هيئة علماء المسلمين في العراق: مخططات الاحتلال ليست محصورة في غزة، بل إن وجهته هي القدس والمسجد الأقصى المبارك
يتزامن عدوان جيش الاحتلال على الضفة الغربية مع تلقي مئات المقدسيين رسائل هاتفية تطالبهم بمغادرة أحيائهم السكنية ومنازلهم الواقعة شمالي القدس المحتلة، بعدما أطلقت حكومة الاحتلال تهديدات على ألسنة بعض وزرائها المتطرفين بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، على خلفية وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى في قطاع غزة.
عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق إنّ تورط سلطات الاحتلال مجددًا في فتح جبهة أخرى مع المقاومة -التي زاد رصيدها الشعبي فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا أكثر من أي وقت مضى -يُجدد التزامات الأمة تجاه القضية الفلسطينية، التي تكشف الأيام وأحداثها بشأنها ما هو واضح عندنا منذ أمد؛ بأنّ مرامي الاحتلال ومخططاته ليست محصورة في قطاع غزة، أو في مدن المقاومة في الضفة؛ بل إن وجهته هي القدس والمسجد الأقصى المبارك حيث يسعى إلى إفراغ محيطهما من أي قوة رادعة دون أن يدري أن مخرجات دوائره هذه لن تنتهي إلا في مستنقعات الفشل.
جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة علماء المسلمين في العراق بشأن الحملة العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية.
وذكر البيان أن قوّات الاحتلال الصهيوني تشنُّ عدوانًا غير مسبوق على مدينة جنين بالضفة الغربية، ومخيّمها الذي يتعرّض لأبشع أصناف الانتهاكات المعززة بحصار شديد، مدعوم بطائرات حربية وتعزيزات مستمرة مؤلفة من الدبابات والعجلات العسكرية وناقلات الجنود، فضلاً عن الجرافات التي بدأت تعبث بشوارع المدينة وبُناها التحتية تدميرًا وتخريبًا.
وأضاف البيان “في الوقت الذي يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف من دخول مدينة جنين ولا سيّما الأحياء السكنية في مخيّمها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أكثر من أربعين ضحية بين شهيد ومصاب، من بينهم عدد من الأطباء والممرضين، بينما يعتلي قناصون من جيش الاحتلال الأسطح والبنايات العالية، حيث يطلقون النار على الناس في الشوارع، ويمنعون المواطنين من الخروج أو الدخول إلى المخيم”.
ويأتي هذا العدوان من جانب جيش الاحتلال -الذي تزامن مع تلقي مئات المقدسيين رسائل هاتفية من أرقام (عبرية) تطالبهم بمغادرة أحيائهم السكنية ومنازلهم الواقعة شمالي القدس المحتلة- بعدما أطلقت الحكومة العبرية تهديدات على ألسنة بعض وزرائها المتطرفين بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، على خلفية وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى في قطاع غزة، الذي يعكس فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، ولا سيما القضاء على المقاومة في القطاع، وتهجير حاضنتها الشعبية كما كان يدّعي.
وقال بيان الهيئة “مما هو جليٌّ في مجريات هذه الأحداث؛ أنّ الحكومة الصهيونية تريد أن تُلملم شتاتها بعد غزة بصرف الانتباه عن مآلات فشلها هناك، وإشغال الرأي العام بأزمة أخرى تخفف –حسب ظنها- من وطأة ما ألمّ بها؛ فاتجهت صوب الضفة لتواصل انتقامها، على الرغم من أن جنين ومخيمَها داخل خط المواجهة منذ وقت مبكر بعد طوفان الأقصى، وكان للمقاومة فيهما صولات وجولات لم تحظ بالقدر الكافي من الاهتمام والدعم مثلما لم تلتفت الأنظار كثيرًا صوب الجرائم الصهيونية هناك بسبب الانشغال بفداحة ما كان يجري في قطاع غزة، لكن تصعيد العدوان اليوم يأتي مؤكدًا لما ذكرته مصادر عبرية من أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وعد بعض وزرائه بشن الهجوم على جنين مقابل عدم استقالتهم من الحكومة نتيجة سقوطها في حرب القطاع”.