراق لإيران، وخاصة من أجل العراقيين الذين ندعي أننا نهتم بهم كثيرا.
وعزا باتريكاراكوس الفشل الغربي في العراق إلى نفس الأسباب التي أشار اليها من قبل المؤرخ البريطاني من أصول عراقية إيلي قدوري، إلى فقدان الشجاعة الناجم عن فشل الثقة. فنحن نخشى أن نطلق على أنفسنا لقب المحتلين أو الإمبرياليين في حين يحاول الإيرانيون والروس بلا خجل إعادة بناء الإمبراطوريات التي فقدوها.
وعبر عن توقعه بأن الوضع في العراق سيكون أسوأ في العام الجديد 2025 تماما مثلما كان العام 2024 محبطا.
وقال إن زيارته إلى مدينة أربيل كشفت له بما لا يقبل الشك أن إيران وميليشياتها في العراق تريد خروج القوات الأمريكية ليقع العراق برمته تحت قبضتها.
وأوضح أن العديد من العراقيين الذين ليس لديهم مشكلة مع التدخل الغربي في بلادهم، ولكنهم لا يريدون له أن ينتهي.
ونقل عن عراقي قوله إن العديد من العراقيين يحبون الرئيس دونالد ترامب لأنه قتل زعيم فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الرجل المسؤول عن الكثير من العنف في بلادهم.
وقال الكاتب في التقرير المطول “هذا يشير إلى حقيقة أوسع نطاقاً لا يمكن تجاهلها: إن الواقع على الأرض في الشرق الأوسط لا يختلف في كثير من الأحيان عما نقرأه أو نؤمن به أو نسمعه في أقسام الدراسات الإقليمية في أكسفورد وكامبريدج فحسب، بل إنه يتناقض معها تمام التناقض؛ كما هي الحال مع علاقتنا بالمنطقة، وكيف يستقبلها الناس هناك في كثير من الأحيان”.
ديفيد باتريكاراكوس بعد عودته من زيارة العراق: إننا نتحمل مسؤولية تجاه شعب العراق الذي غزونا بلده ودمرناه ونريد الآن تسليمه لإيران
وقال إذا أضفنا كلمة “أمريكيين” إلى كلمة “بريطانيين” اليوم، فسوف ندرك ليس فقط الحكمة التي تحملها كلمات إيلي قدوري، بل وأيضا قدرة الغرب على ارتكاب نفس الأخطاء، ولكن بلا حدود.
وأضاف “لقد كان غزو العراق في عام 2003 خطأ تاريخيا. وكان ينبغي لنا ألا نفعل ذلك. ولكننا فعلنا ذلك، لنجعل العراق بمثابة برميل بارود طائفي”.
ونقل عن مرافقه عمار أثناء زيارته إلى بغداد القول “لقد كان لدينا الكثير من الأمل في البداية. ثم تحولت البلاد إلى مسار من الدماء، ثم بدأ الناس يريدون عودة صدام حسين للحفاظ على النظام. حتى مع كل البؤس الذي جلبه”.
وأشار الكاتب البريطاني إلى مشكلة روسيا وإيران. فالنظامان الآن تحت ضغط هائل في الداخل والخارج، وسوف يغتنمان أي فرصة للمطالبة بأي نوع من النصر، والوضع في العراق وسوريا تقدمان لهما فرصة.
وحذر من تسليم العراق وسوريا إلى أسوأ الامبرياليين في عصرنا. في إشارة إلى روسيا وإيران.
وقال “لقد غزونا العراق في عام 2003، وجلب ذلك الفوضى وسفك الدماء للعراقيين”. رافضا إعادة تكرار نفس الخطأ مرة أخرى وعدم التعلم من الفشل.
وأختتم تقريره بالقول “مع حلول عام 2025، يمكننا أن نفعل الكثير من الأسوأ من مجرد النظر إلى المستقبل من خلال النظر إلى الوراء لمساعدتنا في التعامل مع العديد من التحديات التي نواجهها اليوم”.