أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

عناصر من الميليشيات تستقدم أقربائها مع مواشيهم للاستيطان في صلاح الدين

أهالي محافظة صلاح الدين يعبرون عن استيائهم من استمرار ظاهرة الجواميس السائبة وحصدها لأرواح المواطنين في المحافظة دون محاسبة أو عقاب.

صلاح الدين – الرافدين
ما تزال الجواميس السائبة في صلاح الدين تحصد أرواح العراقيين وسط صمت حكومي مطبق عن جهات متنفذة في ميليشيات الحشد تقف خلف هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المواطنين على الطرقات الخارجية الرابطة بين أقضية المحافظة.
ومساء الأربعاء توفي مواطن وأصيب آخر بحادث مروّع بعد اصطدام سيارتهم بجاموس سائب على الطريق الرابط بين مدينة سامراء وقضاء الدور بمحافظة صلاح الدين.
وأثار الحادث الرأي العام في صلاح الدين إزاء صمت الجهات الحكومية عن محاسبة رعاة الجواميس القادمين من جنوب العراق بعد عام 2014، للاستيطان بحماية ميليشيات الحشد الشعبي.
وعبر أهالي المحافظة عن استيائهم من استمرار ظاهرة الجواميس السائبة وحصدها لأرواح المواطنين في المحافظة دون محاسبة أو عقاب، مشددين على أن السكوت عن هذه الظاهرة متعمد ويدخل ضمن حملة التغيير الديمغرافي الذي تقوده أذرع إيران في العراق.
وقال أحد المواطنين من أهالي مدينة سامراء، إن المسؤولين ممن يمثلون المدينة باعوها، ولم يفكروا يومًا سوى بالمنصب والمقاولات، فيما أكد مواطن آخر، أن مربو هذه الجواميس مسنودون من جهات متنفذة لا يجرؤ أحد على الحديث معها.
وطالب الناشط المدني محمد العباسي “بمحاسبة ومحاكمة أصحاب الجاموس لما تسببوه من فقدان لأرواح العديد من أبناء سامراء “، مؤكدًا على أن “هذا مطلب شرعي”.

جاموس سائب يحصد المارة على قارعة الطريق

وتهكم أحد المواطنين على المطالبات بمحاسبة المتسببين بالقول إن “أصحاب الجواميس لديهم حصانة أقوى من حصانة نواب البرلمان”.
وضجت منصات التوصل الاجتماعي بالمطالبات بإرجاع مربي المواشي مع مواشيهم إلى مناطقهم الأصلية، والعمل بقرارات مجلس المحافظة التي تقضي بترحيلهم.
وكان مجلس محافظة صلاح الدين السابق قد صوَّت على مجموعة قرارات عام 2019، منها، ترحيل مالكي المواشي، من مناطق سامراء وتل الذهب وسيد غريب والدجيل، إضافة إلى مصادرة المواشي التي تتجول داخل المدن أو على طرقها الخارجية.
وفرض المجلس غرامة مالية قدرها 25 مليون دينار عراقي (نحو 20 ألف دولار أمريكي) بحق المتسببين بحوادث السير من أصحاب المواشي.
لكن هذه القرارات لم تُنفذ لوجود ضغوط كبيرة من جهات مقربة من ميليشيا الحشد لمنع تنفيذها، بحسب ما أكده أحد أعضاء المجلس، مشيرًا إلى أن الميليشيا حذرت أي طرف من المساس بهم.
ولم يُنكر العضو الذي -فضّل عدم الكشف عن اسمه- “أنّ عددًا قليلًا من الفلاحين كانوا يمتلكون عددًا محدودًا من الجواميس قبل عام 2014، إلا أن الفترة التي تلت هذا التاريخ شهدت قيام ميليشيات الحشد بفتح الباب على مصراعيه أمام مئات الجواميس التي جاء بها أصحابها من محافظات جنوبية كميسان وذي قار والقادسية للاستيطان في صلاح الدين”.
وتعمل أذرع إيران في العراق بعد إفراغ مناطق في المحافظة إبان الحرب مع تنظيم “داعش” على نقل عائلات من محافظات عراقية، بضمنهم عائلات مقاتلي ميليشيات الحشد، للاستيطان في هذه المناطق بهدف تغيير تركيبة السكان الديموغرافية.
كما تعمل الميليشيات الولائية على الاستيلاء على أراضٍ ومناطق في صلاح الدين بعد تهجير أهلها منها، وإسكان عائلات من ذويهم وأقربائهم وغيرهم ممن يعملون لصالحهم.

لا يجرؤ أحد على المساس بالجاموس السائب

ويؤكد ناشطون في المحافظة علم مجلس الحافظة وحتى نواب البرلمان الحاليين برغبة الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران إحداث تغيير ديمغرافي في صلاح الدين وسامراء، على وجه الخصوص.
ومن خلال سيطرة الميليشيات على مناطق شاسعة في صلاح الدين إداريًا وعسكريًا، تعمدت تلك الميليشيات إلى استغلال ثروات تلك المناطق بطرق شتى، منها نشر قطعان كبيرة من الجاموس في مناطق متعددة من المحافظة، وهو الأمر الذي أدى إلى مقتل العديد من المواطنين نتيجة الحوادث المرورية.
ويتهم سكان محليون ميليشيات الحشد في المحافظة بحماية مربي الجاموس، ومنع الأهالي من التقرب منهم، الأمر الذي فاقم الوضع وتسبب بفقدان العديد من أبناء المحافظة بينهم أطباء وإداريون وطلبة جامعيين.
ويشتكي الكثير من أهالي صلاح الدين من المشكلات الكثيرة التي تتسبب بها قطعان الجاموس أثناء تجوالها، سواءً على مستوى الحوادث التي تقع على الطرق الخارجية، أو دخولها لحقول المواطنين الزراعية وتضررها.
وتحدث سائقو المركبات في المحافظة عن معاناتهم في الطرق الخارجية من ظاهرة الجواميس السائبة، وما تسببه من خوف دائم على حياتهم وحياة ركابهم.
وناشد أحد السائقين ممن يعملون على نقل طلبة جامعيين من سامراء إلى تكريت بإيجاد حلول تنقذهم من هذه الحوادث المميتة، فيما أكد آخر على أن هذه الطرق أصبحت مميتة، وما إن يحل المساء حتى تتحول هذه الطرق إلى طرق مرعبة يخشى الناس المرور بها.
وتنتشر الجواميس في المناطق الزراعية القريبة من الطرق الخارجية التي تربط أقضية محافظة صلاح الدين ببعضها، دون وجود أماكن خاصة لتربيتها، وغياب المحاسبة أو الرقابة على تجوالها.
وسبق أن نشر مجموعة من صحفيي مدينة سامراء تقارير إعلامية عن الأضرار التي تسببها قطعان الجاموس، إلا إنهم تعرضوا لتهديدات بالتصفية.
وقد أدانت النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، ما تعرض له الصحفيون في سامراء من تهديد بالتصفية الجسدية على خلفية نشرهم تقارير فيها مطالب بترحيل مربي الجاموس إلى مناطقهم الأصلية.
فيما أشارت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق إلى أن الصحفيين تلقوا اتصالات من مجهولين يهددونهم بالتصفية الجسدية أو الاعتقال في حال لم يتوقفوا عن نشر التقارير التي يطالب المواطنون فيها برحيلهم.

مواطنين وأطباء وموظفين يذهبون ضحية الجاموس السائب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى