رفض عربي وإسلامي شعبي وحكومي لاستيلاء ترامب ونتنياهو العبثي على غزة
الشعوب والحكومات العربية والإسلامية تطالب الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب إلى التراجع عن التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه.
إسطنبول– الرافدين
تصاعدت أصوات الرفض الشعبي العربي والإسلامي والحكومي لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحوله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، مما ضرب عرض الحائط بالسياسة الأمريكية المستمرة منذ عقود تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأثار تنديد الدول العربية.
وأثارت هذه الخطوة الصادمة إدانة سريعة من السعودية التي تتمتع بثقل إقليمي ويأمل ترامب أن تطبع العلاقات مع إسرائيل.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية”.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأربعاء، إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضه أو فرض الوصاية عليه.
وجاء في بيان لحماس “ندين بأشد العبارات ونرفض تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الرامية لاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه”.
وأضاف أن تصريحات ترامب عدائية للشعب الفلسطيني وقضيته، وأنها لن تخدم الاستقرار في المنطقة و”ستصب الزيت على النار”.
وتابع “نؤكد بأننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدًم أنهاراً من الدماء لتحرير أرضنا من الاحتلال ولإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
ودعت حماس الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات “غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطيني في أرضه”.
وذكر سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأربعاء أن تصريحات ترامب “سخيفة”.
وقال لرويترز “تصريحات ترامب حول رغبته بالسيطرة على غزة سخيفة وعبثية، وأي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة”.
وكشف ترامب عن خطته المفاجئة، دون الخوض في تفاصيل، خلال مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال ترامب للصحفيين “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا فيه أيضا. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع”.
وأضاف “إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنسيطر على تلك المنطقة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”.
وجاء الإعلان بشأن غزة في أعقاب اقتراح ترامب الصادم في وقت سابق الثلاثاء بإعادة توطين سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني فلسطيني في الدول المجاورة بشكل دائم، كما وصف القطاع بأنه “موقع هدم”.
وتصدر عنوان “الاستيلاء على غزة”، كبريات الصحف والمجلات الأمريكية،
ورأت المجلة الأمريكية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم، مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط.
وسيطرة الولايات المتحدة على غزة بشكل مباشر تتعارض مع سياسة أمريكية ودولية راسخة منذ وقت طويل تعتبر غزة والضفة الغربية المحتلة جزءا من دولة فلسطينية في المستقبل.
ويتوقع ترامب أن يعارض كل من الحلفاء والأعداء بشدة أي سيطرة أمريكية على غزة. ويثير اقتراحه تساؤلات عما إذا كانت السعودية ستكون مستعدة للاستجابة للجهود الأمريكية الرامية إلى تطبيع تاريخي بين المملكة وإسرائيل.
وقالت السعودية إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل بدون قيام دولة فلسطينية، مما يتناقض مع ادعاء ترامب بأن الرياض لم تطلب وطنا للفلسطينيين عندما قال إن الولايات المتحدة تريد الاستيلاء على غزة.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية في البيان “تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال”.
وقال ترامب إنه يخطط لزيارة غزة وإسرائيل والسعودية خلال رحلة مستقبلية إلى الشرق الأوسط، لكنه لم يذكر موعد الزيارة.
ولم يناقش نتنياهو، الذي أشار إليه ترامب عدة مرات بلقبه “بيبي”، الاقتراح بعمق بخلاف الثناء على الرئيس الأمريكي لاتباعه نهجا جديدا.
وقال نتنياهو إن ترامب “يفكر خارج الصندوق بطرح أفكار جديدة.. ويظهر استعدادا لنسف التفكير التقليدي”.
وتجمع عدد من المناصرين للقضية الفلسطينية أمام البيت الأبيض، للاحتجاج على استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك تزامنا مع اجتماع نتنياهو وترامب في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، الثلاثاء.
وشارك مئات الأشخاص من مختلف منظمات المجتمع المدني في المظاهرة، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات مثل: “الحرية لفلسطين”، و”توقفوا عن استضافة مجرم حرب”، و”نتنياهو، أنت طاغية”، و”نتنياهو، أنت جبان”.
كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها “رئيس وزراء الإبادة الجماعية”، و”نتنياهو مجرم حرب”، و”إسرائيل تقتل”.
ودعوا إلى اعتقال نتنياهو، مشيرين إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحقه بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها في غزة.
وقال ماثيو واترمان، أحد المشاركين في المظاهرة، إن الولايات المتحدة تدعم منذ 15 شهرا “الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والاحتلال الذي استمر لعقود، وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “نتنياهو جاء إلى هنا ليطلب استخدام ضرائبنا في قمع الشعب الفلسطيني، وهذا أمر يجب أن نحتج عليه ونقاومه”.
وأكد أن الأمريكيين لا يريدون أن تُستخدم أموال ضرائبهم في “ارتكاب الظلم”.
من جانبه أوضح الحاخام يتسحاق دويتش، أن “من السخيف” أن يدعي مجرم حرب تمثيل الدين اليهودي، في إشارة منه إلى نتنياهو.
وتابع “نحن هنا لإرسال رسالة إلى الرئيس ترامب: إذا كنت تريد أن تكون رئيسا للسلام في العالم، فعليك وقف هذه الحركة الصهيونية، وإنهاء هذا الاحتلال الوحشي المستمر منذ أكثر من 76 عاما”.
وأشار دويتش إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يستغل الدين لإضفاء الشرعية على جرائمه”.
وقال فيدان إن تهجير الفلسطينيين من غزة أمر ترفضه دول المنطقة وتركيا، مبينا أن طرح هذه المسألة للنقاش “شيء خاطئ”.
وتابع “هناك اتجاه في العالم نحو قانون الغاب حيث لا أحد يفكر في احتياجات الآخر، والجميع يطبق فلسفة أفعل ذلك لأنني قوي”.
وقوبلت تصريحات ترامب بإدانة من قبل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) الذي قال مديره التنفيذي نهاد عوض “غزة ملك للشعب الفلسطيني وليس للولايات المتحدة، ودعوة الرئيس ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء بشكل مؤقت أو دائم هي دعوة غير مقبولة على الإطلاق”.
وحذر عوض من أنه “إذا تم طرد الشعب الفلسطيني بطريقة أو بأخرى من غزة
بالقوة، فإن هذه الجريمة ضد الإنسانية ستكمل الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين على أرضهم، وستشعل صراعا واسع النطاق، وستدق المسمار الأخير في نعش القانون الدولي، وستشوه صورة أمتنا الدولية بشكل
دائم”.
وقال الخبير السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي إن مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير فلسطينيي غزة قد يحمل نية حقيقية للتنفيذ لكنه يصطدم بعوامل تجعل عملية التطبيق صعبة ومعقدة.
وأوضح الشوبكي، وهو رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، أنه من الممكن أن يكون ترامب يوظف ملف تهجير فلسطينيي غزة كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.