أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

الكاردينال ساكو يحذر من خطاب الكراهية وهيمنة الميليشيات على بلدات سهل نينوى

بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال، لويس روفائيل ساكو: الشعب العراقي يتطلع إلى أن يرتقي الى مستوى الدولة الحقيقية، التي تبسط سلطتها على أراضيها، وتحصر السلاح بيدها، وتضرب الفساد من أجل توفير الخدمات، دولة ذات سيادة كاملة، وبهوية وطنية شاملة.

بغداد- الرافدين
عبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، عن مخاوف لدى المسيحيين بسبب عودة خطاب الكراهية، وهيمنة الميليشيات على بلدات سهل نينوى، في شمالي العراق.
وقال ساكو خلال استقباله في بغداد وفدا من الخارجية الأمريكية برئاسة فكتوريا تايلور نائبة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، إن المسيحيين يفضلون سلطة الدولة التي يثقون بها، وليس بغيرها.
وذكر ساكو أهمية حصر التصويت “للكوتا” في الانتخابات النيابية بين المسيحيين، و”إلا لا معنى لها”.
ودعا إلى أن يكون هذا التمثيل عادلا من خلال إجراء انتخابات نيابية “حقيقية تمنح المسيحيين تمثيلا حقيقيا” بناء على نظام “كوتا يكون محصورا بالمسيحيين” دون تدخل من قبل جهات ذات أجندات لا تمت بالمسيحيين بأي صلة.
وأكد ساكو على أن الشعب العراقي يتطلع إلى أن يرتقي الى مستوى الدولة الحقيقية، التي تبسط سلطتها على أراضيها، وتحصر السلاح بيدها، وتضرب الفساد من أجل توفير الخدمات، دولة ذات سيادة كاملة، وبهوية وطنية شاملة.
ويأتي تحذير بطريرك الكلدان الكاثوليك أمام نائبة وزير الخارجية الأمريكي بعد أيام من قوله، إن العراق يعيش في “وضع صعب” بسبب التغييرات الإقليمية والدولية التي خلقت وضعا جديدا، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب الشعور بالمسؤولية وحل المشكلات والعودة إلى الهوية الوطنية.
وقال ساكو، في كلمة ألقاها بمناسبة قداسَ ليلة الميلاد المجيد، الذي أقيم في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد حضره رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إن “المنابر الدينية وجدت للصلاة وتوجيه الناس نحو الأخوة والسلام وخدمة للمحبة والرحمة وليس إلى العسكرة، فرجل دين هو رجل الله ويحمل رسالة الله ولا يحمل شيئاً آخر، ومع أن له كلمة في السياسة أمام الظلم، لكن لا يعني أن يتحول إلى جهة سياسية”.
ويشير كلام الكاردينال ساكو إلى المنابر الطائفية التي أشاعت الضغينة والكراهية بين العراقيين والعودة إلى مرويات تاريخية ملفقة لتقسيم المجتمع.
وترتبط أغلب هذه المنابر بأحزاب وميليشيات طائفية مساهمة في تشكيل حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
ودعا إلى العودة إلى “هويتنا الوطنية العراقية الجامعة بالمواطنة الكاملة والمصالحة الحقيقية والمشاركة الإيجابية في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لخير الجميع لا لخير فئة معينة”، مؤكداً ضرورة “العودة إلى الدولة الحقيقية، دولة القانون والعدالة”.
وختم ساكو “نحتاج إلى دولة تحقق طموحات شعبها وتراعي تنوع المجتمع دينيا وقوميا، وهذا الإصلاح سيشجع المهاجرين على العودة إلى بلدهم والمساهمة بمهارتهم في بنائه وازدهاره”.
وتعرض المسيحيون في العراق لعنف واضطهاد وتهجير من ميليشيات مسلحة سيطرت على منازلهم خصوصا في مدينة الموصل.

كيف ستحمي واشنطن مسيحيي العراق من ميليشيات إيران؟
واستولى متنفذون على عقارات ومنازل المسيحيين في بغداد ومدن أخرى بتسهيل من السلطات الحكومية أو لامبالاة.
وسبق أن كشف البطريرك لويس ساكو من أن الشكاوى الكيدية لم تكن موجهة ضده شخصيًا، بل كان يهدف إلى المساس بممتلكات الكنيسة الكلدانية، كما أبلغنا أحد المسؤولين.
وأضاف البطريرك ساكو خلال جلسة مع آباء وأساقفة في بغداد، بأن الكنسية تواجه تحديات حساسة وظروف اجتماعية وسياسية وأمنية معقدة.
وخاطب الحاضرين من الأساقفة بالقول “نحن مدعوون لتحمل مسؤولياتنا الكنسية والإنسانية والوطنية تجاه التحديات العميقة والتحولات السريعة في المجتمع والعالم. يجب علينا أن نركز على العمل الجماعي من خلال المحبة والحكمة والتواضع، ونبني وحدة حقيقية قائمة على الاستماع والاحترام المتبادل.”
ويشير تصريح البطريرك ساكو إلى ميليشيا “بايليون” بزعامة ريان الكلداني والمنضوية في الحشد الشعبي.
وكان الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم قد قال إن “ريان الكلداني قام بسرقة أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى ويحاول شراء المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزير” في إشارة إلى وزيرة الهجرة في حكومة الإطار التنسيقي إيفان جابرو.
وأشار إلى أن “الكلداني ليس لديه أهلية لقيادة المسيحيين ويريد السيطرة على المسيحيين في العراق والاستحواذ على (كوتا) المسيحيين في الانتخابات”.
وقال إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من الإهانة والعنف، متسائلا “هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر بيانًا أو مرسومًا جمهوريًا ضد المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، أو غيره”.
ووصف ما يجري باللعبة القذرة التي حولت أحد زعماء ميليشيا الحشد ريان الكلداني إلى وصي على الأوقاف المسيحية وممثلاً المسيحيين سياسيًا عبر منحه وأشقائه مناصب بالدولة من بينهم وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق رغم تورطهم بارتكاب انتهاكات وفرض إتاوات على المسيحيين في سهل نينوى وتلكيف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى