أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

فؤاد حسين يناقض السوداني: نعمل على “إقناع” الميليشيات بالانضمام إلى القوات الحكومية

هروب رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني إلى الأمام في دفاعه عن الميليشيات المسلحة يتناقض مع تصريح وزير الخارجية الرافض لجود مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة.

بغداد– الرافدين
كشف تصريح وزيرة خارجية الإطار التنسيقي فؤاد حسين بشأن السعي إلى إقناع الميليشيات المسلحة بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية. عن التناقضات داخل حكومة محمد شياع السوداني.
ويحاول السوداني الهروب إلى الأمام فيما يتعلق بحل الميليشيات في تصريحات متكررة خلال الأسابيع الماضية كان أخرها هذا الاسبوع مع مجموعة من الصحافيين العرب العاملين في لندن، عندما دافع عن وجود الحشد الشعبي.
ويأتي تصريح وزير الخارجية وسط تحولات مزلزلة في الشرق الأوسط شملت إضعاف قوة جماعات وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران في غزة ولبنان وإطاحة قوات المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.
وتعهدت الإدارة الأمريكية المقبلة التي سيتزعمها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتعزيز الضغوط على طهران التي طالما دعمت عددا من الأحزاب السياسية ومجموعة من الفصائل المسلحة في العراق.
ويشعر بعض المسؤولين في بغداد بالقلق من احتمال أن يكون الدور على العراق في تغيير الوضع القائم، لكن حسين قلل من أهمية هذا في مقابلة مع وكالة “رويترز” أثناء زيارة رسمية إلى لندن.
وقال حسين “لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية”.
وأضاف أن الحكومة تجري محادثات للسيطرة على هذه الجماعات مع الاستمرار في الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران.
وقال “منذ عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا”.
لكن الآن أصبح من غير المقبول وجود مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة.
وقال حسين “بدأ كثيرون من الزعماء السياسيين وأحزاب سياسية كثيرة في إثارة النقاش، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بالتخلي عن أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة”.
وسبق أن اعترف فؤاد حسين، بأن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “أقنع” وليس “أمر” زعماء الميليشيات المسلحة بعدم تهديد وضع الحكومة في دخول حرب لا تستطيع تحمل تكلفتها.
واستخدم وزير الخارجية مفردة “أقنع” في دلالة واضحة على افتقار السوداني “القائد العام للقوات المسلحة” السلطة الأمرة على الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي الذي يقع تحت سلطته.
وتعرضت قدرة العراق على تحقيق التوازن لاختبار بعد هجمات شنتها ميليشيات مسلحة عراقية مدعومة من إيران على إسرائيل وعلى القوات الأمريكية في البلاد.
وخلال فترة رئاسة ترامب السابقة، توترت العلاقات بعد أن أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في بغداد عام 2020، مما أدى إلى هجوم صاروخي باليستي إيراني على قاعدة عراقية بها قوات أمريكية.
وقال حسين “نأمل في مواصلة هذه العلاقة الجيدة مع واشنطن… من السابق لآوانه الحديث عن السياسة التي سيتبعها الرئيس ترامب تجاه العراق أو إيران”.
وأضاف أن بغداد مستعدة للمساعدة في تهدئة التوترات بين واشنطن وطهران إذا طلب منها ذلك، مشيرا إلى الوساطة السابقة بين السعودية وإيران التي مهدت الطريق لتطبيع العلاقات بينهما في عام 2023.
ويُنظر إلى الثورة المسلحة في سوريا المجاورة بقلق.

السوداني جندي مطيع في الحشد بملابس مدنية

وقال حسين إن العراق لن يطمئن بشأن سوريا إلا عندما يرى عملية سياسية شاملة، مضيفا أن بغداد ستزود دمشق بالحبوب والنفط بمجرد التأكد من أنها ستصل إلى جميع السوريين.
وذكر أن بغداد تجري محادثات مع وزير الخارجية السوري بشأن القيام بزيارة للعراق.
ولم يكشف فؤاد حسين إن كان السوداني أم الحرس الثوري الإيراني مصدر قرار الميليشيات في العراق، ومن أقنع زعماء الميليشيات، وهل جاء الأمر بتأثير إيراني.
ويعلن زعماء ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي علانية بأن ولائهم ومصدر قرارهم الحرس الثوري الإيراني.
وكان مايكل نايتس، الزميل في معهد واشنطن والمتخصص في شؤون العراق وإيران قد أكد على أن “كلما واجه العراق قضية خارجية أو داخلية كبرى، يسافر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى طهران لتلقي التوجيهات ــ أو يستضيف زيارة من زعيم إيراني كبير. ولا تحاول إيران التدخل في كل قرارات الدولة العراقية، ولكنها في القضايا الكبرى تحصل على ما تريده إلى حد كبير”.
وقال فؤاد حسين “أن الجانب الأمريكي أبلغنا بضرورة السيطرة على الداخل العراقي وإبعاد البلاد عن الحرب، كما أن الجانب الأمريكي لعب دورا في عدم تعرض العراق لضربات إسرائيلية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد بحث الأوضاع في العراق مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
ودعا الحكومة العراقية إلى “حماية الطواقم الأمريكية” في العراق.
وأضاف “يجب على العراق أن يمارس سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مأذون بها من أراضيه”.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” لا يمكن انهاء النفوذ الإيراني في المنطقة من دون اقتلاع ميليشياتها في العراق أولا.
وذكرت الصحيفة في تقرير كتبه ماكس بوت الزميل في مجلس العلاقات الخارجية “يتزايد الأمل، على الأقل في بعض الأوساط، في أن تتمكن إسرائيل في نهاية المطاف من هزيمة إيران، وكما قال رئيس سابق للموساد مؤخرا، إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.
وأضاف الكاتب تمارس إيران نفوذها على لبنان عبر حزب الله وعلى اليمن عبر الحوثيين، فإن طهران تفرض هيمنتها على العراق من خلال دعم مجموعة من الميليشيات المتطرفة. وأبرزها ميليشيا بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. ورغم التنافس بينهما، فإنهما يعملان معًا أيضًا تحت مظلة قوات الحشد الشعبي ــ وهي جهاز أمني تموله الدولة ويخضع فعليًا لقادة إيرانيين وليس عراقيين. وفي عام 2023، كان لدى قوات الحشد الشعبي ما يقدر بنحو 200 ألف مقاتل وميزانية قدرها 2.6 مليار دولار.
واكد تقرير صحيفة “واشنطن بوست” على إن قوات الحشد الشعبي قوية بحيث لا تستطيع أجهزة الأمن العراقية تحديها، ويمكنها الاستفادة بشكل مباشر من عائدات النفط الحكومية. لدرجة أنها أنشأت تكتلاً، على غرار الشركة القابضة للحرس الثوري الإيراني لتمويل عملياتها بأنشطة تجارية مثل الزراعة، واستيراد المركبات، وتصنيع المنسوجات، ومسالخ الحيوانات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى