هيئة علماء المسلمين: الاعترافات الأمريكية ذات الطابع الرسمي تؤكد أن العدد الكبير لقتلى جنود الاحتلال الأمريكي نتاج عمل مقاوم مشروع
هيئة علماء المسلمين: اعترافات المرشحة لإدارة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد المتعلقة بغزو واحتلال العراق تطور مهم جدًا يسهم في تحميل الولايات المتحدة وقادتها المزيد من المسؤوليات القانونية والأخلاقية.
عمان – الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن عضوة مجلس النوّاب الأمريكي السابقة تولسي غابارد التي رشحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية؛ اعترفت بالمبررات الكاذبة التي اتكأت عليها واشنطن لغزو العراق واحتلاله بدون قرار من مجلس الأمن.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في بيان لها أن “هذه التطورات المهمة على مستوى المواقف والتصريحات تضع أمام الرأي العام والقوى المؤثرة عالميًا وإقليميًا، فضلًا عن النظم الرسمية في العالمين الإسلامي والعربي؛ واجبات ذات أبعاد ومديات من شأنها تأمين مستقبل المنطقة ومآلات أوضاعها، ويأتي نقض وإبطال النظام السياسي القائم في العراق على رأسها؛ لأنه نتاج عمل خاطئ وإخفاقات وفشل وتلفيق على الصعيدين الاستخباري والعسكري كما نصت على ذلك مرشحة الرئيس الأمريكي لمنصب (مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية)”.
وأضافت الهيئة في بيانها أن “هذه الواجبات ينبغي أن تلحق بها مسؤولية العمل على إعادة الحياة للعراق واتخاذ خطوات جادة في هذا السبيل تبدأ من رد الاعتبار للقوى العراقية المناهضة للاحتلال وعمليته السياسية المبنية على المحاصَّة الطائفية والعرقية؛ ليتسنّى لها مرة أخرى عرض مشروعها الوطني الكبير -الذي أعلنت عنه منذ عشرين سنة- لأنه المفضي إلى إنقاذ العراق والمنطقة والتأسيس للحياة المُثلى التي تليق بالعراقيين جميعًا”.
وعدت الهيئة في بيانها “تصريحات غابارد عن مقتل عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، بموازاة إقرارها بسقوط ملايين الضحايا من المدنيين الأبرياء؛ تمثل تطورًا مهمًا جدًا يسهم في تحميل الولايات المتحدة، والدول المشاركة معها في احتلال العراق؛ المزيد من المسؤوليات القانونية والأخلاقية والتأريخية، إزاء جرائم الحرب الأمريكية التي ارتُكبت في العراق من جهة، ويصب في صالح الاعتراف بأثر فعل وجهد المقاومة العراقية، ومشاريع القوى المناهضة للاحتلال”.
وبينت أن “اعترافات (غابارد) والمعلومات المقترنة بها أيضًا تؤكد أن سلاح المقاومة العراقية لم يكن مصوبًا إلا نحو قوات الاحتلال دون سواها لا كما تم ترويجه قديمًا تحت مسمى (الإرهاب)، ولا كما يجري حديثًا على أيدي الميليشيات الطائفية التي يتم تصديرها تحت مسمى (المقاومة)، على الرغم من بطلان هذا الوصف عنها بما هو مثبت على أرض الواقع ومعزز بالشواهد”.
وقالت الهيئة إن “غابارد اعترفت بالحجم الهائل للخسائر الأمريكية جرّاء عمليات المقاومة العراقية، فضلًا عن الفشل الأمريكي على أكثر من مستوى في هذا الصدد، وبما يُظهر ما كانت الولايات المتحدة تعمل على إخفائه على مدى أكثر من عقدين لتعطي صورة مغايرة لحقيقة ما يجري في العراق ولا سيّما على الساحتين السياسية والأمنية.
ولفت بيان الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين إلى أن “الخلافات المستدامة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة؛ التي تظهر بين حين وآخر على خلفيات الانتخابات أو تعيين المسؤولين في إدارات البيت الأبيض المتعاقبة؛ من شـأنها تثبيت الحقائق والمصادقة على ما هو مؤصل في المشهد العراقي منذ اثنتين وعشرين سنة”.
وتابع البيان “ها هي المرشحة لمنصب غاية في الحساسية من حيث المعلومات السرية وتفاصيلها، والتي عملت ضمن وحدات جيش الاحتلال الأمريكي في العراق منذ سنة (2005م)؛ تكشف مجددًا عن حزمة من المعلومات التي كانت المقاومة العراقية والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال تتحدث بها منذ ذلك الحين، ولم تجد آذانًا مصغية -مع الأسف-“.
ونددت تولسي غابارد مرشحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، بغزو العراق ووصفته بأنه قرار كارثي .
وقالت غابارد إن الفشل التام للاستخبارات من جانب إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش كان مسؤولا عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
واعترفت (غابارد) أثناء مثولها في جلسة أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس (20/ 1/ 2025م)، بأن “الاستخبارات الخاطئة أو غير الكافية أو المسلحة قد أدّت إلى إخفاقات باهظة الثمن… وبأن المثال الأكثر وضوحًا على أحد هذه الإخفاقات هو غزو العراق واحتلاله بناءًا على تلفيق كامل أو فشل كامل للمخابرات، حيث أدى هذا القرار الكارثي إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، وملايين الأشخاص في الشرق الأوسط، والهجرة الجماعية، وزعزعة الاستقرار…”.
وأشارت إلى أن “ما تسمى أسلحة الدمار الشامل في العراق؛ هي أنموذج لإخفاق الاستخبارات الأمريكية، وانتهاكاتها التي آلت إلى تمكين النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة”.