هيئة علماء المسلمين: العراق يعيش احتلالًا أمريكيًا إيرانيًا وخلاصه مرهون بوحدة شعبه وحراكه الوطني
هيئة علماء المسلمين: ثورة العشرين ليست مجرد ذكرى عابرة بل نموذجٌ متجدّد يُثبت أن إرادة العراقيين قادرة على التحرّر ومواجهة الاحتلال مهما طال الزمن
عمان – الرافدين
حذّرت هيئة علماء المسلمين في العراق من خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، مؤكدة أن العراق يرزح اليوم تحت “احتلال مركّب أمريكي-إيراني”، يفرض وصايته السياسية والأمنية والاقتصادية، ويحوّل البلاد إلى ساحة صراع مفتوحة للمصالح الأجنبية، وسط تفاقم الفقر والظلم وتدهور الأوضاع المعيشية.
وفي رسالة مفتوحة وجّهتها الهيئة إلى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة لثورة العشرين الكبرى، دعت الهيئة العراقيين إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل إنهاء حالة التبعية، واستعادة القرار الوطني، مشددة على أن خلاص العراق لن يتحقق إلا بتحرّك وطني جامع يرفض التدخلات الخارجية والميليشيات المسلحة، ويعيد للعراقيين سيادتهم الكاملة.
وأكدت هيئة علماء المسلمين أن ثورة العشرين، التي اندلعت عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني، لا تزال تمثل محطة مضيئة في تاريخ العراق الحديث، وتجسّد إرادة الشعب في التحرر والكرامة والسيادة، لافتة إلى أن وحدة العراقيين، وتضحياتهم، ودور العشائر والعلماء والمصلحين، صنعت من تلك الثورة ملحمة وطنية خالدة، ستظل حاضرة في الذاكرة الجمعية، رغم محاولات طمسها وتشويهها.
وأشارت الهيئة إلى أن استحضار الثورة في وجدان الأجيال العراقية، خاصة الشباب، يعكس وعيًا وطنيًا متجددًا، ورفضًا واضحًا لحالة التبعية والفساد، مؤكدة أن الإرث الوطني للثورة أقوى من حملات التضليل، وأن جهود الباحثين والإعلاميين وثقت هذه الحقبة التاريخية، وحافظت على حقيقتها بعيدًا عن التزوير.
احتلال متعدد الأوجه وميليشيات تهدد وحدة العراق
وأوضحت الهيئة أن الاحتلال البريطاني الذي واجهه العراقيون قبل أكثر من قرن، حلّ مكانه اليوم احتلال مركب، يُدار أمريكيًا عبر نظام محاصصة طائفية مشلول الإرادة، يحافظ على مصالح القوى الخارجية، ويُعمّق أزمات البلاد، فيما تستغل إيران هذا الوضع لتوسيع نفوذها، عبر أذرعها السياسية والميليشياوية، التي وصفتها الهيئة بأنها “أداة لتفكيك المجتمع، وملاحقة الشرفاء، وتحطيم أي مشروع وطني مستقل”.
وأكدت الهيئة أن الميليشيات الموالية لإيران لا تمتّ للمقاومة الحقيقية بصلة، بل كانت، بحسب ما جاء في البيان، “أخس وأذل أداة لخدمة المحتل”، في حين أشادت بالمقاومة العراقية “الصادقة”، التي تصدّت للاحتلال منذ البداية، ورفعت راية الكرامة والسيادة، وفضحت مشاريع الاحتلال والتقسيم.
وفي خضم الأوضاع الصعبة التي يعيشها العراق، دعت هيئة علماء المسلمين العشائر العراقية إلى تكرار موقفها التاريخي في ثورة العشرين، والاصطفاف إلى جانب الشعب ضد الظلم والتبعية، كما طالبت العلماء والمثقفين والأكاديميين والسياسيين المستقلين بتحمّل مسؤولياتهم التاريخية، والعمل على توحيد صفوف العراقيين، بعيدًا عن الاصطفافات المذهبية والمناطقية، لإطلاق مشروع وطني جامع يُنهي التدخلات الخارجية ويستعيد القرار السيادي.
وفي ختام رسالتها، وجّهت الهيئة نداءًا مفتوحًا لكل العراقيين الغيورين للمشاركة الفاعلة في بناء الوعي الوطني، وفضح التبعية، ودعم كل جهد صادق لاستعادة الوطن المختطف، مؤكدة أن العراق لن يُستعاد إلا بتعاون أبنائه في “ثورة عراقية حقيقية”، تستلهم من ثورة العشرين روحها، ومن تضحيات الأجداد طريقها، ليعود العراق وطنًا حرًا، مستقلًا، محررًا من كل أشكال الاحتلال والهيمنة.