أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مدير مطار بغداد الدولي يكشف العمق الآسن للفشل والفساد بالتباهي بتأهيل الحمامات

مختصون يؤكدون على أن تصريحات مدير مطار بغداد بأن "حمامات المطار هي الأفضل عالميًا" تعكس الواقع المزري للمطار في ظل استمرار التراجع بمستوى الخدمات داخل المطار.

بغداد ــ الرافدين
أثارت تصريحات مدير مطار بغداد الدولي حارث العبيدي استياءً واسعًا بين المواطنين والمراقبين، حيث وصفها البعض بـ”الاستخفاف بعقول العراقيين”.
وتحدث مدير مطار بغداد الدولي عن تأهيل الحمامات، متجاهلًا للقضايا الأكثر أهمية والتي تمس تجربة المسافرين مباشرة، مثل تأخير الرحلات وسوء الصيانة وعدم توفر بيئة مريحة للركاب.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس الفشل الإداري الذريع الذي تعاني منه مرافق الدولة تحت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، والتي لم تنجح في تحسين أوضاع البلاد على مختلف الأصعدة.
وسخر المنتقدون من تصريح العبيدي الذي يزعم من خلاله أن “المرافق الصحية في المطار أصبحت من الأفضل عالميًا”، ما أثار موجة جدل واسعة وانتقادات حادة.
وأكد مختصون على أن المطار لا يحتاج إلى تصريحات إعلامية جوفاء، بل يحتاج إلى إدارة حقيقية قادرة على إحداث تغيير جذري في بنيته التحتية وخدماته.
وأضافوا أن الفساد والمحسوبيات في التعيينات الإدارية تلعب دورًا كبيرًا في إهمال المطار، فبدلًا من تعيين شخصيات كفؤة، نجد أن المناصب تُمنح وفق الولاءات السياسية ما يفسر هذا الفشل المتواصل.
ودعا الباحث الأكاديمي محمد علي، الجهات المعنية إلى إقالة مدير مطار بغداد الدولي بعد تصريحاته الأخيرة التي اقتصرت على تحسين المرافق الصحية في المطار.
وقال إن تركيز مدير المطار على تطوير المرافق الصحية فقط يعد إهمالًا لبقية الخدمات الأساسية الأخرى، مثل المقاعد والقاعات الخاصة بالمسافرين، إضافة إلى خدمة استلام وتسليم الحقائب.
وأشار إلى أن مطار بغداد الدولي يعد الواجهة الأولى التي يراها أي زائر أجنبي يدخل العراق، مما يجعل من غير المقبول أن يظهر المطار بمظهر متهالك رغم تحسين المرافق الصحية.
وأوضح أن تصريح العبيدي يعد استخفافًا بعقول المواطنين ويكشف عن تقصير واضح في إدارة المطار.

مختصون: مطار بغداد الدولي لم يشهد أي تطوير حقيقي والإدارة الحالية فشلت في تحسين الخدمات

وتتوالى الانتقادات حول تدهور الخدمات في المطار الذي يُفترض أن يكون بوابة العراق إلى العالم وعلى الرغم من الشكاوى المستمرة من المسافرين حول سوء الإدارة وإهمال البنية التحتية للمطار.
وتتراكم المشاكل في مطار بغداد الدولي، بدءًا من تعطل أجهزة استلام الحقائب، مرورًا بتدهور القاعات وسوء التنظيم وصولًا إلى غياب أي خطط تطوير حقيقية.
وانتقد النائب عدنان حسين السعبري الوضع المزري في مطار بغداد، مطالبًا بتدخل رئيس الوزراء لحل المشاكل المتفاقمة.
وأشار إلى أن “ما يحدث في المطار يمثل صورة مصغرة عن فشل الحكومة في إدارة البلاد”.
وأكد السعبري على أن السقوف في قاعة بابل تخضع لأعمال صيانة منذ أكثر من 17 يومًا دون إنجاز، بينما يبقى توزيع الحقائب معطلًا والمسافرون يعانون من ساعات الانتظار الطويلة دون حلول.
وأشار مختصون في قطاع النقل الجوي إلى أن مطار بغداد الدولي أصبح من أسوأ المطارات الإقليمية بسبب الإهمال وغياب الإدارة الفعالة.
وقال الخبير في الطيران المدني كمال الربيعي، إن المطار لم يشهد أي تطوير حقيقي منذ سنوات، وما زالت مشاكله تتفاقم يومًا بعد يوم بينما المسؤولون منشغلون بتصريحات لا تمت للواقع بصلة.
وأضاف أن المطار يفتقر إلى أبسط الخدمات التي تجعل تجربة المسافر مريحة مقارنة بالمطارات الإقليمية، فبينما تتجه الدول المجاورة إلى توفير تقنيات حديثة وخدمات راقية، نجد مطار بغداد يتحدث عن الحمامات وكأنها إنجاز غير مسبوق.
ويعد مطار بغداد مرفق حيوي يمثل بوابة العراق إلى العالم ويعكس صورة حضارية عن البلاد، إلا أن الواقع مغاير تمامًا، فالمطار الذي يستقبل آلاف المسافرين يوميًا يعاني من سوء الإدارة غياب التنظيم الخدمات المتردية، وتأخر مستمر في الصيانة والتطوير.
وشكى مسافرون من حالة الفوضى داخل مطار بغداد وعدم توجد أي إرشادات واضحة للمسافر، فضلًا عن تهالك المقاعد في القاعات، مؤكدين غياب أبسط الخدمات، فيما تتحدث الجهات الحكومية عن حمامات جديدة وكأنها إنجاز تاريخي.
ويبقى مطار بغداد الدولي شاهدًا على فشل إدارة الدولة، إذ أنه بدلاً من تطوير أنظمة الملاحة وتوسعة المدارج وتحسين تجربة السفر، أصبح المسؤولون يتحدثون عن الحمامات باعتبارها “إنجازًا” في الوقت الذي تسعى فيه دول الجوار إلى تحويل مطاراتها إلى مراكز جذب سياحي واستثماري.
وتتصاعد المطالبات بإقالة مدير المطار، بل وتوسيع التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء استمرار التراجع في خدماته.
وأجمع باحثون أن المطار يجب أن يتناسب مع مكانة العراق وسمعته، ومن الضروري أن يعكس صورة مشرفة للعراق أمام العالم. مطالبين أن يتولى إدارة المطار شخص كفء ونزيه من أصحاب الاختصاص، بما يساهم في تحسين مستوى الخدمات وتطوير المرافق في المطار.
وشددوا على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لإقالة العبيدي وتكليف شخص آخر قادر على ارتقاء مستوى خدمات المطار بما يتماشى مع تطلعات المواطنين والزوار الأجانب.
وأكدوا على أن الحل لن يأتي دون محاسبة فعلية للمسؤولين عن هذا التردي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يتحمل مسؤولية تدهور المؤسسات الحكومية، بما فيها هذا المرفق الحساس الذي يمثل واجهة العراق الأولى أمام العالم.

مسافرون بين معاناة الانتظار وغياب الخدمات في مطار بغداد الدولي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى