هيئة علماء المسلمين تطالب بتحقيق مستقل وعاجل في وفاة الشيخ القره غولي ومحاسبة المتورطين في الاعتداء
هيئة علماء المسلمين تدين الاعتداء على الشيخ عبد الستار القره غولي وتعده نتيجة مباشرة للانفلات الأمني والسياسي المتفاقم في العراق
بغداد – الرافدين
أصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق بيانًا أدانت فيه بشدة الاعتداء الذي تعرض له فضيلة الشيخ عبد الستار سلمان سالم القره غولي، إمام وخطيب جامع الحاج عبد الكريم ناصر الجبوري في حي المهدية بمنطقة الدورة ببغداد، والذي منع على إثره من إلقاء خطبة الجمعة، مما أدى إلى مضاعفات أدت لاحقًا إلى وفاته.
وأكدت الهيئة أن الاعتداء وقع يوم الجمعة 12 أيلول 2025، حين اقتحم نحو 30 شخصًا، معظمهم من خارج المنطقة، غرفة الإمام في الجامع، وتجاوزوا على الشيخ القره غولي لمنعه من الخطابة، وفرضوا شخصًا آخر على المنبر، مما أدى إلى سقوطه مغشيًا عليه، ونقله إلى المستشفى حيث توفي لاحقًا نتيجة نوبة قلبية، وفق تقرير الأطباء.
وجاءت هذه الحادثة في سياق تصاعد غير مسبوق في الاعتداءات على الأئمة والخطباء داخل المساجد العراقية، حيث سبق أن منعت نفس الجماعة خطيب الجمعة المكلف من ديوان الوقف من الصعود إلى المنبر في نفس الجامع، بدعم من قوة أمنية تابعة لجهاز الأمن الوطني، يوم الجمعة السابق للحادثة بتاريخ 5 أيلول 2025.
وأشارت هيئة علماء المسلمين إلى أن هذه الأحداث هي نتاج حتمي لـ”الانفلات المجتمعي” الذي يعيشه العراق في ظل استمرار الحكومات المتعاقبة، وظاهرة خطيرة من ظواهر الحياة العامة، تتمثل في التدخل السياسي الواضح والفاضح في شؤون المساجد وتحويلها إلى ساحات للصراعات السياسية والمناكفات الطائفية، بعيدًا عن وظيفتها الأساسية التعبدية.
وأكدت الهيئة أن ديوان الوقف وعددًا من موظفيه انخرطوا في صناعة هذا المشهد المشوه، عبر انصرافهم نحو القضايا السياسية، والزج بوزارة الأوقاف في ميادين التنافس الانتخابي والصراعات الفئوية، مما أدى إلى تهاون واضح في حماية أمن وسلامة الأئمة والخطباء، وسمح بتسلل جماعات متشددة ذات توجهات فكرية خاصة إلى بعض المساجد، مستخدمة الترهيب والعنف.
كما نبهت الهيئة إلى أن هذه المجموعات تعمل مدعومة من تحالفات سياسية وأمنية، ما يعزز من سيطرتها على المؤسسات الدينية، ويقوض الاستقرار المجتمعي، وتزامن ذلك مع فرض خطيب من جماعة “الرباط المحمدي” على جامع النوري في الموصل رغم معارضة أهالي المدينة وعلمائها، في مؤشر على توسع ظاهرة الاستحواذ على المساجد بقوة السلاح والإكراه.
وطالبت هيئة علماء المسلمين الحكومة العراقية بفتح تحقيق مستقل وعاجل للكشف عن ملابسات وفاة الشيخ القره غولي، ومحاسبة جميع المسؤولين عن الاعتداء عليه، وضمان حماية رجال الدين في جميع أنحاء البلاد، بعيدًا عن أي ضغوط أو تهديدات.
واختتمت الهيئة بيانها بالدعوة إلى إعادة المساجد إلى دورها الطبيعي كمنابر للعبادة والوسطية، والامتناع عن استغلالها في الصراعات السياسية، مع التأكيد على أن استمرار هذا الانحدار يهدد وحدة المجتمع ويعزز الفوضى والانقسامات.