أمير قطر في دمشق لدعم الشرع كرئيس سوري للمرحلة الانتقالية
قطر ترحب بتنصيب قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، رئيسا للبلاد خلال الفترة الانتقالية، وبالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.
دمشق- الرافدين
حل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، في العاصمة دمشق، في أول زيارة لسوريا يجريها قائد دولة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأفاد الديوان الأميري القطري في بيان، بوصول الأمير تميم إلى دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
وأضاف البيان أنه كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار دمشق الدولي الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الحكومة محمد البشير، ووزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق.
ورحبت دولة قطر بتنصيب قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، رئيسا للبلاد خلال الفترة الانتقالية، وبالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.
وتعد قطر أول دولة تتفاعل مع تعيين الشرع رئيسا لسوريا خلال الفترة الانتقالية، وهو أمر كان متوقعا.
وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان على أن “المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن كافة المكونات دون إقصاء، حفاظا على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة”.
وجددت الوزارة “دعم دولة قطر الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم”.
وهذه أول زيارة لأمير قطر إلى سوريا منذ أكثر من 14 عاما، ويعد أول قائد دولة عربية أو أجنبية يزور سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وسبق أن كشف وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، خلال زيارته لدمشق، عن تلقي أمير البلاد تميم بن حمد دعوة لزيارة سوريا، مشيرا إلى أنها ستكون “في المستقبل القريب”
وقال مسؤول أمريكي ومصدر دبلوماسي كبير في وقت سابق من الشهر الجاري إن قطر تخطط للمساعدة في تمويل زيادة كبيرة في أجور القطاع العام في سوريا تعهدت بها الحكومة الجديدة.
وأضافا أن قطر، التي دعمت فصائل من المعارضة المسلحة ضد الأسد لفترة طويلة، تضغط على واشنطن لإصدار إعفاء من العقوبات يسمح لها بتوفير التمويل عبر قنوات رسمية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، زار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دمشق.
وفي كانون الأول، قالت قطر بعد أسبوع من الإطاحة بالأسد إنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 13 عاما من إغلاقها.
وأغلقت قطر سفارتها في دمشق في تموز 2011 بعد سحب السفير احتجاجا على قمع الأسد للمتظاهرين وأعمال العنف التي تفاقمت إلى حرب أهلية استمرت 13 عاما.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، إن بلاده تبذل جهودا في سبيل رفع العقوبات عن سوريا من اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف بن عبد الرحمن، إن بلاده ترفض “إجراء إسرائيل الأرعن بالتوغل في المنطقة العازلة في سوريا”.
وقال “تحدثنا مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وأكدنا ضرورة الانسحاب الإسرائيلي، وألا يشكل التوغل واقعا جديدا”.
وعن العقوبات المفروضة على سوريا، ذكر بن عبد الرحمن، أنها كانت مفروضة على نظام الأسد وليست منطقية الآن، ولا يتوقع من الإدارة الجديدة معالجة المخاوف الدولية والعمل لشعبها في ظل العقوبات معا.
وشدد على أن قطر تبذل جهودا في سبيل رفع العقوبات منذ اليوم الأول لسقوط النظام.
واعتبر وزير الخارجية القطري أن رؤية الشرع للأقليات في سوريا “مبشرة بالخير”.
وأكد أن الإدارة السورية الجديدة تسعى إلى الحفاظ على النسيج المجتمعي المتنوع.
وقال بن عبد الرحمن “نريد رؤية سوريا دولة مواطنة تقوم على الكفاءة لا الطائفية، وواثقون من وعي الشعب السوري تجاه وحدة أراضيه”.