أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

صفقة جاموس فاسدة تنشر وباء في العراق وتودي إلى نفوق عشرات الآلاف من الماشية

يواجه مربو الجاموس مشكلة التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ بعضهم إلى رمي الجثث على الطرقات العامة، مما يزيد من خطر انتشار العدوى، مع تأخر عمليات الإزالة يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض.

بغداد- الرافدين
كشف نفوق عشرات الآلاف من الجاموس في مدن عراقية عن صفقة استيراد فاسدة لماشية مستوردة من الهند ودول أمريكيا اللاتينية تقف خلفها جهة متنفذة داخل حكومة الإطار التنسيقي.
وتحدث مربو الجاموس في منطقة الفضيلية شرق بغداد وفي محافظة بابل عن نفوق الآلاف من ماشيتهم بعد انتشار وباء غامض وصل مع نوع من الجاموس المستورد من الهند والاكوادور.
وكشفت تقارير مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أن عناصر البلدية يجمعون مئات الأطنان يوميا من جاموس نافق في طرقات منطقة الفضيلية والمناطق القريبة منها فضلا عن محافظة بابل.
ومع استمرار تفشي الفيروس، يواجه مربو الجاموس مشكلة التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ بعضهم إلى رمي الجثث على الطرقات العامة، مما يزيد من خطر انتشار العدوى، بينما تقوم فرق البلدية والبيطرة بجمع هذه الجثث وإتلافها، إلا أن تأخر عمليات الإزالة يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض.
ويسكن في الفضيلية التي تقع شرق بغداد مربو الجاموس الذين يتاجرون بمنتجات الألبان.
وبدت ردود الفعل الحكومية هزيلة عن المجزرة التي تسببت بنفوق عشرات الآلاف من الماشية، حيث وجه وزير الزراعة في حكومة الإطار التنسيقي عباس المالكي، يوم الإثنين، باستنفار جهود الوزارة وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة إصابات الجاموس.
وقال مربو الجاموس إن “فيروس غامض” انتشر فجأة بين الجاموس المستورد، وهذا يعني أن الصفقة الاستيراد يشوبها الفساد وتقف ورائها جهة متنفذة، والا لخضعت للفحص الطبي قبل السماح بدخولها إلى العراق.
وقال بيان لوزارة الزراعة بأنه تم تشكيل غرفة عمليات واستنفار الجهود والأنشطة والفعاليات البيطرية اللازمة بشأن متابعة الحالات المرضية التي أُصيبَ بها حيوانات الجاموس في مناطق الفضيلية وجرف النداف والنهروان وحي الوحدة في محافظة بغداد.
وأدى انتشار “فيروس غامض” إلى نفوق عشرات الآلاف من رؤوس الجاموس، وسط عجز المربين عن احتواء الأزمة وتأخر استجابة الجهات المعنية، وذلك في محافظة بابل قبل انتشاره في بغداد.
ونقلت منصات إعلامية عن مربي الجاموس، حامد رهيف في محافظة بابل، تأكيده أن الخسائر فادحة والفيروس مستمر بالانتشار، حيث فقد لوحده 25 رأسا حتى الآن، بينما فقد مربون آخرون أعدادا أكبر.
وقال إن “المرض اجتاح القرية منذ 10 أيام، والمواشي تصاب بارتفاع حرارة شديد ثم تموت سريعاً، حاولنا العلاج لكن دون فائدة، والبيطرة لم توفر اللقاحات في الوقت المناسب”.
ويُراقب مرض الحمى القلاعية الموجود في العراق منذ عقود عن كثب بسبب انتقاله السريع وتأثيره الاقتصادي المدمر، لكن هذا العام يتميز بشدة الإصابات غير المسبوقة منذ سنوات في البلاد، وفقا للوحدات البيطرية في محافظة نينوى في الشمال.
وحددت تحاليل عينات أرسلت الى تركيا المجاورة سلالة “SAT2” التي لم يسبق أن أبلغ عن وجودها في العراق، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
ولا تقي اللقاحات المستخدمة في العراق من هذا الفيروس المتحول، لذا يتعين على السلطات الحصول على اللقاح المناسب لوقف انتشاره.
ويقول سعدون رومي البالغ من العمر 26 سنة وهو مربي جواميس من بلدة بادوش القريبة من الموصل “هذا المرض أصاب الحيوانات في السابق لكن هذا العام الإصابات أكبر وأوسع”.
ويؤكد هذا الشاب أن “كل يوم هناك 20 إلى 25 حالة في القرية”.

تأخر العلاج البيطري يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة
وفي فناء منزله يعتني بجواميسه وبينها واحدة جاثية على الأرض تأكل العلف بضعف لأنها مصابة بالفيروس بعدما نفقت خمسة جواميس أخرى من قطيعه. وكانت كل جواميسه خضعت للتطعيم خلال حملة نفذتها السلطات العام 2021.
ويرى هذا الشاب أن اللقاحات التي استخدمت غير فاعلة، وقال “مرض الحمى القلاعية دمر الماشية”.
وبين هذا المرض وارتفاع أسعار الأعلاف الذي دفع بالمربين إلى تقليل كميات أكل الحيوانات، انخفض الى النصف إنتاج الحليب في مزرعة هذا الرجل المسؤول عن أربعة أطفال.
ويقول “الجاموس الواحد حاليا لا يدر 25 كيلوغراما من الحليب في اليوم الواحد، بعدما كان قبل الإصابة يدر برميلا كامل (50 كيلوغراما)”.
في حين لا يشكل مرض الحمى القلاعية “تهديداً مباشراً لصحة الإنسان”، فإنه شديد العدوى للماشية من جواميس وأغنام وماعز وغيرها، وفقًا للفاو.
ويتميز بظهور تقرحات بالفم وعلى الأغشية المخاطية للفم والأنف والثدي وعلى المخالب.
وتفيد المنظمة الاممية أن “المرض يستطيع أن يسبب نسبة نفوق عالية في الحيوانات الحديثة الولادة والعهد، وتقليل الوزن كثيراً، وخفض ناتج الحليب ومعدلات الخصوبة للتكاثر.”
وحذرت المنظمة من أن “الحيوانات المصابة بالمرض تبيت بالغة الضعف بحيث تعجز عن عزق التربة أو أداء مهمات الجرّ للحصاد. ولا يصبح بوسع المزارعين بيع الحليب الذي ينتجونه نظراً لخطر العدوى بالفيروس، مما يُقوِّض أمنهم الغذائي.”
ويؤكد بلو الرومي البالغ 90 عاما “تأثرت حيواناتنا كثيرا نتيجة المرض”.
ويقول “عندما يصيب مرض الحمى القلاعية الحيوان بالكاد تحمله اقدامه وحليبه يفسد”. وقد نفق عجل من قطيعه المكون من 20 جاموسًا،
ويقول خالد شلاش مساعد ممثل الفاو في العراق لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بعد أخذ 12 عينة من نينوى وبغداد وديالى، سمحت التحاليل المخبرية بتحديد العترة SAT2 في إشارة الى مناطق في جنوب إفريقيا ينتشر فيها.
ويشير إلى أن “هذه العترة لم تكن موجودة في العراق ولم يتم استخدام اللقاح ضدها سابقا فيه”.
ويوضح المسؤول أنه للحد من انتشار المرض، تقوم السلطات بحملات تطهير وتعقيم وفرض قيود على حركة الحيوانات، مضيفًا أن خبراء الفاو يقدمون خبراتهم لدعم الجهود الحكومية.
ولا تزال الوحدات البيطرية غير معرفة “من أين وكيف وصل هذا الفيروس إلى العراق؟”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى