هيئة علماء المسلمين: الواجب يقتضي على العراقيين جميعًا الوقوف إلى جانب النخب التربوية ودعمهم في نيل حقوقهم
هيئة علماء المسلمين: طلب الإعفاء الجماعي من إدارات المدارس الذي اتخذته النخب التربوية والتعليمية في محافظة ذي قار، بعد تعرّضها للقمع والضرب والاعتقال؛ يعكس جانبًا من الأوضاع المزرية التي يشهدها قطاع التعليم في العراق.
عمان الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن “عدوان القوّات الحكومية على المعلمين والمدرسين والإداريين في مديريات التربية بمحافظة ذي قار؛ يأتي امتدادًا لتأريخ هذه القوات في انتهاك حقوق الإنسان وإفلاتها من العقاب، بعد التجرؤ على استخدام القوة المفرطة ضدهم.
وشددت الهيئة في بيان أصدرته مساء الخميس على أن “واجب الوقت يقتضي من العراقيين جميعًا من: نخب، ومؤسسات، وهيئات، ونقابات، ومنظمات مجتمع مدني، وغيرها؛ الوقوف إلى جانب الموظفين من نخبة التربية والتعليم والانتصار لهم، والدفاع عنهم، وبذل الجهود نحو تحصيل حقوقهم، بوصفهم أصحاب فضل بعد الله -تعالى- في تعليم الجيل، وتنمية المجتمع وتعزيز رصيده العلمي والمحافظة على ثقافته”.
وأشارت إلى أن “مستقبل العراق من حيث ازدهاره أو عدمه مرهون بقيمة هذه الشريحة ومصيرها في الجانبين القيمي والإنساني”.
وجاء في بيان الهيئة أن “النخبة التربوية من معلمين ومدرسين وإداريين ممن يحملون أمانة بناء مستقبل للعراق والأمة، والتي أخذت على عاتقها تربية وتعليم الأجيال؛ قد رعت هذه الأمانة بإخلاص وتفانٍ، وبذلت في سبيل ذلك ما يستحق الإشادة والدعم، وما علماء الأمة إلا أنموذجٌ واحد من مخرجات هذه الفئة”.
واوضح بيان الهيئة أن “هذه النخبة ما أن بدأت تطالب بحقوقها المشروعة: بحياة حرة وكريمة تليق بها وبرسالتها التربوية والتعليمية – التي صمّت حكومة الاحتلال التاسعة آذانها عنها- حتّى تعرّضت على أيدي القوّات الحكومية في محافظة ذي قار على وجه الخصوص، وفي أنحاء أخرى من العراق عامة؛ للبطش والتنكيل والضرب والإهانة لكرامتها وقيمتها المجتمعية وعلى مرأى ومسمع من الجميع”.
وأكد البيان أن “القرار الجماعي الذي اتخذه العشرات من النخب التربوية والتعليمية في محافظة ذي قار؛ بطلب الإعفاء الجماعي من إدارات المدارس، بعد تعرّضهم للقمع والضرب والاعتقال؛ يعكس جانبًا من الأوضاع المزرية التي يشهدها قطاع التعليم في العراق؛ نتيجة عوامل وأسباب كثيرة، يأتي فساد السلطات الحكومية، وفشلها، فضلًا عن طغيانها وبطشها؛ في مقدمة ذلك”.
وخلص البيان بالقول في ضوء ما تقدم أن “هذه الممارسات جعلت من انهيار قطاع التعليم واحدًا من أبرز معالم المشهد العراقي في ظل حكومات الاحـتلال المتعاقبة”.