مجلس الخميس الثقافي يستضيف الدكتور أيمن العاني لمناقشة “الوقوف مع المظلوم.. حين يُصبح الحق تهمة!”
الدكتور أيمن العاني: نصرة المظلومين واجب ديني وإنساني، والسكوت عن الظلم يُعد مشاركة فيه.
عمان – الرافدين
استضاف مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور أيمن العاني، مسؤول قسم حقوق الإنسان في الهيئة، في أمسية ألقى خلالها محاضرة بعنوان: “الوقوف مع المظلوم.. حين يُصبح الحق تهمة!”، تناول فيها واقع حقوق الإنسان في العراق وفلسطين والسودان، وسلط الضوء على التحديات التي تواجه الناشطين والمدافعين عن الحق.
وأشار الدكتور العاني في مستهل حديثه إلى أن من أساسيات نصرة المظلومين هو بيان ما يجري في الواقع، لا سيما حين يتحول الحق إلى تهمة، ويُظلم من يتمسك بالمبادئ، بينما يُمدح من يصمت أو يتلون مع الظروف.
وأكد العاني أن السكوت عن الظلم يُعد مشاركة فيه، وأن الوقوف مع الحق واجب حتى لو كان الثمن باهظًا، داعيًا إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأن من يتكلم بالحق ليس عدوًا للمجتمع، بل يحميه من الانحدار. وشدد على ضرورة الجرأة الأخلاقية وتحمل المسؤولية في قول الحق والثبات عليه، مع إبراز البعد الإنساني والشرعي في الدفاع عن الكرامة والعدالة، والالتزام بأوامر الله تعالى في العدل ونبذ الظلم.

وتطرقت المحاضرة إلى معنى النصرة ومكانتها في الإسلام، مستشهدة بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع التفريق بين النصرة العاطفية والنصرة الواعية، وأمثلة تاريخية من سير الأنبياء والمصلحين والمجاهدين عبر العصور لإيضاح هذه المعاني.
كما كشف الدكتور العاني عن جانب من معاناة المعتقلين المظلومين في العراق وبلدان إسلامية أخرى، موضحًا الطرق التي تتبعها السلطات في ممارسة القمع حتى على مجرد الرأي أو التعبير، وانتشار جرائم الاختطاف والاختفاء القسري للناشطين والمناهضين للسياسات الحكومية. وأشار إلى أن قسم حقوق الإنسان لديه قوائم مفصلة بأسماء كل ناشط أو مدني تعرض للانتهاكات، مع ذكر المدينة والتهمة والحالة الراهنة سواء كانت اعتقالًا، أو اختفاء، أو إطلاق سراح.
واختتم الدكتور أيمن العاني محاضرته بالتأكيد على أن نصرة المظلوم ليست موقفًا سياسيًا أو عاطفيًا، بل هي واجب ديني وإنساني، وأن من يقف مع الحق حين يُتهم يسير على درب الأنبياء والصالحين.



