أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق: ما تسمى “إسرائيل” لم تبلغ مرحلة النصر الذي أرادته

الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق: قناعات الدول الكبرى بلغت مرحلة اليأس، فضغطت لإنهاء الحرب؛ حين أدركت أن شكيمة المقاومة لا يمكن أن تُكسر، وأن أهلنا في غزة بصمودهم -على الرغم مما ألمَّ بهم من بأساء وضراء- لا يمكن أن يُهزموا.

عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق “لقد جاءت الأحداث ومجرياتها منذ طوفان الأقصى حتى بلوغ مرحلة وقف العدوان؛ لتثبت ما بيناه سابقًا وعززته الأدلة في الواقع وعلى الأرض؛ من أن الكيان الصهيوني كان الواجهة المباشرة للحرب والعدوان، بينما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها –من دول ومؤسسات ودوائر- هم قادتها الفعليون الذين أنفقوا الأموال وقاتلوا من أجل الحصول على مواقف وقرارات تولّد الدعم لكيان الاحتلال بأنواعه العسكري، والمساند، والسياسي، والإعلامي، في سياق الحرب المستمرة على العالم الإسلامي الذي أصبحت غزة من مثابته المثلى في الجهاد والدفاع عن الأمة ومقدساتها.”
وأضافت الهيئة في بيان بشأن الإعلان عن وقف إطلاق النار وانتهاء العدوان على قطاع غزة “منّ الله تعالى على أهلنا في غزة العزة؛ بإنهاء الحرب والعدوان، وحقن الدماء وإيقاف المجازر، وحباهم بما يهيئ لهم أسباب استئناف حيواتهم بالخلاص من المأساة التي طوّقتهم على مدى خمسة عشر شهرًا وتبعاتها؛ حيث لم يحقق الاحتلال أهدافه التي أعلن عنها كاملة؛ بل باء بسوء ما جنته يداه من أفعال آثمة وجرائم مركبة.”
وأشار بيان هيئة علماء المسلمين في العراق إلى ما أقرت به وسائل إعلام وصحف عبرية، فضلًا عن فئة غير قليلة من المحللين والراصدين لمجريات الحرب؛ بأن ما تسمى (إسرائيل) لم تبلغ مرحلة النصر الذي أرادته من هذه الحرب، وصدق الله العظيم الذي يقول: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾
وأوضح بيان الهيئة بأن ما حلّ بالقطاع من دمار واسع، وضحايا كثيرة من المدنيين، إلى جانب الضرر الهائل الذي أصاب مرافق الحياة كافة؛ فإنه الدليل القاطع على فشل الاحتلال في الوصول إلى مبتغاه؛ لأن اللجوء إلى جرائم الحرب والإبادة التي مارسها الاحتلال؛ يعبِّر عن السعي نحو الانتقام من حاضنة المقاومة بعد العجز عن هزيمتها، فضلًا عمّا تولده من تبعات قانونية وأخلاقية وإنسانية، من شأنها أن تزيد من الحصيلة الضخمة لخسائر الكيان وداعميه.
وأضاف “إن قناعات ما تسمى (الدول الكبرى) بلغت مرحلة اليأس، فضغطت لإنهاء الحرب؛ حين أدركت أن شكيمة المقاومة لا يمكن أن تُكسر، وأن أهلنا في غزة بصمودهم -على الرغم مما ألمَّ بهم من بأساء وضراء- لا يمكن أن يُهزموا، وبأن الخسائر المادية والمعنوية التي تلقاها كيان الاحتلال وداعموه لا تقل حجمًا وتأثيرًا عما أصاب أهلنا من جراح ونكبات، ليتجلى بذلك قول الله تعالى مهيمنًا على كل شيء: ﴿إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء:104]؛ فالحمد لله الذي صدق وعده وأيّد جنده، وهزم الأحزاب وحده.

الشهيد حاضر بيننا

وأوضح “اليوم، وإذ هيأ الله تعالى الأسباب لتكون مخرجات الحرب على هذا النحو؛ فإن الفرصة تُتاح مُجددًا أمام العالم أجمع حكومات وشعوب ومؤسسات ونخب لتقديم ما عليهم من مسؤوليات إنسانية وإغاثية وكل أشكال الدعم؛ فضلًا عن التخفيف عن أبناء الأمة؛ ليقوموا بواجبهم تجاه إخوانهم وأهلهم في غزة، بعد أن وقفوا معهم طوال شهور المحنة معنويًا وماديًا وبذلوا من الجهد ما يعتذرون به إلى الله عز وجل على ما أصابهم من معوقات، وما صدّهم من مصاعب، من جانب الأنظمة السياسية، وجبروتها، وخذلانها، ومصالحها المتوهمة”.
واختتم بيان هيئة علماء المسلمين في العراق بالقول “إن العمل على إنقاذ قطاع غزة من تداعيات الحرب، وبذل المجهود في سبيل إعماره وتعويض أهله، وضمان نجدتهم، ومحاسبة عدوهم والاقتصاص منه؛ يأتي في طليعة الواجبات المفروضة على الجميع، وإن واجب الوقت -خاصة- على من قعد عن نصرة غزة وهي في محنتها؛ تدارك الأمر في هذه المرحلة، بإعادة الحياة إلى القطاع وضمان عدم تكرار عدوان الاحتلال ومجازره، على الرغم من قناعتنا بأن ذلك التدارك لا يكفر خطيئة الخذلان وقت الحرب؛ لكنه من باب استدراك الواجب والاعتذار، ولا سيّما وأن المسؤوليات الشرعية، والقانونية، والحقوقية، والإنسانية لا يُعفى منها أحد، ولا تسقط بالتقادم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى