أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الضاري يحلل الخطاب الفقهي المصاحب للانتخابات ويستعرض أثره على وعي النخب والمجتمع

الدكتور مثنى حارث الضاري يستعرض في "جلسة بودكاست حوارية" الوثائق والمشاريع الفكرية التي صدرت خلال العقدين الماضيين لتوضيح الموقف الشرعي تجاه الاحتلال والنظام السياسي المفروض على العراق

عمان – الرافدين
في أمسية اتسمت بالتحليل العميق وتبادل الرؤى، نظم مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين بالعاصمة الأردنية عمّان جلسة حوارية بعنوان “بودكاست (كشف الحقائق).. الانتخابات وأثرها في اختلال المناهج الفقهية)”، تحدّث فيها الدكتور مثنى حارث الضاري، مسؤول القسم السياسي، وناقش الإشكالات الفقهية والفكرية التي رافقت الانتخابات العراقية خلال السنوات الماضية.
وأوضح الضاري في مستهل الأمسية أن العنوان المختار يعكس أكثر من مجرد الجانب الانتخابي، إذ يسلّط الضوء على اضطراب واسع في المفاهيم الشرعية والسياسية قبل الانتخابات وما تلاها. وأضاف أن اختيار أسلوب الحوار المفتوح يهدف إلى فتح مساحة أوسع لتحليل الواقع العراقي ومناقشة المشكلات الناتجة عن العملية السياسية منذ عام 2003.
وأشار الضاري إلى أن الانتخابات الأخيرة كشفت عن أزمة منهجية في الخطاب الفقهي، تمثلت في انحسار الشمولية على المستويين النظري والتطبيقي، والتعميم في إصدار الأحكام، وتجاوز أصول الاجتهاد وطرق الاستنباط، إضافة إلى الخلط بين أسس النظام السياسي الإسلامي ووسائله وغاياته. واعتبر أن هذه الإشكالات أسهمت في تشويش الرؤية لدى الجمهور وإرباك الفهم في القضايا السياسية الشرعية.
ولفت إلى أن بعض الأطروحات التي ظهرت خلال فترة الانتخابات استخدمت مصطلحات شرعية خارج سياقها العلمي، مع توظيف إسقاطات سياسية غير دقيقة، ما أسهم في صناعة تصورات مشوّهة عن الموقف الشرعي تجاه العملية السياسية.

الدكتور مثنى حارث الضاري: الانتخابات كشفت اختلالات منهجية في الخطاب الفقهي وأدت إلى اضطراب المفاهيم الشرعية والسياسية

وقدّم الضاري أمثلة متتابعة من وقائع تاريخية ومعاصرة لتوضيح طبيعة الخلل، مبينًا كيف أُدرجت بعض المفاهيم في النقاشات الانتخابية بعيدًا عن الأطر الفقهية الرصينة.
وفي محور آخر، استعرض مجموعة من الوثائق والمشاريع الفكرية التي أصدرتها هيئة علماء المسلمين والقوى المناهضة للاحتلال خلال العقدين الماضيين، مشيرًا إلى أنها وفّرت إطارًا منهجيًا لفهم الموقف الشرعي من الاحتلال ونظامه السياسي، معبرًا عن استغرابه من صدور أحكام مضادة لتلك الأطر دون الرجوع إليها أو مراجعتها علميًا، ما أدى إلى تكرار الأخطاء الفكرية والسياسية في التعامل مع الشأن العراقي.
كما تطرّقت الأمسية إلى الإشكالات الفكرية والسياسية التي تعاني منها الساحتان، وعلى رأسها محاولات “تطويع السياسية الشرعية” لخدمة السياسة الوضعية، محذرًا الضاري من خطورة هذا التوجه على الوعي العام. وأكد أن تحرير مفهوم السياسة بين أصوله الشرعية وأبعاده الوضعية يمثل خطوة أساسية لمعالجة هذه الأزمات، داعيًا النخب إلى العودة إلى الأصول العلمية والمنهجية في تحليل القضايا المعاصرة.
وشهدت الأمسية تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة حول طبيعة الخلل في الخطاب الفقهي وأثره على المواقف تجاه الانتخابات، فيما قدم الضاري رؤى عملية لمعالجة هذه الإشكالات، مؤكدًا أن الوعي العلمي الرصين خطوة أساسية لتجاوز الخلافات الفكرية والسياسية في الساحة العراقية.
ويواصل مجلس الخميس الثقافي تنظيم أمسياته الحوارية بهدف تعزيز النقاشات الفكرية الوطنية، وبناء وعي مجتمعي قادر على تحليل المشهد العراقي بموضوعية، خصوصًا في ظل التحولات السياسية المستمرة وتداعياتها على واقع العراقيين داخل العراق وخارجه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى