القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين: غزو العراق انتهى إلى فرض احتلال قاتل وإقامة نظام سياسي غير شرعي
القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين: غزو العراق الذي نعيش ذكرى بدء العدوان عليه في مثل هذه الأيام قبل 22 عامًا مثل نقطة تحول كارثية على الصعيد الداخلي والإقليمي قبل أن تمتد تأثيراتها إلى كل العالم.
عمان- الرافدين
قال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق إن غزو العراق الذي نعيش ذكرى بدء العدوان عليه في مثل هذه الأيام قبل 22 عامًا اعتمد على حجج واهية ومزاعم كاذبة ثبت بطلانها فيما بعد بالأدلة والوقائع والشواهد فضلًا عن الاعترافات.
وذكر في التقرير السياسي الدوري عن الحالة السياسية في العراق والمنطقة، الذي أصدره الأحد الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك أن “غزو واحتلال العراق مثل نقطة تحول كارثية في العراق والمنطقة قبل أن تمتد تأثيراتها إلى كل العالم”.
وقال مسؤول القسم السياسي في الهيئة الدكتور مثنى الضاري إن “هذا الغزو انتهى إلى فرض احتلال قاتل وإقامة نظام سياسي غير شرعي يعاني العراق من تبعاته وآثاره المدمرة حتى اللحظة”.
وبين الضاري أن “الاحتلال حاول تبرير هذا الغزو بذريعة تحرير العراقيين ونشر الديمقراطية المزعومة إلا أن النتائج الفعلية على أرض الواقع جاءت عكس ذلك تماما”.
وأكد أن “العراق دخل بعد الغزو والاحتلال مرحلة عدم استقرار سياسي جراء إنشاء عملية سياسية مبنية على المحاصّة الطائفية والعرقية تسببت في الإخلال ببنية النسيج الاجتماعي وإضعاف كيان الدولة الأمر الذي أفضى فيما بعد إلى دوامة من العنف الطائفي المخطط له ضمن سياقات معينة للوصول إلى أهداف محددة ظهرت لاحقا”.

وتضمنت ندوة الإعلان عن التقرير الدوري للقسم السياسي التي أدارها مقرر القسم السياسي في الهيئة الدكتور ثامر العلواني؛ قراءة لمحتوى التقرير، واستعراضًا لمحاوره المتوزعة بين المشهد العراقي ونظيره في المنطقة العربية ومحيط العراق الجغرافي.
وأكّد القسم السياسي في هذا الصدد؛ أن الملفات التي يطرحها تقريره الدوري تتطلب قراءة معمقة وفهمًا دقيقًا لمجريات الأحداث، مما يتطلب فرصة حقيقية للنقاش والتحليل الموضوعي، سعيًا للوصول إلى رؤية أكثر وضوحًا لمستقبل المنطقة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة.
واستعرضت ندوة الإعلان عن التقرير أبرز محاوره ومحتواه، ورؤية هيئة علماء المسلمين في العراق لمستجدات الأحداث وتطوراتها في الساحات: العراقية، والفلسطينية، والسورية، والسودانية، وما يتصل بها من متغيرات إقليمية ودولية.
وسلطت الندوة خلال استعراض المحور العراقي في التقرير، الضوء على التحشيد الإعلامي والسياسي تجاه التغيرات الحاصلة في سوريا، وصولًا إلى الحراك الانتخابي المبكر، وما يحيط به من تنافس محموم.
وتضمّن المحور كذلك؛ انعكاسات مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المشهد العراقي، وملف الحشد الطائفي والميليشيات، ومحاولات الالتفاف على الضغوط الدولية، بالإضافة إلى ملف فك الارتباط مع إيران، وأزمة تهريب العملة، والاعتماد على الغاز الإيراني، فضلًا عن التحديات الاقتصادية وأزمة رواتب الموظفين.
وناقش التقرير ما تصاعد مؤخرًا من دعوات لإنشاء إقليم طائفي والتصريحات المرتبطة بذلك، ومسألة المقابر الجماعية التي أُعيد الحديث عنها مؤخرًا، ولا سيما فيما يتعلق بحفرة (الخسفة) بمحافظة نينوى شمالي العراق.
وتناول التقرير تطورات المشهد السوري ضمن المحور العربي والإقليمي، وما طرأ فيه من تغييرات سياسية وميدانية.
وتطرق التقرير الدوري للقسم السياسي إلى تداعيات “طوفان الأقصى” والهدنة المؤقتة في قطاع غزة التي شهدت تبادل أسرى، ثم استئناف العدوان الصهيوني على القطاع، بالإضافة إلى الأزمة السودانية، وتدهور أوضاع حقوق الإنسان في ظل الصراع القائم هناك.