فلسطيني يروي أسابيع من حصار طولكرم: مياه شبه مقطوعة وبلا كهرباء وشح في المواد الغذائية
جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يعمل على تغيير معالم مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث دمر منازل وأحرق أخرى وحول بنايات لثكنات عسكرية، وأغلق طرقات.
طولكرم- منذ 29 يوما، تخضع عائلة الفلسطيني ثائر دراغمة تحت حصار يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، وعملية عسكرية.
ووصف دراغمة الوضع في المخيم بأنه “صعب للغاية”، حيث يقع منزله في حارة قاقون في الجهة الشرقية.
وأضاف “الجيش الإسرائيلي يعمل على تغير معالم المخيم، حيث دمر منازل وأحرق أخرى وحول بنايات لثكنات عسكرية، وأغلق طرقات”.
ولفت دراغمة إلى أن وسط المخيم “شبه فارغ تماما من السكان، حيث تعمل القوات على تدمير وتخريب المنازل المقتحمة وحرق بعضها”.
وأشار إلى أن القوات دمرت مدخل منزله، ما ضاعف معاناته التي تتمثل في “مياه شبه مقطوعة وكهرباء متقطعة، وشح في المواد الغذائية”.
وأوضح الفلسطيني المحاصر أن عائلات في المخيم باشرت الصيام جبرا جراء نقص المواد الغذائية ورفض الاحتلال السماح بإدخال المواد اللازمة.
وأضاف “الفلسطينيون الباقون في المخيم حريصون على (ترشيد) استهلاك ما لديهم من طعام ومياه، وهناك حالات تكافل بين الناس”.
وقال: “طبيعة المخيم المكتظ وتلاصق البيوت يسهل التواصل بين الناس وتبادل الحاجات، لكن ذلك محفوف بمخاطر وتحت رصاص الاحتلال الإسرائيلي الذي قد يقتل كل من يتحرك”.
ويرفض دراغمة النزوح من المخيم طولكرم، قائلا “لا مكان لدي سوى المخيم”.
وتابع “نعيش وسط ثكنة عسكرية، وعدد من المنازل تحولت إلى نقاط عسكرية. لا يمكننا فتح النوافذ، وقد يطلق علينا الرصاص في أية لحظة”.
وأفاد بأن “الجيش الإسرائيلي يعمل على التدمير في كل مكان، فمعالم المخيم تغيرت، حيث هدمت منازل وشقت طرقات، وكأن القيامة قامت في المخيم، كل المنازل فتحت أبوابها، أكوام من الردم في كل مكان”.
ولليوم 35 يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وفي مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 29، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم 16.
وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد، خلال حفل تخريج ضباط في مدينة حولون قرب تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش سيواصل القتال في الضفة الغربية المحتلة.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد، نقل فصيل دبابات إلى جنين للمشاركة في “الجهد الهجومي” على المنطقة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002.
وقال “تواصل قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود عملياتهم لإحباط الإرهاب في شمال السامرة (الضفة) وتوسع أنشطتها الهجومية في المنطقة”.
ومنذ كانون الثاني الماضي وسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية التي أطلق عليها اسم “السور الحديدي”، في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 قتيلا وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي “في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين”.
ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة في قطاع غزة، في تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 923 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين تشرين الأول 2023 وكانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.