فلسطيني محرر حفرت ندوب التعذيب جسده الهزيل
الأسير المحرر غالب الرضيع يؤكد أنه خلال شهور الأسر القاسية، كان على وشك الموت أكثر من مرة، ونطق الشهادة 4 مرات، حيث كان يعيش بين الحياة والموت بسبب التعذيب.
غزة- على سرير في غرفة المستشفى بقطاع غزة، استلقى غالب الرضيع (64 عاما)، الأسير المحرر الذي أنهكته سجون إسرائيل، وقد حفرت ندوب التعذيب على جسده الهزيل، وأضافت تجاعيد الزمن ملامح أعمق من عمره، فيما بقيت عيناه تحملان نظرة يملؤها الألم والمعاناة.
ويروي جسده الواهن ويلات الأسر، حيث الندوب العميقة على قدميه وتورمهما شهادة قاسية على العذاب الذي تعرض له.
ورسمت شهور الاعتقال وأثار التعذيب من السجان الإسرائيلي خارطة معاناته على جلده المنهك، فيما بقي غير مصدق أنه خرج أخيرا من ظلمات الأسر إلى نور الحرية.
وقال فور وصوله “ولدت من جديد”، في إشارة لحياة جديدة.
والسبت، وصل المحرر الرضيع إلى مستشفى غزة الأوروبي، بعد إطلاق سراحه ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.
الرضيع، الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي بعد السابع من تشرين الأول 2023 من شمال غزة، خرج من الأسر بجسم منهك عليه آثار تعذيب لا تزول مع مرور الزمن.
عند وصوله إلى قطاع غزة، استقبله أقاربه وأبناؤه بالأحضان والزغاريد، لكن فرحة اللقاء لم تخفِ آثار معاناته التي ظهرت بوضوح على جسده ووجهه وقدميه.
فقد عانى الرضيع من ظروف أسر قاسية تنقلت به بين 4 سجون إسرائيلية، حيث تعرض للضرب والإهانة والإذلال.
وقال “قضينا ليالينا في البرد القارس على الحصى في الخلاء، حيث تعرضنا للضرب والإهانة وأنا مريض”.
ولم يتوقف الجنود الإسرائيليون عن توجيه الشتائم له، ووصفوه بأشنع الكلمات، كما استقبله المستوطنون عند أسره بالضحك والسخرية.
وأوضح الرضيع أنه خلال شهور الأسر القاسية، كان على وشك الموت أكثر من مرة، وقال “نطقت الشهادة 4 مرات، كنت أعيش بين الحياة والموت بسبب التعذيب”.
ولم يقتصر الانتهاك على التعذيب الجسدي والنفسي فقط، بل أجبره جنود الجيش الإسرائيلي عند مغادرته السجن على ارتداء قمصان تحمل شعارات عنصرية، منها “نجمة داود” وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة “لا ننسى ولا نغفر” من كلا الجانبين.
كما وضعوا في يده سوارا يحمل عبارة: “الشعب الأبدي لا ينسى.. أطارد أعدائي وأمسك بهم”.
والسبت أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرا، بينهم 333 من غزة، ممن اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول 2023، إضافة إلى 36 من أسرى المؤبدات.
وتشمل صفقة “طوفان الأحرار” في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرا فلسطينيا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وفي كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.