أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الدكتور مثنى الضاري: الانتخابات الحالية لن تغيّر الواقع السياسي والشارع يميل إلى المقاطعة بسبب فقدان الثقة

الدكتور الضاري: الشارع العراقي يميل إلى مقاطعة الانتخابات بسبب فقدان الثقة بالعملية السياسية، مع شعور متزايد بأن هذه الانتخابات لن تُحدث تغييرات ملموسة، بل ستكرّس الفساد وتوسّع نفوذ الأحزاب الحاكمة.

عمان – الرافدين
أوضح الدكتور مثنى حارث الضاري، مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين، خلال أمسية نظمها مجلس الخميس الثقافي في ديوان الهيئة بالعاصمة الأردنية عمّان، أن الانتخابات العراقية الحالية تجري في ظل تصريحات أمريكية متعددة المستويات، بما في ذلك وزارة الخارجية والمبعوثين الخاصين، وهو ما يُفشل توقعات من راهنوا على حدوث تغيير قبل الانتخابات، ويعكس فهمًا سطحيًا لمجريات الأمور في العراق.
وأضاف الضاري أن للنفوذ الإيراني دورًا واضحًا في مسار الانتخابات، إذ تسعى زيارات شخصيات مثل إسماعيل قاآني إلى تهدئة الخلافات داخل الإطار التنسيقي، والحفاظ على “وحدة الموقف الشيعي”، لضمان استمرار الهيمنة الشيعية في الحكم العراقي.
وجاءت تصريحات الدكتور الضاري ضمن أمسية حضرها عدد من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة، حيث تطرق إلى التحديات السياسية والمجتمعية المرتبطة بالانتخابات، وما تعكسه من أزمة عميقة تمتد من بنية النظام السياسي إلى القوى المسيطرة عليه، مؤكدًا أن وعي الشارع يفرض عزوفًا شعبيًا، وأن العملية الانتخابية لن تغيّر الواقع، بل ستكرّس سيطرة الأحزاب الحاكمة.
وأشار الدكتور الضاري إلى أن حُمّى الانتخابات تكشف عن مظاهر ما وصفه بالديمقراطية المشوهة، حيث يتم استغلال موارد الدولة والقرارات السيادية لأغراض انتخابية، في مثال صارخ على فساد حكومة الاحتلال التاسعة، كما يظهر من توقيت الاتفاقية المائية مع الجانب التركي. وأضاف أن الانتخابات تسهم في تعزيز التشتت المجتمعي، وتضع قيودًا على نتائجها ضمن إطار المحاصّة الطائفية والعرقية، بما يعكس سقوفًا مسبقة لا يمكن تجاوزها مهما بلغت نسبة المشاركة.

الدكتور مثنى الضاري: الشارع العراقي بات فاقدًا للثقة بالعملية السياسية، والأحداث تشير إلى عزمه على مقاطعة الانتخابات التي يُدرك أنها لن تُحدث تغييرًا حقيقيًا على الأرض.

وأكد الضاري أن الشارع العراقي يميل إلى مقاطعة الانتخابات بسبب فقدان الثقة بالعملية السياسية، مع شعور متزايد بأن هذه الانتخابات لن تُحدث تغييرات ملموسة، بل ستكرّس الفساد وتوسّع نفوذ الأحزاب الحاكمة. كما استعرض ملفات الفساد المؤسسي والسياسي، مستندًا إلى تقارير هيئة النزاهة الأخيرة، وناقش قناعات الشارع العراقي وموقفه من العملية السياسية والانتخابات، مشيرًا إلى أن العزوف الشعبي يعكس إدراكًا بأن الانتخابات ستكرّس الفساد وتوسع نفوذ الطبقة السياسية الحاكمة.
ويواصل مجلس الخميس الثقافي تنظيم مثل هذه الأمسيات لتسليط الضوء على القضايا الوطنية والسياسية، ودعم النقاشات الفكرية، وتعزيز وعي الجالية العراقية بأبعاد العملية السياسية، والتأكيد على أهمية متابعة الحقائق والوقائع التاريخية لفهم الواقع الوطني بشكل دقيق وشامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى