أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

مبعوث ترامب لشؤون الرهائن يضع السوداني أمام خيار السيطرة على الميليشيات أو ترك منصبه

رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.

بغداد- الرافدين
وضع آدم بولر المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس حكومة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحت الميليشيات، محمد شياع السوداني أمام خيار السيطرة على الميليشيات التي تدار من إيران بوصفه رئيسا للحكومة أو مغادرة منصبه.
ووجه بولر رسالة واضحة للسوداني بشأن الباحثة المختطفة في العراق، إليزابيث تسوركوف.
وأعاد بولر نشر مقطع فيديو عن تسوركوف، وعلق عبر حسابه على منصة إكس قائلا “هذه قصة إليزابيث تسوركوف. أمام رئيس الوزراء العراقي فرصة الآن ليظهر للعالم ما إذا كان يجب أو لا يجب أن يكون رئيسا للوزراء”.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها المبعوث الأمريكي عن السوداني، حيث اتهمه بوقت سابق بتقديم “وعود كاذبة” بشأن إطلاق سراح الباحثة تسوركوف. وقال إنه إذا لم يتم إطلاق سراحها، “فيجب طرد السوداني من منصبه”.
واختطفت كتائب حزب الله، وهي ميليشيا إرهابية مدعومة من إيران، تسوركوف في مسعى للمساومة عليها وفق خطة أعدها الحرس الثوري الإيراني.
واختفت تسوركوف، وهي طالبة تبلغ من العمر 38 عامًا في جامعة برينستون، في بغداد في آذار 2023 أثناء قيامها بأبحاث للحصول على درجة الدكتوراه. ودخلت البلاد بجواز سفرها الروسي.
وكانت العلامة الوحيدة على أنها على قيد الحياة هي مقطع فيديو تم بثه في تشرين الثاني 2023 على محطة تلفزيونية تابعة للميليشيات وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لإيران.
وسبق أن دافعت وزارة الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي باتجاه “تبرئة” الوزير فؤاد حسين بالتواصل مع الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد حول مصير الباحثة إليزابيث تسوركوف المختطفة من قبل ميليشيات كتائب حزب الله في العراق.
ونشر رافيد منشورا على منصة “إكس” حول مصير الباحثة التي تحمل الجنسية الإسرائيلية والروسية تسوركوف التي تحتجزها ميليشيا عراقية مسلحة منذ أكثر من عام ونصف.
وقال رافيد في منشوره “أخبرني وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في دافوس أن الباحثة بجامعة برينستون إليزابيث تسوركوف التي احتجزتها ميليشيا عراقية كرهينة لا تزال على قيد الحياة، وأكد أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يعمل على إطلاق سراحها”.
ونفت وزارة الخارجية التصريح وأوضحت أن الوزير لم يدلِ بأي تصريح لأي مراسل صحفي خلال مشاركته في حلقة نقاشية نظمتها قناة CNN في مؤتمر دافوس، التي شهدت حضور وزراء خارجية عدة دول.
وأضافت “عقب انتهاء الجلسة النقاشية، تقدم أحد الحاضرين من الجمهور وطرح سؤالا على الوزير بشأن المختطفة تسوركوف، وكان رد الوزير كالتالي: السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يبذل جهودا كبيرة لإطلاق سراحها”.
وتابعت “ثم طرح السائل سؤالا آخر حول ما إذا كانت المختطفة لا تزال على قيد الحياة، وجاء الرد بالإيجاب”.

آدم بولر المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن: إذا لم يتم إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف فيجب طرد السوداني من منصبه
وأشارت الخارجية العراقية أن “الشخص الذي طرح الأسئلة لم يُعرّف نفسه كإعلامي، بل كان أحد المشاركين من الجمهور الحاضر في القاعة”.
وتمثل الميليشيات معضلة حقيقية أمام السوداني فهو لم يصل إلى رئاسة الحكومة الا بدعمها.
والحكومة الحالية محسوبة على الإطار التنسيقي، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.
وقال مصدر مقرب من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية “الحقيقة إن السوداني لم تعد لديه أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية.”
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال قيادي في الإطار التنسيقي إن المرشد الإيراني علي خامنئي في آخر اجتماع مع زعماء الميليشيات في المنطقة حضره من العراق زعيم ميليشيا بدر هادي العامري وميليشيا العصائب قيس الخزعلي ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، قال للوفود انه يجب دعم الوضع الحالي في العراق والالتزام بقرارات الإطار التنسيقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى