صفقة فاسدة لعجول مستوردة من جيبوتي مصابة بالطاعون تهدد الثروة الحيوانية في العراق
النائبة في البرلمان الحالي ساهرة عبد الله الجبوري: شحنة العجول المصابة بالطاعون تابعة لشركة عراقية مقربة لإحدى الجهات المتنفذة، ودخلت بأوراق مزورة بشهادة منشأ وأوراق صحيحة صادرة من اليمن.
البصرة – الرافدين
كشفت شحنة عجول تحمل مرض الطاعون قادمة من جيبوتي إلى ميناء أم قصر في البصرة، عن سطوة الجهات المتنفذة في العراق على المنافذ الحدودية، والموانئ، وإدخال البضائع الفاسدة، تحقيقًا لمصالح المتنفذين دون مبالاة أو مراعاة لصحة المواطن وأمنه الغذائي.
وبحسب عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، والنائبة في البرلمان الحالي ساهرة عبد الله الجبوري، فإن الشحنة تابعة لشركة عراقية مقربة لإحدى الجهات المتنفذة، مضيفة أنها، دخلت بأوراق مزورة بشهادة منشأ وأوراق صحيحة صادرة من اليمن.
ووجهت الجبوري، نداء استغاثة عاجلة مساء الأحد التاسع عشر من كانون الثاني 2025 إلى الجهات المختصة عبر منصة فيسبوك، محذرة من دخول شحنة عجول تحمل “العترة السابعة” مرض الطاعون على متن سفينة قادمة من جيبوتي إلى ميناء أم قصر في محافظة البصرة.
وأكدت في مناشدتها، دخول الشحنة بمساعدة دائرة البيطرة قسم الأمراض الوبائية، عبر صفقة تسوية بين صاحب العلاقة والجهات الصحية، وذلك بإزالة شبهات فساد عنهم مقابل التوقيع بعدم وجود إصابة وأنها خالية من الأمراض.
وتابعت أن الباخرة الجيبوتية “ليدي رشا” توجهت إلى ميناء أم قصر تحمل على متنها شحنة عجول تحمل مرض الطاعون، واستقرت عند الرصيف 12 بانتظار إفراغ حمولتها.
وحذرت من خطورة هذا الوباء على الثروة الحيوانية في البلاد، مشددة على ضرورة التحرك “لإنقاذ البلد من هذه الكارثة الخطيرة”.

في المقابل نفت وزارة الزراعة الحالية، الإثنين، دخول عجول مصابة بمرض الطاعون إلى ميناء أم قصر في البصرة، مشدّدة، على “ضرورة توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الحقائق من مصادرها الرسمية”.
وقال مستشار الوزارة مهدي ضمد القيسي في بيان تابعته “قناة الرافدين”: إن “الباخرة متابعَة من قبل لجنة مشكلة من دائرة البيطرة ومدير المستشفى البيطري في البصرة والجهات المعنية ذات العلاقة”.
وأكد القيسي، على أن الحمولة تم فحصها بكاملها والكشف على الباخرة ولم يتم تسجيل أي حالة إصابة بأي مرض يذكر، فضلًا عن أن إجازة الاستيراد صادرة بشكل رسمي ضمن تعليمات استيراد الحيوانات الحية رقم 1 لسنة 2010.

وأثارت قضية الباخرة الجيبوتية حفيظة الشارع العراقي من غياب الدور الحكومي وسطوة الجهات المتنفذة على المنافذ الحدودية والتحكم بمصائر الناس دون أي رقابة.
وتحدى ناشطون أن يجرؤ رئيس وزراء حكومة الإطار محمد شياع السوداني على محاسبة أو إيقاف الجهات المتنفذة، في إشارة للنفوذ الذي تتمتع به هذه الجهات.
وفي ردود الفعل حول مناشدة النائبة ساهرة الجبوري، أوضح الناشطون أن غياب سلطة القانون هو ما دعا النائبة إلى المناشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتهكم الناشطون حول مناشدة البرلمانيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، متسائلين عن حقيقة دورهم الرقابي وتجاهل الجهات الحكومية لدورهم في إيصال صوت الشعب.
وكانت حكومة السوداني قد قررت في شباط 2024 فتح باب استيراد الأغنام والعجول بعد وقف دام 20 عامًا، بهدف معالجة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم وتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة، إلا أن أسعار اللحوم أخذت بالتصاعد منذ شهر تموز 2023، وسط انتقادات للسلطات بشأن عدم السيطرة على الأسعار.
وعلى الرغم من النفي الحكومي، لوجود شحنة عجول مصابة بالطاعون قادمة إلى العراق، إلا أن الجدل حول الموضوع لا يزال مستمرًا.
ويعتقد عراقيون أن البلاد أصبحت مكانًا لتصفية البضائع والمواشي الفاسدة خاصة في مشهد يعيد للأذهان الضجة الكبيرة التي أثيرت في آذار من العام الماضي 2024 حول شحنة الأبقار المستوردة من البرازيل والتي أطلق عليها “سفينة الموت”، والتي تحمل على متنها 19 ألف رأس من الماشية ذات الرائحة النتنة.
