الصحافيون في غزة صنعوا القصة في غزة فصاروا جزء منها
المراسلون الصحافيون يفندون سيطرة نتنياهو على السردية الإخبارية في حرب الإبادة بغزة وينقلون للرأي العام المجزرة التي تجري في فلسطين أمام أعين العالم أجمع.
غزة -على مدى 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، عاش الصحفيون الفلسطينيون تجربة قاسية واجهوا فيها خطر الموت والاعتقال والنزوح والإصابة، والعيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والعمل الصحفي.
وخلال الأشهر الماضية، حرم الصحفيون في غزة من حقهم في ممارسة مهنتهم بحرية وأمان، كما هو الحال لدى زملائهم في العالم.
ودمرت الهجمات الإسرائيلية بيئة العمل الصحفي، وهو ما حوّل الصحفيين إلى شهود وضحايا في آن واحد.
وأسفرت الإبادة الإسرائيلية عن مقتل 202 صحفي، وإصابة 399 آخرين، واعتقال 43، بحسب إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ووصف الثوابتة عام 2024 بأنه “الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية”، في ظل استمرار استهداف إسرائيل المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.
وقال “الاتحاد الدولي للصحافيين” أنّ 2024 كانت “سنة دموية بشكل خاص” إذ قُتل خلالها 104 صحافيين حول العالم، أكثر من نصفهم في قطاع غزة.
وقال الاتحاد في تقريره إنّه “منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول 2023، وصل عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا إلى ما لا يقل عن 138 صحافيا”، مما يجعل هذه المنطقة “واحدة من أخطر المناطق في تاريخ الصحافة الحديثة، بعد العراق والفيليبين والمكسيك”.
وبعدما أحصى الاتحاد الدولي للصحافيين مقتل 129 صحافيا في 2023، قال أنتوني بيلانجيه، الأمين العام للاتحاد ومقرّه بروكسل، إنّ “سنة 2024 تُعتبر إحدى أسوأ السنوات” بالنسبة للإعلاميين”.
وندّد بيلانجيه بـ “المجزرة التي تجري في فلسطين أمام أعين العالم أجمع”.
وبحسب الاتحاد فقد قُتل 55 إعلاميا فلسطينيا في 2024.
وتعليقا على هذه الأرقام، قال بيلانجيه لوكالة الصحافة الفرنسية إنّه في قطاع غزة “يتم استهداف العديد من الصحافيين” عمدا، بينما يُقتل آخرون بسبب “أعمال حربية، وهناك أيضا أشخاص يكونون في المكان الخطأ في الوقت الخطأ”.
وبينما فقد البعض منازلهم أو عائلاتهم أو زملاءهم، ظلوا أوفياء لمهنتهم يعملون على توثيق الحقيقة وكشف انتهاكات إسرائيل أمام العالم.
وقال الصحفي الفلسطيني وسام أبو زيد “منذ بدء الإبادة عانى الصحفي الفلسطيني من الإصابات والنزوح والجوع، وعاش في خيام، ورغم الألم والرعب استمر في التغطية الإعلامية”.
وأضاف “نعمل في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، ونتنقل بوسائل بدائية للوصول إلى مواقع التغطية، وغالبا ما ننام على الأرصفة أو في الخيام، دون استوديوهات أو تجهيزات مناسبة”.
ولفت إلى أنه وزملاءه من الصحفيين يحاولون نقل وقائع الإبادة الإسرائيلية والمعاناة، رغم كل الآلام والانتهاكات التي يتعرضون لها.
زميله محمد الزعانين أكد أن الصحفي الفلسطيني يواجه خطرا متواصلا، قائلا “لا مكان آمن للصحفي في غزة، تقصف أماكن عملنا ومنازلنا، ونضطر لممارسة عملنا من الشوارع والخيام، دون وسائل اتصال أو دعم تقني”.
وأضاف “فقدنا العديد من الزملاء والأحباء والعائلة، ومع ذلك نواصل نقل الرسالة رغم خطر الموت والإصابة وصعوبة التنقل بسبب تدمير الشوارع”.
من جهته، قال الصحفي إبراهيم قنن “الصحفي الفلسطيني مستهدف بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عشرات وإصابة آخرين”.
وأضاف “نعاني من انقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت، وحتى عند محاولتنا نقل معاناة الناس نواجه استهدافات إسرائيلية مستمرة”.
وتابع “الصحفي الفلسطيني إنسان يعيش حالة من النزوح الدائم، يعاني من صعوبة تأمين نفسه وعائلته، ويواجه استهدافا في أماكن عمله ومنزله وحتى مناطق التغطية”.
ودعا قنن المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين وضمان حقهم في ممارسة عملهم بأمان”.