أخبار الرافدين
الثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدينعربية

السلطات السورية تلاحق تجار المخدرات في حملة أمنية بمحافظة درعا

منظمة دولية تحذر من أن 15 مليون سوري مهددون بالذخائر غير المنفجرة وتصف الوضع بكارثة بكل معنى الكلمة.

دمشق- الرافدين
بدأت السلطات السورية، الخميس، حملة أمنية تستهدف فلول النظام المخلوع وتجار الأسلحة والمخدرات في بلدتي الحارّة ونمر بمحافظة درعا جنوب البلاد. في وقت حذّرت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” غير الحكومية من أن 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، معرضون لما يراوح بين 100 ألف و300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا بعد 14 عاما من النزاع.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” عبر منصة “تلغرام” إن “إدارة الأمن في درعا تطلق حملة تستهدف فلول النظام البائد وتجار المخدرات والأسلحة، في بلدتي الحارة (تضم تل الحارة الاستراتيجي المطل على الجولان السوري المحتل) ونمر شمالي درعا”.
كما تهدف الحملة أيضاً إلى “سحب السلاح المنتشر” في البلدتين، وفق المصدر ذاته.
وتنفذ السلطات بين الحين والآخر عمليات مماثلة واسعة النطاق في عدة محافظات بالبلاد، ضد فلول النظام الذين رفضوا التسوية وتسليم أسلحتهم، بهدف ضبط الأمن واستقرار الأوضاع.
إلى ذلك حذّرت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” غير الحكومية الأربعاء من أن 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، معرضون لما يراوح بين 100 ألف و300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا بعد 14 عاما من النزاع.
وقالت مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة دانيلا زيزي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية “إنها كارثة بكل معنى الكلمة”.
ودمرت 14 عاما من الحرب سوريا وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد 10 ملايين داخل البلاد وخارجها. وتم استخدام مليون قطعة ذخيرة متفجرة خلال هذه الفترة، بحسب تقديرات دولية جمعتها منظمة هانديكاب انترناشونال.
لكن بحسب هانديكاب انترناشونال فإن ما بين 100 ألف و300 ألف من هذه الذخائر لم تنفجر، وهو ما يؤثر على “البلاد بأكملها” ويعني أن “ثلثي السكان معرضون لخطر مباشر بالقتل أو الإصابة بالمتفجرات”.

منظمة “هانديكاب انترناشونال”: ما بين 100 ألف و300 ألف من الذخائر لم تنفجر، وهو ما يؤثر على البلاد بأكملها
وأضافت دانيلا زيزي “في سوريا، تم استخدام العديد من الأسلحة غير التقليدية، مثل البراميل المتفجرة التي لديها معدل إخفاق أعلى”، كما زرع تنظيم داعش الألغام في مناطق عدة، مشيرة إلى أن “أكثر من خمسة عشر مليون شخص معرضون للخطر”.
ومع عودة 800 ألف نازح داخليا و280 ألف لاجئ إلى ديارهم في سوريا منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول الماضي، وفق أرقام الأمم المتحدة، فإن هذه الظاهرة “تشكل تهديدا خطيرا لأمن المدنيين” وستكون لها “عواقب على جهود تعافي البلاد”، وفق ما تؤكد المنظمة الدولية.
وحذّرت المنظمة غير الحكومية من أنه “خلال شهرين فقط، لاحظنا زيادة حادة في الحوادث المتعلقة بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات”، حيث تم تسجيل 136 حادثة في كانون الثاني وشباط 2025.
وتابعت زيزي “هذه واحدة من المشاكل الرئيسية التي تواجه سوريا”، وخصوصا أن الذخائر غير المنفجرة “توجد قرب بنى تحتية مدنية وفي الحقول” ما يجعلها غير صالحة للاستخدام.
واستشهدت المسؤولة في هانديكاب إنترناشونال بقصة شابين من دير الزور (شرق) داسا لغما في كانون الثاني، فتم بتر ساق أحدهما، بينما أصيب الآخر “بحروق خطيرة وإصابات بالغة”.
وأضافت زيزي أن “هذه الحوادث يومية، ويصعب حتى إحصائها”، داعية إلى رسم خريطة للأراضي السورية والبدء بتطهيرها. وهذه العملية طويلة ومكلفة، في حين أن المساعدات الإنسانية الدولية تتجه إلى الانخفاض، وخصوصا تلك التي مصدرها الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى