السوداني يتودد إلى ترامب خشية من عواقب لا يمكن توقعها
إدارة ترامب تصنف العراق كدولة “حمقاء” مفيدة لإيران عبر تسهيل تجارتها مع العالم وتمرير الأموال إليها بطرق غير مشروعة وكسر العقوبات الأمريكية على طهران.
بغداد- الرافدين
بعث رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني رسالة وصفها مراقبون بـ “التودد” خشية من عواقب لايمكن توقعها من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب خصوصا ما يتعلق بميليشيات الحشد الشعبي والعلاقة مع إيران.
وأشار السوداني في برقيته التي أوردها المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء على صفحته بموقع فيسبوك، إلى “تطلع العراق لتعزيز أواصر التعاون والشراكة مع الولايات المتحدة، ضمن اتفاق الإطار الاستراتيجي، والمصالح المشتركة للبلدين، مؤكدا أهمية العمل على دعم أسس الاستقرار والأمن والتنمية إقليميا ودوليا.
وبين السوداني أن “الحكومة العراقية تتمسك بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتسعى إلى تفعيل وتوسعة مديات تنفيذ جميع مذكرات التفاهم الثنائية، والتنسيق الثنائي الأمني والاقتصادي، تحت مظلة احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتدعيم التبادل الثنائي في المجالات الثقافية والتكنولوجية، ومجالات الاستثمار والتنمية المستدامة”.
ويحاول السوداني الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران. ويحافظ على وضعه في رئاسة حكومة الإطار التنسيقي ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
في وقت اعتبر النائب الجمهوري الأمريكي والمقرب من ترامب جو ويلسن، يوم الاثنين، أن إيران تسيطر على الحكم في العراق وميليشياتها تهدد مصالح الولايات المتحدة، وأن الرئيس دونالد ترامب، سيصلح الوضع.
وقال ويلسن، في تغريدة على موقع أكس، إن “إيران هُزمت في لبنان وسوريا، ولكنها لا تزال تحكم العراق، حيث فشل أوباما وبريت ماكجورك في استراتيجيتهما لتسليم العراق لإيران أثناء الحرب ضد داعش”.
ويتزامن ذلك مع اعلان رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم والقيادي في الإطار التنسيقي بأنه تلقى معلومات من واشنطن تفيد بأن الميليشيات ستتعرض للاستهداف، معرباً عن اعتقاده بأن إيران ستحصل على محفزات اقتصادية مقابل تقليص بعض أنشطتها في المنطقة.
وقال الحكيم الذي قضى أكثر من عشرين عاما في إيران وقاتل ضمن القوات الإيرانية ضد بلده المفترض العراق “هناك موقف سيتخذ ضد الفصائل، وهذا ما وصلنا من الإدارة الأمريكية وبعض قوى الإطار التنسيقي التي تمتلك فصائل مسلحة، وهذا الاستهداف لا يكون لأنهم من الإطار التنسيقي، بل لأنهم ضمن الفصائل، وهذا ما يظهر ويبدو حتى هذه اللحظة.”
وأضاف خلال ندوة حوارية في مدينة النجف “الفهم الذي حصل بشأن حصر السلاح الذي قصدته المرجعية في بيانها الأخير هو سلاح الميليشيات”.
وعبر عن خشيته من أن يلقى مع أحزاب وميليشيات إيران في العراق نفس مصير الرئيس السوري بشار الأسد بقوله “لا نريد تكرار سيناريو العملة السورية والتومان الإيراني مع الدينار العراقي ونشيل فلوسنا بالكواني (الأكياس)”.
وزعم الحكيم أن دول المنطقة تريد الحفاظ على ما أسماه “حكم الشيعة للعراق” بذريعة أن أي فوضى فيه تعني إخلالاً بأمن المنطقة بالكامل.
ووضعت إدارة ترامب خطة محاصرة النفوذ الروسي الصيني الإيراني في المنطقة، وسيكون العراق محور تلك الخطة.
وصنفت إدارة ترامب العراق كدولة “حمقاء” مفيدة لإيران عبر تسهيل تجارتها مع العالم وتمرير الأموال إليها بطرق غير مشروعة وكسر العقوبات الأمريكية على طهران.

ونقل موقع “أويل برايس” المتخصص بشؤون الطاقة عن مصدر مقرب من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب قوله إن ترامب يدرس فرض عقوبات مشددة على أفراد وكيانات عراقية لدورها في تسهيل التجارة الإيرانية غير الشرعية.
وذكر الموقع في تقرير كتبه سيمون واتكينز أن العراق مهدد بعقوبات مشابهة لإيران بسبب استغلاله كقناة لنقل النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.
وذكر واتكينز الذي سبق أن عمل في فوركس لتداول العملات وألف خمسة كتب عن تداول المال والنفط والأسواق المالية، أن فريق ترامب قد يفرض عقوبات على العراق لاستمرار اعتماده على الغاز والكهرباء من إيران وتورطه في عمليات تهريب الدولار في مخالفة صريحة للعقوبات الأمريكية على إيران.
وأفاد تقرير لموقع “إس بي غلوبال” بأن حملة العقوبات القصوى التي يخطط لها ترامب ضد ايران قد تمتد لتطال العراق الذي يعرف بانه معقل لتهريب النفط.
وأضاف أن فرض عقوبات ثانوية على بغداد، كالتي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، من شانه ان يهدد انتاج العراق من النفط الذي يزيد عن 4 ملايين برميل يوميا.
وسيتم وضع حد للإعفاءات من العقوبات المفروضة على العراق لاستيراد الغاز والطاقة الإيرانية، مما سيخلف اثار وخيمة على قدرة العراق على توليد الكهرباء.
ولفت التقرير إلى أن العقوبات تستهدف الحد من النفوذ الإيراني في بغداد، حيث تسيطر جماعات سياسية وميليشيات متحالفة مع طهران، بدرجة كبيرة على الحكومة ببغداد وقطاع النفط
وستعمل إدارة ترامب على إضعاف قدرة أعضاء محور الاضطرابات في المنطقة التي مركزها إيران، عندما تجنب العقوبات المباشرة من خلال استخدام الدول “الحمقاء المفيدة كالعراق” لمساعدتهم.
ولخص التقرير الموسع لموقع “أويل برايس” حملة ترامب لإغلاق محور الاضطرابات في المنطقة بأنها تبدأ بالغاز الطبيعي المسال.
وتهدف ولاية ترامب الثانية إلى مواجهة محور الاضطرابات وتشديد العقوبات على قطاع الغاز الطبيعي المسال في روسيا وطرق الشحن، وتوسيع نطاق العقوبات المماثلة لتشمل العراق لمساعدته في صادرات النفط الإيرانية.
وتشير العقوبات والتدابير الأوسع نطاقا على العراق ووكلاء إيران وشبكات التمويل الصينية إلى استراتيجية أمريكية تهدف إلى الحد من الدعم الاقتصادي واللوجستي للخصوم.

جو ويلسن: إيران هُزمت في لبنان وسوريا، ولكنها لا تزال تحكم العراق، حيث فشل أوباما وبريت ماكجورك في استراتيجيتهما لتسليم العراق لإيران أثناء الحرب ضد داعش