أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

تدمير ما تبقى من مسجد الشهوان في الموصل الذي يعود إلى 857 سنة

المعماري العراقي إحسان فتحي: عار على كل من سبب وشارك في إزالة ما تبقى من هذا المبنى التاريخي النادر لجامع الشهوان في الموصل، والآن ننتظر أن تقوم إحدى الجهات بإعادة بناء المبنى بشكل جديد تماما وبهيئة جديدة لا تمت بأي صلة للمبنى الأصلي.

الموصل- الرافدين
دمرت السلطات الحكومية أحد أهم المعالم الإسلامية في مدينة الموصل عندما أجهزت على جامع الشهوان أو جامع شيخ الشط الذي يعود تأسيسه إلى عام 1168 ميلادية.
ويقع المسجد الذي يحسب عمره 857 سنة على ضفاف نهر دجلة في محلة الشهوان في الموصل.
وبنى الجامع الذي يطل على نهر دجلة زين الدين أبو الحسن علي بن بكتكين المتوفي سنة 593 هجرية.
وأنشأ فيه مدرسة وقام بالتدريس فيها كمال الدين بن يونس وسميت بالمدرسة الكمالية.
وجدد بنائها وبنى أروقة فيها أحمد باشا بن بكر أفندي الموصلي وأقام منبرا فيها وصار يعرف بجامع الشهوان.
وكذلك أقام فيها للحاج محمد أفندي الأفغاني تكية ولذلك يعرف الجامع بشيخ الشط لأن الأفغاني مدفون في هذه التكية.


المعماري إحسان فتحي: هل من جهة توقف هذا التخريب والتشويه لتراث الموصل وتحاسب المخالفين والمعتدين

وبعد عمليات القصف التي طالت مدينة الموصل من قبل القوات الحكومية ودمرت مدينة الموصل القديمة عام 2017 بقيت بعض الأجزاء والأسس الأصلية من هذا المبنى المتميز الذي يرجع تاريخه إلى الفترة الزنكية، إلا أن عدم الإحساس بالمسؤولية التاريخية فضلا على الضغينة تجاه الموصل “مدينة الكرام” دفع السلطات إلى تدمير ما تبقى من هذا المبنى الأثري بدلا من الحفاظ على أسسه التاريخية وإعادة تشييده.
وسبق أن أعلن مدير مفتشية الآثار في نينوى، رويد الليلة، عن البدء برفع الأنقاض في جامع باب الشط التاريخي تمهيدا لإعادة إعماره من قبل متبرعين.
وقال المعماري العراقي إحسان فتحي إن ما حصل من تدمير لجامع شيخ الشط أو الشهوان، مع مرقد الشيخ الأفغاني، حصل للكثير من الأبنية التاريخية لمدينة الموصل.
وكتب فتحي المتخصص في الحفاظ على التراث العراقي “في جميع دول العالم المتحضر تسعى السلطات المسؤولة عن ترميم أو إعادة بناء الأبنية التاريخية المتضررة من جراء الحروب والحرائق والهزات الأرضية والأعمال التخريبية المقصودة كما حصل مؤخرا في غزة على يد الجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى الاحتفاظ بأقصى ما يمكن من هذه الأجزاء الأصلية وضمها ضمن المبنى المرمم أو الجديد”.

المدرسة الكمالية وجامع الشهوان

وأكد على أن هذه الأجزاء التاريخية الأصلية، مهما قل حجمها، تعتبر وثيقة تاريخية لا يستهان بها لأنها ستبقى الدليل الشاخص على الحدث التاريخي أو على الجهة المسؤولة عن تدميرها كجريمة ثابتة تراها الأجيال القادمة.
وأضاف “أما في الموصل، فالجهات المسؤولة عن موقع بقايا المدرسة الكمالية وجامع شيخ الشط، وافترض أنها الوقف السني وهيئة الآثار، فقد قامت، بكل فخر واعتزاز بجرف كامل لجميع ما تبقى من أحد أقدم آثار المدينة”.
ووصف المعماري العراقي الجهة التي ارتكبت هذا الفعل بـ “الجاهلة”.
وقال “عار عليك وعلى كل من سبب وشارك في إزالة ما تبقى من هذا المبنى التاريخي النادر… والآن ننتظر أن تقوم إحدى الجهات بإعادة بناء المبنى بشكل جديد تماما وبهيئة جديدة لا تمت بأي صلة للمبنى الأصلي.”.
وتساءل فتحي “أهكذا تتم إعادة إحياء روح الموصل، أم هو تشويه ومسخ من جهلة لروح الموصل”؟
وكتب “أرأيتم الجوامع المدمرة التي تم إعادة بنائها مؤخرا؟ بالله عليكم ماهي علاقتها بالمباني الأصلية؟ هي جديدة تماما ومختلفة كثيرا عن النسخ الأصلية، وموادها حديثة، وتقنيات بنائها حديثة، وفيها عناصر معمارية جديدة ودخيلة. هي فقط تحمل نفس الاسم القديم لا غير”.
وتساءل “هل من جهة توقف هذا التخريب والتشويه لتراث الموصل وتحاسب المخالفين والمعتدين”.

بقايا مبنى المدرسة الكمالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى