أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق تستنكر التماهي الفج لترامب مع الاحتلال بتهجير أهالي غزة عن أرضهم

هيئة علماء المسلمين في العراق: يظهر من الموقف غير الإنساني وغير القانوني الذي تبنّاه ترامب؛ حجم المعاناة والخيبة الأمريكية التي شاركت في عدوان الاحتلال بالأنواع والأشكال كافة من التجهيز بالسلاح والإسناد العسكري، مرورًا بالدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي، إلى مرحلة المشاركة المباشرة في تنفيذ عمليات خاصة داخل قطاع غزة.

عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان في تماهٍ فج مع تصريحات الاحتلال الصهيوني في أثناء العدوان بتهجير أبناء القطاع بتصريحات مستعجلة بشأن فرض النزوح القسري على أهالي قطاع غزة نحو دول الجوار.
وعبرت الهيئة في بيان أصدرته الثلاثاء الثامن والعشرين من كانون الثاني الجاري، عن عدم استغرابها من صاحب “صفقة القرن” التي سبق أن وضع أسسها في ولايته السابقة بهدف تأمين ما تسمى “إسرائيل”، ومنحها صلاحيات ذات نفوذ أوسع في فلسطين خاصة وبما يمهد لسطوة واسعة النطاق في المنطقة كلها.
وأشار البيان إلى أنه يظهر من الموقف غير الإنساني وغير القانوني الذي تبنّاه ترامب؛ حجم المعاناة والخيبة الأمريكية التي شاركت في عدوان الاحتلال بالأنواع والأشكال كافة من التجهيز بالسلاح والإسناد العسكري، مرورًا بالدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي، إلى مرحلة المشاركة المباشرة في تنفيذ عمليات خاصة داخل القطاع؛ الأمر الذي سارع فيه الرئيس المتهافت على تمكين المشروع الصهيوني -الذي من أهدافه إفراغ قطاع غزة- إلى إطلاق تصريحاته بشأن نقل جزء من الغزيين إلى دول المحيط الجغرافي لفلسطين، ليغطي -من جهة- على إخفاق العدوان وفشله في الوصول إلى أهدافه كاملة، ويمهد -من جهة أخرى- لاستئناف الانتقام بالانتقال من حالة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، إلى حالة الشروع بارتكاب جرائم التهجير القسري للسكان.
وذكر بيان هيئة علماء المسلمين في العراق “إن الأحداث التي حفلت في اليومين الماضيين بمشاهد تُظهر عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين مع أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وهم يعودون -وحناجرهم تصدح بالتكبير- إلى مناطقهم على الرغم مما فيها من مساكن هدمت ومنشآت نُسفت من جرّاء العدوان؛ تؤصلُّ لصلابة شعبية ومبادئ مفعمة بالإيمان؛ لا يفقهها ترامب ولا أحد من قادة الاحتلال وحكومته العبرية، حيث أمسى أهل غزة بمقاومتهم وحاضنتها الشعبية يؤكدون بمواقفهم على تمسكهم بحقهم في الأرض والوطن وما فيهما من مقدسات، وأن التضحيات التي بذلوها في هذا السبيل تشد أزرهم للبقاء على خيارهم هذا الذي يحظى بتأصيل: شرعي، وتأريخي، وقانوني، وإنساني”.

هذا الطفل في بيت حانون يعري غطرسة نتنياهو

وتساءل البيان إذا كان “حق العودة”؛ جزءًا أصيلًا من ثوابت القضية الفلسطينية؛ فإنّ رهان الاحتلال وحزبه من القوى الكبرى الداعمة له، أو الصغرى المطبعة معه بالسعي نحو تهجير الفلسطينيين من غزة؛ خاسر بالمقاييس كلّها، لأن ثوابت القضايا لا تنقضها المؤامرات، وإرادات الشعوب لا تكبحها الاعتداءات، وقد عبّر أبناء غزة عن ذلك بعودتهم الكبرى إلى مناطقهم في إعلان صريح وواضح عن رفضهم لمخططات التهجير، ورد بليغ على كل من يسعى إلى إبعاد الفلسطينيين عن ديارهم.
وأضاف “إنّ الرأي العام الذي طالما تشدّق بحقوق الإنسان والحريات العامة؛ مُطالبٌ اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يعترف بتقصيره في دعم حق الشعب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة، وبنكوصه عن الإقرار بالقول الفصل الذي يقوم على تأكيد انتصار غزة التي صمدت أمام جرائم الإبادة رغم وحشيتها، ورفضت الاستسلام لجرائم التهجير القسري التي حاول الاحتلال بعدوانه منذ وقت مبكر ارتكابها في مناطق شمال قطاع غزة، ثم يعقب هذا الاعتراف تبني مواقف وبرامج وأحكام ملزمة للجميع تقوم على تحصين الفلسطينيين وتمكينهم للحفاظ على أرضهم وحظر مشاريع تهجيرهم، ولا سيّما أنهم قد أثبتوا هذا الحق بتمسكهم وإصرارهم على البقاء، على الرغم من أمواج الموت المتلاحقة طوال مدة العدوان الظالم.”
واختتم بيان الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق بالقول “إن على الرأي العام الإسلامي والعربي؛ واجبات كثيرة في هذا الشأن تلتحق بسلسلة مطالب الأمّة الواجب تنفيذها تجاه القضية الفلسطينية وقضية غزة على وجه خاص، وإذا كان التعبير عن رفض مشاريع تهجير الفلسطينيين من غزة من أولى خطوات الرد المعتبر من جانب الشعوب والمؤسسات والنخب والأنظمة على تصريحات الرئيس الأمريكي؛ فإن العمل على وقف الأطماع الأمريكية في المنطقة هو الخطوة العملية لهذه المواقف”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى